
الحفناوي بن عامر غول
سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الحريات والحقوق والتي ينتهجها الغرب،أبانت على عنصريته ونفاقه ونظرته السلبية عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان العربي والمسلم ،أو عندما يتعلق بانتهاك حرية الأديان وحرمة الأنبياء، أما عندما تمس مصالح الغرب ويحدق الخطربحلفائه فتشتعل الساحة الحقوقية وحرب البيانات والإدانة والشجب والتهديد والوعيد ،وما إلا ذلك من عمليات الترهيب والتخويف التي ينتهجها عند أي تصرف يصدر ممن يشتم فيهم رائحة الإسلام ليتم وصفه بالعمل الإرهابي والجبان،ونسمع أصوات التباكي على الحقوق والحريات وتتعالى نغمة الانتهاكات . ومع القضايا الإنسانية العادلة فسكوت مطبق أو انحياز تام كما غض الطرف وانحازوا بالأمس مع نظام الآبارتيد والميز العنصري في دولة جنوب إفريقيا ،واليوم يتخندق الغرب صفا واحدا مع الكيان الصهيوني ويقدم فروض الطاعة والولاء والمعونة والدعم لإسرائيل وقادتها من المجرمين ممن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء العزل. ولا غرابة في ذلك على أنظمة ودول قامت على أساس الانتهاكات وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية المشيدة على أشلاء الملايين من شعب الهنود الحمر.ثم ما لمسناه بسياسة الكيل بالمكيالين والنظرة الأحادية تحت مسمى الحريات ونغمة ديمقراطية الغرب المتنور والمتفتح (بسلبية) في التعامل مع قضية الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ،بل منتهكة حرمة المقدس وغير آبهة لمعتقدات مليار ونصف مليار من أتباع محمد ،ودفاعهم الشرس عن جريدة شارل إيبدو التي ماانفكت تتحرش بنبي الإنسانية والرحمة المهداة؟. ثم ما رأيناه من تخاذل و غض الطرف فيما يقع بالضفة الأخرى من قارة أسيا وانتهاكات ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية واضطهاد للمسلمين بسبب انتمائهم .فنرى الإبادة قائمة في حق مسلمي الايغور وما اقترفته وتقترفه الصين يوميا في حقهم .وما نشاهده من تقتيل جماعي لمسلمي أركان من الروهينجا التي عمل عسكر بورما على القيام بجريمة عالمية في حق من طالب بعبادة الله الأحد،وما يقوم به السيخ والهندوس في الهند ضد المسلمين ومساجدهم . و مع ذلك لم نرى أي رد فعل لحماة حقوق الإنسان والدفاع عن الحريات سوى بيانات التأسف ؟ أما اليوم وعندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل ووجودها في ارض مغتصبة،فالمواقف تختلف والقرارات توقفت ولم ترقى حتى لمستوى التنديد والشجب في جريمة تحاك ضد الشعب الفلسطيني الأعزل المدافع عن أرضه ومقدساته. ولم تتحرك بعض المنظمات التي عاهدناها في المقدمة تطالب باحترام الكرامة الإنسانية وتتباكى على حقوق المرأة و الأطفال وتدافع نفاقا عن الحريات وحقوق الإنسان ،بل ونسجل عجز مجلس الأمن الدولي في اتخاذ موقف وإصدار قرار مما يقع من انتهاكات ، وتعداه إلى سكوت المجتمع الدولي بما فيهم دول عربية وحكام ورؤساء نحسبهم منا ؟، اللهم إلا تضامن الشعوب المغلوبة على أمرها والتي التفت حول القضية وتبنت مواقف مع الفلسطينيين وسكان غزة والمرابطين في بيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين .