
· الأفافاس لتدارك الوقت الضائع وترتيب البيت
·
تختلف الرهانات الحزبية في الجزائر خلال سنة 2023، بين تشكيلات سياسية ستعقد مؤتمرات حاسمة لمستقبلها في السنة الجديدة، وبين أخرى تترقب أحداث سياسية واقتصادية لتتموقع فيها كقوة اقتراح، لعل أبرزها كواليس الانتخابات الرئاسية المنتظرة سنة 2024.
ومن المرتقب أن يعقد حزب جبهة التحرير الوطني مؤتمره الحادي عشر، الذي ينتظر منه إعادة الحزب إلى حالة من الاستقرار التنظيمي، ووضع حد للانشقاقات والصراعات التي عاشها الحزب على عدة جبهات، في حين تستعد حركة حمس من خلال المؤتمر الثامن، المزمع انعقاده شهر ماي 2023، لانتخاب رئيس جديد للحركة، خلفا لرئيسها الحالي عبد الرزاق مقري، الذي ترأسها لعهدتين متتاليتين.
يرافع الحزب العتيد لعقد مؤتمره بتحديات استثنائية نوعية، خاصة وأنه سينعقد في سياق وطني جديد بكل ما يفرضه ذلك من رهانات تنظيمية وسياسية وفكرية، فهو محطة مهمة في عملية إعادة ترميم و ترتيب البيت استعدادا لما ينتر الحزب من أحداث، ليواكب دوره في الساحة السياسية ليحافظ على مكانته، حيث تعهد الأمين العام الحالي للحزب العتيد بأن المؤتمر سيقدم رسالة واضحة تحدد مستقبل الحزب، عنوانها الكبير هو أن حزب جبهة التحرير الوطني يكون حيث يكون الشعب وحيث تكون الدولة، مؤكدا أن قيادة الحزب من خلال جهد إصلاحي مكثف وخطاب سياسي صريح مغاير لما دأبت عليه القيادات السابقة، وإرادة قوية صارمة استطاعت أن تعيد الكلمة للمناضلين وأن تعزز علاقة الحزب بالشعب ، و استرجاع المصداقية التي أضاعتها سنوات من الشرعية المفقودة وقرارات فوقية حمقاء وسلوكيات همجية، خاصة بعد ما حققه من فوز في ثلاث انتخابات هامة شهدتها البلاد في أقل من سنة .
ومما تجدر الإشارة إليه أن حزب الأفلان عاش هزات كادت تعصف به، رغم انعقاد دورة للجنة المركزية التي أفضت إلى انتخاب بعجي أمينا عاما للحزب العتيد، حيث دعا المناوئون له إلى انعقاد مؤتمر جامع يلم شتات المناضلين الحقيقيين حسبهم، من أجل حسم قيادة الحزب ومسارها.
. انتخاب رئيس جديد لحمس
تستعد حركة حمس لانعقاد مؤتمرها الثامن المزمع انعقاده شهر ماي 2023، لانتخاب رئيس جديد للحركة، خلفا لرئيسها الحالي عبد الرزاق مقري، الذي ترأسها لعهدتين متتاليتين، كما تنتظر الحركة العديد من اللقاءات والندوات التي ستعقدها في إطار نشاطها الحزبي.
ومن المنتظر أن ينهي المؤتمر الثامن للحركة عهد الزعامات في حمس، حيث تنتهي عهدة الرئيس الحالي للحركة عبد الرزاق مقري في مارس المقبل، ولا يمكن للمعني تمديدها أو تجديدها، وللإشارة فإن القانون الأساسي للحزب يحدد فترة الرئاسة بعهدتين غير قابلتين للتجديد.
. أولويات الأفافاس
أكد مصدر من داخل حزب الأفافاس في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن جبهة القوى الاشتراكية بعد انعقاد مؤتمرها بالعودة إلى مخرجاته ( اللوائح السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية) بالإضافة إلى القانون الأساسي و التي صادق عليها المؤتمرون، وضع الحزب ضمن أولوياته مواصلة العمل على تجسيد الحوار الوطني الشامل الجامع لكل القوى الوطنية الحية من أجل الخروج من الأزمة المعقدة و المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد و ذلك كامتداد لمبادرة الإجماع الوطني التي أطلقها الحزب في 2013 عبر مؤتمره الخامس، و التحدي يكمن في تحديث هذه المبادرة مع المعطيات الوطنية والدولية الراهنة.
كما تضمنت اللائحة السياسية اتجاه الحزب لوضع إطار سياسي يضم القوى الحية للوطن بالإضافة إلى الشخصيات الوطنية، الإعلاميين، والفاعلين الجمعويين والنقابيين المستقلين، من أجل تجسيد النقاش الوطني وتزويد مبادرة الحزب ومشروعه السياسي بالأدوات اللازمة والفعالة لتجسيده على أرض الواقع.
وبالعودة دائما إلى المخرجات يظهر أيضا عزم الحزب مواصلة الدفاع عن مكتسبات الدولة الاجتماعية، ومن دون شك فقد قطع الحزب على نفسه الاستمرار وبكل مسؤولية في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
على صعيد آخر فإن مسار إعادة الهيكلة يعد من الأمور المستعجلة بالنسبة للقيادة المنبثقة و بالتالي فإن شرعنة الهياكل المحلية من فيدراليات و فروع عبر الوطن بعقد مؤتمراتها المحلية، يعد ضرورة ملحة حتى يكون الحزب متماسكا و قادرا على ترجمة رؤاه و مشروعه و كذلك لتحقيق أهدافه بكل نجاعة، تناغم و انسجام، حيث أن كل الأنشطة الميدانية المبرمجة على المدى القصير ستظهر عبر برنامج عمل الأمانة الوطنية التي ستنصب عن قريب.
و يظهر من خلال شعار المؤتمر ” عقد تاريخي من أجل استكمال المشروع الوطني” تشبث الحزب بالمشروع الوطني المنبثق عن الحركة الوطنية و هو المشروع الذي لن يستكمل حسبه إلا بتأطير حقيقي للمجتمع و منحه كل الفرص للانتظام الحر بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للسياسة و جعلها تلعب دورها خلال المجتمع ، وهو ما يعد تحديا و رهانا متجددا للأفافاس.
إيمان لواس