
كشف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني السيد عبد الرحمان حمزاوي خلال مداخلته في فعاليات الملتقى الوطني المنعقد بعنابة تحت عنوان ” المجتمع المدني والذاكرة مسارات وتحولات” إن إحياء اليوم الوطني للذاكرة المخلّد لذكرى مجازر 08 ماي 1945 التي يتذكرها جميع الجزائريين كل سنة يعكس قيمة أصيلة في نفوس الشعب الجزائري وهي قيمة الوفاء للرجال والنساء وحتى الشيوخ والأطفال الذين لم ترحمهم غطرسة الاستعمار وسيادته فاستشهد أزيد من 45 ألف جزائري لا لذنب إلا أنهم خرجوا في مظاهرات سلمية يطالبون الاستعمار بالوفاء بوعدهم بالاستقلال، فكان قرار رئيس الجمهورية بترسيم هذا اليوم يوما وطنيا للذاكرة تأكيد منه على تمسّك الجزائر بتاريخها الناصع ووفائها لتضحيات شهدائها وعدم التفريط والتنازل على ملفات الذاكرة مهما كان الثمن. أيها الحضور الكريم، لابد أن نشير ونحن في رحاب هذا الملتقى الفكري الهام إلى الدور الأساسي الذي لعبته الحركة الجمعوية في الجزائر قبل الثورة التحريرية في نشر الوعي والحسّ الوطني في نفوس الجزائريين، مؤكدا ولاية عنابة التاريخية، ولاية أنجبت أبطالا و قادة عظاما كانوا في مقدمة الثوار الذين قدّموا أنفسهم في سبيل حرية الوطن واستقلاله، أمثال باجي مختار ، بورقعة محمد، بلعيد بلقاسم ،فقد عرفت هذه المنطقة تاريخا حافلا من البطولات بداية بالمقاومة الشعبية، إلى الثورة التحريرية كمعركة بوقنطاس سنة 1957 ومعركة سيدي سالم 1959. فكانت هذه الولاية محضنا للثوار وممرا للمؤونة والسلاح وحصنا جابه جبروت الاستعمار وطغيانه.
هذا واشاد السيد حمزاوي بالقائمين على هذا الملتقى ا الذي يشير الى الدور الأساسي الذي لعبته الحركة الجمعوية في الجزائر قبل الثورة التحريرية في نشر الوعي والحسّ الوطني في نفوس الجزائريين، وإيقاد شعلة التحرّر من هيمنة الاستعمار، كما كان لها دور هام في إعداد كوادر وقيادات الثورة التحريرية، و كانت الحركة الجمعوية آنذاك محضنا للإعداد والتحضير للثورة التحريرية بتسخير ها كل إمكاناتها المادية والبشرية لها، مساهمة في مسيرة البناء والتشييد بعد الاستقلال، وكانت فاعلا أساسيا في مختلف المجالات والميادين، فقد عرفت الجزائر إنشاء منظمات جماهيرية وحركة جمعوية ساهمت في تنشئة الأجيال و تأطير المجتمع الجزائري والحفاظ على تاريخه ومبادئه وثوابته.
.من جانب اخر اكذ رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني أننا اليوم يمكننا الاشادة بكل فخر واعتزاز لما حققته الجزائر من مكتسبات في شتى الميادين، فقد عرفت بلادنا إصلاحات هامة سياسية، اجتماعية، اقتصادية وغيرها، وخطت خطوات هامة على الصعيدين الداخلي و الخارجي لا ينكرها إلا جاحد، مشيرا انه كان للمجتمع المدني حلقة هامة في مسيرة التغيير والإصلاح الذي شهدته الجزائر منذ حراك فبراير 2019، وقد تعززت مكانته بفضل إرادة ورؤية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي جعل تمكين المجتمع المدني وترقيته في صلب أولوياته واهتماماته، وما استحداث المرصد الوطني للمجتمع المدني كهيئة دستورية تعنى بالمجتمع المدني إلا دليل على ذلك
مشيرا أن الفرصة اليوم سانحة للمجتمع المدني ليكون محورا أساسيا في مسار التنمية والإصلاح الشامل، باعتباره شريكا فاعلا وقوّة اقتراح في مختلف القضايا والشؤون التي تهم المجتمع والوطن ، وعلى المجتمع المدني بمختلف تخصصاته ليؤدي أدواره في منظومة مشجّعة و مرافقة له عبر كل المستويات فلا بدّ ان نعمل سويا على وضع الآليات الكفيلة لتمكين الحركة الجمعوية لتكون في مستوى الثقة والرّهان في ظل التحديات التي تعرفها الجزائر، من خلال العمل على رصّ الصفوف للحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه المجتمعي، وتشكيل جبهة قوية ضد الدسائس والفتن التي يعمل البعض على زرعها باستعمال مختلف الوسائل لضرب استقرار الوطن وحدته و دعم ومرافقة المجتمع المدني لجهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة، والإنعاش الاقتصادي باعتباره أولوية وطنية لتحقيق النماء والرّفاه. بالاضافة الى غرس القيم الوطنية وصون الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها، ونشر قيم المواطنة الفاعلة لبناء مجتمع حضاري متماسك. هذا بالاضافة إلى الرهانات العديدة المنتظرة من الحركة الجمعوية في شتى المجالات، الثقاقية، الرياضية، البيئية، الصحية،السياحية