
- سمير محرز: القوائم الحرة ستتصدر باعتبارها الغطاء الأنظف
من المتوقع أن تفرز الاستحقاقات المحلية القادمة المقررة تاريخ 27 نوفمبر القادم خارطة سياسية جديدة ومغايرة للتي كانت قبلها، خاصة بعد فشل الأحزاب المعروفة بقاعدتها النضالية من الدخول في بلديات تعودت على اكتساحها في الاستحقاقات الماضية بسبب الصراع الداخلي الذي تعيشه، مما يؤشر على أن حظوظ هذه الأحزاب غير مضمونة، وقد تتاح الفرصة لتشكيلات سياسية أخرى لتصدر المشهد السياسي.
عجز حزب جبهة التحرير الوطني بقيادة أبو الفضل بعجي عن الدخول في 200 بلدية تعود على اكتساحها في الاستحقاقات الماضية وهي سابقة من نوعها، ليتمكن من التواجد في 1255 بلدية عبر 56 بلدية، وتلعب العديد من الأمور دورا في هذا الغياب من أبرزها الأزمة الداخلية التي يعيشها الحزب بين القيادة الحالية والجناح المعارض للأمين العام الحالي أبو الفصل بعجي، من جهتها قيادة الحزب تفسر هذا الغياب بالأخطاء المسجلة في ملفات المترشحين، وتأخر السلطة المستقلة في إصدار استمارات الاكتتاب.
وانعكست الأزمة التي يعيشها الحزب العتيد بين القيادة الحالية والجناح المعارض له على دخوله المعترك الانتخابي القادم المقرر تاريخ 27 نوفمبر القادم في جميع بلديات الوطن، حيث لم يتمكن حزب جبهة التحرير الوطني من الدخول في 200 بلدية، مما شكل صدمة لدى القيادة الحالية خاصة أن البلديات التي لم يتمكن من دخولها تعود على اكتساحها في الاستحقاقات الماضية.
و سقط حزب جبهة التحرير الوطني في العديد من البلديات قبل بداية السباق للمحليات المزمع إقامتها في أواخر شهر نوفمبر القادم رغم مراهنة القيادة الحالية على الدخول بقوة في المجالس البلدية و الولائية خاصة بعد تصدره نتائج التشريعيات الماضية كقوة أولى في المجلس الشعبي الوطني، وخسر حزب جبهة التحرير الوطني رئاسة بلديات كبريات مدن الشرق على غرار بلدية قسنطينة و عنابة، و فشل في الترشح ببلدية وهران، و تجدر الإشارة إلى أن هذه البلديات فد عرفت اكتساحا للأحزاب التقليدية الكبيرة كحزبي الأفالان و الأرندي في الاستحقاقات الماضية.
وسيخوض الأرندي المحليات في 1000 بلدية عبر 51 ولاية، في حين ستكون جبهة المستقبل ستكون حاضرة في المحليات المقبلة عبر 783 بلدية عبر 50 ولاية، أما حركة البناء فستخوض غمار المحليات هي الأخرى في 512 بلدية عبر 46 ولاية، وحركة مجتمع السلم استطاعت الانتشار استعدادا للمحليات في 503 بلدية عبر 41 ولاية.
ورغم غياب الأحزاب التقليدية في العديد من بلديات الوطن في المحليات القادمة المقررة تاريخ 27 نوفمبر القادم، فإن هذه الأحزاب حافظت على مكانتها وأثبتت امتلاكها لقاعدة نضالية قوية مقارنة بالعديد من التشكيلات السياسية التي فشلت في جمع التوقيعات وقررت الانسحاب من المعترك الانتخابي.
وسجلت المحليات القادمة المقررة تاريخ 17 نوفمبر القادم عزوفا عن الترشح، إذ باتت بعض البلديات دون قوائم مترشحين فيما وجدت قائمة واحدة تنافس نفسها في بلديات أخرى، ووضع القانون الانتخابي الجديد الأحزاب السياسية من خلال المادة 184 من قانون الانتخابات الأحزاب السياسية المعنية بالمحليات القادمة في وضعية صعبة، حيث أسقطت هذه المادة عددا كبيرا من المرشحين من قوائم الأحزاب
من جهة أخرى قررت بعض الأحزاب على غرار جبهة العدالة والتنمية وحزب طلائع الحريات الانسحاب من المحليات القادمة، وأعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله أن الحزب بات غير معني بما وصفها الانتخابات المهزلة، على الرغم من ترك المبادرة محلياً للمكاتب الولائية، وأرجع جاب الله القرار إلى رفض السلطة المكلفة بالانتخابات الاستماع إلى مطالب الأحزاب التي قدمتها قبل أيام إلى السلطة والرئيس تبون، وإلزام الراغبين في الترشح بجمع التوقيعات باحترام إجراءات معقدة، ورفع عدد الاستمارات
و قرّرت قيادة حزب طلائع الحريات،الانسحاب ومقاطعة الانتخابات المحلية، بسبب عدم توفر أية مؤشرات تدلّ على تغيير السلطة لنفس ممارستها السابقة في العملية الانتخابية، وبرّر الحزب موقفه بالمقاطعة برفض رئيس السلطة الوطنية للانتخابات محمد شرفي، استقبال قيادات 14 حزباً لطرح لائحة مطالب لتحسين شروط وظروف العملية الانتخابية، وغلق كل الأبواب في وجهها، مشيراً إلى أن إجبار الأحزاب على جمع أكثر من 800 ألف توقيع للمشاركة أمر مستحيل، بينما كان يمكن وضع سقف أقصى في حدود 30 ألف توقيع.
تراجع مرتقب للإسلاميين
توقع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سمير محرز الخارطة السياسية للمحليات القادمة ستكون مشابهة لنتائج التشريعيات الماضية، حيث سيتصدر المشهد أحزاب وطنية ذات قاعدة شعبية وجماهيرية، خاصة بعد الإحصائيات الأولية التي أصدرتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
اعتبرالمحلل السياسي سمير محرز في تصريح خص به جريدة “الوسط” كل المؤشرات تشيرإلى أن نتائج المحليات القادمة ستكون مشابهة التشريعيات الماضية، خاصة بعد الإحصائيات الأولية التي أصدرتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، مشيراإلى أن :”الأفالان سيدخل غمار المحليات في 1255 بلدية عبر 56 ولاية وهو الرقم الأكبر و الطبيعي نظرا لتواجد الحزب في كل نقاط الوطن، وبعدها حزب الأرندي الذي سيخوض معركة المحليات في 1000 بلدية عبر 51 ولاية ونعلم جيدا بأن هذا الحزب يشهد تغييرات كبيرة في قيادته و قاعدته، بعده جبهة المستقبل التي حققت نتائج جد مرضية في التشريعيات والتي ستخوض غمار المحليات في 783 بلدية عبر 50 ولاية من الوطن ،هذا في ما يخص الأحزاب الوطنية التي فرضت وجودها في المشهد السياسي”.
أما بخصوص الأحزاب الإسلامية، لفت المتحدث أن التيار الإسلامي الذي يشهد تراجعا كبيرا في وعائه الانتخابي خاصة حمس التي تراجعت بشكل كبير وهذا نظرا للتواجد القوي لحركة البناء الذي سيخوض غمار المحليات في 512 بلدية عبر 46 ولاية من الوطن، وبعدها تأتي حركة مجتمع السلم التي ستخوض الانتخابات البلدية في 503 بلدية.”
وأكد محرز أن القوائم الحرة ستحقق نتائج إيجابية في المحليات القادمة حيث استطاعت أن تجمع التوقيعات بشكل مريح، وذلك يمكنها من التفوق على أحزاب سياسية بما فيها حزبي الأفالان والأرندي باعتبارها الغطاء السياسي الأنظف بعد الحراك الشعبي
وفي سياق متصل، اعتبر المتحدث أن:” القوائم الحرة سترسم المشهد السياسي المقبل في الانتخابات المقبلة وستكون المعادلة الأقوى والأبرز، في ظل تراجع أداء العمل الحزبي مقارنة بتزايد نشاط المجتمع المدني”.
وأكد سمير محرز أن الانتخابات المحلية القادمة تعتبر من مخارج الإصلاحات التي بادرها رئيس الجمهورية بعد التعديل الدستوري والاهتمام بالشق التنموي والمحلي بعد التغيير الذي حققه في الغرفة التشريعية، و إشراك المواطن في عملية الإصلاح والتغيير السياسي.
إيمان لواس