
أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة لكثير منا ضرورة، وجزءا كبيرا من حياتنا اليومية، لكن هوس نشر المعلومات والتفاصيل الشخصية قد يدفع البعض إلى نشر قصص شخصية ومفصلة للغاية، بحيث يصعب تخيل نشرها، وأحيانا تؤدي إلى مشاكل اجتماعية و كذا عائلية
لقد فقدت البيوت الجزائرية حرمتها و خصوصيتها حيث صارت معظم البيوت من قوانينها أن لا تمتد يد إلى الطعام قبل اِلتقاط صورة للفيس بوك، وهناك أطباق تصنع لتصور في الإنستغرام فقط، وهناك ثياب تشترى لحصاد إعجابات وتعليقات رأس السنة، أو الأعياد الدينية، وهناك خلافات زوجية تناقش على الملأ، وصور مخلة يبدي رأيه فيها كل من هب ودب لكنهم أهملوا و تناسوا دينهم و أعرافهم و تقاليد بلدهم
وفي هذا الشأن تحدث الى جريدة الوسط الأمين العام للفيدرالية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والاوقاف جلول حجيمي أن اثارة الفحشاء والفساد و نشر أعراض الناس والتشهير بهم والكذب بالإضافة الى نشر أسرارهم أمر نهى عنه الشرع حيث أن هذه الفئة يؤثمون خاصة من يتسبب في طلاق أوفي نشر الرذيلة والفساد
و قال حجيمي جلول أنه يجب المحافظة على الدين الإسلامي و كذا أعرافنا وأعراضنا كما يجب الابتعاد عن الظلم و الأذية لأن الظلم ظلمات يوم القيامة
وواصل في حديثه أن مواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين استخدامها للخير فهي في الخير وان كان استعماله للشر فهو شر لهذا شدد على المحافظة على خصوصيات البيوت و كذا قيمها وأعراضها بعيد عن ضرب مقومات المجتمع وقداسته ومنها أسرار البيوت والحياة الخاصة
و قال المتحدث أن كل الأسر لديها في كل المجالات أسرار لذا يحبذ استغلال مواقع التواصل الاجتماعي في نشر المقاطع المؤثرة والهادفة التربوية للتوعية والاعتبار و هذا من أجل الحفاظ على تماسك الأسر والمجتمع وخاصة ما يتعلق بالمرأة لأن صلاحها من صلاح المجتمع
و من جهة أخرى أضافت زهرة قاسي المختصة في علم الاجتماع أن كل أسرار الحياة اصبحت معروضة كسلعة تباع على المواقع كل هذا يحصل بسبب الإفلاس الديني والثقافة الإعلامية والاجتماعية حيث تولدت عنها تلك التصرفات الفوضوية اللاعقلانية عن التدخل بالشأن الخاص
و أكدت زهرة قاسي أن هاته الفئة من المجتمع أصبحت تنشر على المواقع حتى حرمة الموتى وخصوصية الجنازات والعائلات التي لم تسلم من عملية التعرية الإلكترونية حتى النواح أصبح مباحا في فيديوهات لاستقطاب نسبة رهاف العاطفة ناهيك عن حرمة الأعراس والضيوف الحاضرين خاصة النساء والفتيات بألبسة الأعراس و المفروض أن لا يراها إلى الأقرباء المقربين
و قالت المختصة في علم الاجتماع أن ظاهرةالتسابق على نسبة المتابعة قصد جمع الأموال من الصفحات أو التيك توك أصحابها لا يحسبون حساب حرمة حياتهم الخاصة الشخصية و حرمة بيوتهم بل يضربون عرض الحائط كل القيم والمبادئ المجتمعية التي عرف بها المجتمع الجزائري
وواصلت في حديثها أننا في مجتمعنا الجزائري أصبحنا نسمع صاحبة العرس تتوسل للحضور بعدم التصوير والإنضباط و كل هذه المظاهر تندرج تحت آفة الأزمة الأخلاقية القوية التي نعيشها حيث تمادت الأمور إلى الأمور الحميمية العائلية و كذا الحياة الزوجية وهذا ما جعل المجتمع الجزائري يتفكك بالدرجة الأولى
و أضافت أن الذين ينشرون حياتهم الخاصة أو ما يسميهم البعض بالمؤثرين أصبحوا يستغلون الجانب العاطفي كثيرا للتأثير على المتابعين قصد تضخيم نسبة المشاهدة و الحصول على مبالغ مالية حيث أصبح لا يهمهم شرف و عرض ولا حرمة بيوتهم بل تحول اهتمامهم بالنقود مقابل أسرار بيوتهم التي أصبحت تجارة بالنسبة اليهم
بلحاج ضحى