
وداد الحاج
محددات الصراع في المنطقة كلها هي تأمين الممرات الحيوية وفتح أسواق جديدة،و الاقتراب من منافذ الطاقة و تأمينها و ترشح المؤشرات المتوفرة أن تتحول المنطقة إلى حلبة الصراع الأقوى عالميا خلال السنوات القادمة.
الجزائر تأخرت كثيرة في تحويل القارة السمراء لعمق استراتيجي و تم تضييع الكثير من الفرص المتاحة بضغط من فرنسا و عملائها ،ولم نستطع لحد الآن من وضع القطار على سكته الصحيحة ،رغم توفر الامكانيات لتحقيق ذلك،هذا القصور المقصود استغله المغرب الذي زرع شبكة ضخمة من المؤسسات المالية و بعضها يؤثر حتى في صناعة القرار السياسي في بعض البلدان و بطبيعة الحال فالمؤسسات المالية و ما تصنعه من نفوذ هي في الأصل غطاء لعمل استخباراتي كبير .
لكن الأبرز هو دخول أطراف جديدة ستضيف صداعا كبيرا للجزائر وهي الإمارات التي استطاعت بشكل غريب أن تبسط تواجدها عبر الممرات البحرية وفي دول القرن الافريقي وفي الأراضي الصحراوية المحتلة و توفر أكثر من دليل يؤكد قيام إمارة أبوظبي بأدوار قذرة في المنطقة في تهديد مباشر للجزائر و أمنها القومي .