
بعد وجود تقارب بينها وبين التحالف الرئاسي فيما يخص تأجيل الرئاسيات
حمدادوش : تواجد حركة حمس خارج الحكومة لايعني أنها في المعارضة
-
أبوجرة : الضبابية الموجودة في الساحة جعل الكثير يدعو الى تأجيل الرئاسيات
تشهد الساحة السياسية في الجزائر مؤخرا تسارعا للأحداث ، لعل أبرزها هو التقارب الواضح بين حركة حمس من خلال تصريحات رئيسها عبد الرزاق مقري ، و تصريحات أحزاب ما يعرف بالتحالف الرئاسي والتي من بينها حزب تاج ورئيسه عمار غول فيما يخص تأجيل موعد الرئاسيات ، وكثير من التحركات السياسية التي هي مؤشرات عن تحضير طبخة سياسية جديدة ، أو الإعداد إلى ندوة الإجماع الوطني التي كان قد دعا إليها عمار غول أمس خلال لقائه مع معاذ بوشارب منسق حزب الآفلان ، وكان موقف حركة حمس برئيسها عبد الرزاق مقري الذي دعا إلى تأجيل الرئاسيات هو الموقف البارز ، أعتبره العديد من المتتبعين إلى تحول حركة حمس من جناح المعارضة إلى الموالاة ، لاسيما بعد وجود تقارب بين أطروحاته و أطروحات أحزاب التحالف الرئاسي .
ناصر حمدادوش
الرأي العام مدرك لخطورة الأوضاع
حول هذه النقاط و التساؤل يرى القيادي في حركة حمس ناصر حمدادوش في اتصال مع ” الوسط “”أن المجتمع مدرك خطورة الأوضاع التي تمر بها البلاد و الكل يبحث عن مخرج ، و أصبحت الانتخابات في هذه الظروف غير ممكنة ، اللهم إن كان هناك من يريد أن يفرض الأمر الواقع من خلال سن الطرق التقليدية في تنظيم الانتخابات ، وهذا في تقديرنا لا يخدمنا” ، فيضيف ” فكرة التأجيل مشروطة بإصلاحات محددة وحقيقية ، ومشروط أن تكون في إطار وطني ، و تكون أمام الرأي العام الوطني و الدولي، وتتضمن رؤية سياسية للمرحلة القادمة حتى يمكن أن نذهب إلى رئاسيات في ظروف أفضل “.
وبخصوص ما اعتبره بعض المتتبعين أن موقف حمس وتوافقه مع التحالف الرئاسي هو خطوة و انتقال لحمس من المعارضة إلى الموالاة ، رد القيادي في الحركة ناصر حمدادوش أن المعارضة و الموالاة لايعني بالضرورة أنهم في حالة تناقض تام ” فلسنا في معركة صدامية ، قد نختلف في أشياء و نتفق فيما يمكن أن نتفق ، وهذا شيء ايجابي وليس سلبي “.
و أضاف محدثنا أن كل على حدى في موقعه السياسي بما معناه أنه مادام هو في الحكومة هو في الموالاة ، معقبا نحن لسنا في المعارضة لأننا لسنا في الحكومة لذلك لابد من تجنب الخلط في المفاهيم ، فاختلافنا لا يعني وجود مساحات مشتركة “.
أبوجرة سلطاني
هناك ضبابية تحجب المعطيات اللازمة
وحول ذات الموضوع فيما يخص تطابق موقف حركة حمس مع التحالف الرئاسي بخصوص تأجيل الرئاسيات، أعتبر الشيخ أبوجرة الذي فضل التحدث باسم رئيس المنتدى العالمي للوسطية وليس باسم حركة حمس أو تاج أن الضبابية التي تحجب المعطيات التي ينبغي أن تتوفر في الساحة الوطنية لتساعد على قراءة صحيحة لما ستكون عليه انتخابات 2019جعل الكثير من الأطراف تنادي بتأجيل هذه الانتخابات لتعطي لنفسها فرصة لجمع المعطيات و الاتصال بجميع الأطراف لبلورة مواقف متقاربة ، يسميها البعض الإجماع ويسميها بعض الأطراف التوافق ويسميها آخرون الجدار الوطني ..يبحثون عن بيئة أكثر نضجا ووضوحا تجري فيهاالإستحقاقات لرئاسة الجمهورية “.
و أضاف الشيخ أبوجرة “في اعتقادي أن كلمة الفصل لا يملكها أي أحد من هذه الأطراف ، فيوم يعلن السيد رئيس الجمهورية عن استدعاء الهيئة الناخبة يكون كل شيء قد ترسم في نطاقه الدستوري الذي يقطع الشك باليقين ، فهناك احتمالان الأول أن يحافظ السيد رئيس الجمهورية على مكسب إجراء الانتخابات في آجالها الدستورية وعندئد سوف يستدعي الهيئة الناخبة بين 11الى 19جانفي المقبل و إما أن يترجح نداء المطالبين بالتأجيل تتخذ كذلك إجراءات قبل 19جانفي كآخر أجل ، لنكون على موعد مع من يملك حق ترسيم المواعيد الانتخابية دستوريا أو اتخاذ إجراءات استثنائية لتأجيلها .”
ويضيف المتحدث أنه ” وفي كلتا الحالتين سوف تساهم هذه المبادرات كلها في إحداث ديناميكية تجعل الاستحقاق الرئاسي أولوية السياسيين خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة ، وفي كل الأحوال ينبغي أن نراعي الاستقرار الاجتماعي و الوحدة الوطنية و المكاسب الديمقراطية المحققة ، ثم بعد ذلك نختار ما نراه مناسبا دون أن نسقط من حسابنا ورقة الرأي العام الوطني وكذلك القراءة الدستورية الصحيحة التي تتيح لنا التأجيل حتى لا يكون هناك خرق لما اتفق عليه الشعب الجزائري “.