الجزائر

خبراء يجمعون في ندوة المؤسسة الجزائرية صناعة الغد: وجوب تحصين جيل اليوم من مخاطر الانترنت

· بشير مصيطفى :تأثير الانترنت سيكون أكثر ذكاءً وتقدما في آفاق 2050

نظمت المؤسسة الجزائرية صناعة الغد بالتنسيق مع جامعة الجزائر 1، الندوة الثالثة الكبرى حول “مخاطر الانترنت على الأطفال و التلاميذ” ،وكانت بتنشيط نخبة من المتخصصين الذين قام بتسليط الضوء على رؤية اليقظة الرقمية و الاجتماعية و النفسية و الصحية حول هذا الموضوع ،وكان ذلك بقاعة النفق الجامعي الذكاء الاصطناعي لجامعة الجزائر 1.

مصيطفى بشير: ضرورة وضع ميكانيزم عملي تطبيقي للانتقاء من الانترنت

أكد رئيس المؤسسة الجزائرية صناعة الغد، الوزير السابق بشير مصيطفى ، أنه في آفاق 2050 ستتطور تكنولوجيا المعلومات بما فيها الانترنت،ويصبح تأثيرها أكثر ذكاءً وتقدما، مبرزا بأن خطر الانترنت يمس كافة فئات المجتمع ، ولاسيما فئة الأطفال والتلاميذ لأنهم أكثر استيعابا من الكبار،ولهذا وجب تحصين الجيل من مخاطر الانترنت وهذا يدخل ضمن أفكار مؤسستنا ، ولكن ليس من باب التشخيص فقط ، بل باقتراح الحلول المناسبة لمرافقة العائلات ، وصحيح أن الانترنت لها إيجابيات كثيرة وهذا الشيء لايمكن أن نهمله في سياق الحياة حيث أنها أصبحت ضرورة حتمية ، لكن الجانب السلبي منها هذا الذي نهتم به من حيث الحث على تجنب الآثار، مع القيام بوضع الوصفات الفكرية والثقافية والعلمية المناسبة لتجنيب الجيل لاسيما الأطفال والتلاميذ من المخاطر الحقيقية، وبالتالي فكل العائلات الجزائرية الآن تشكو من الآثار على أبنائها وأطفالها في البيوت ، بحيث أنها أصبحت العائلة مشتتة بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، ولهذا السبب خصصنا هذه الندوة العلمية التي تركز على الرؤية الاستشرافية وتصف الحلول والسياسات وتجمع المعطيات وتقدمها للجهات المعنية لاسيما وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي،داعيا إلى تركيز المناهج التربوية الجديدة على الجانب الإيجابي من الانترنت وإعطاء توصيات في المناهج ، مع ضرورة وضع ميكانيزم عملي تطبيقي للانتقاء الأشياء المناسبة والإيجابية من الانترنت، كما أوصى وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة بوضع برنامج لمرافقة العائلات والأسر ضمن مخطط عملها ، وليس فقط في المرافقة في الجانب الاجتماعي كما تعمل الآن ، ولكن لابد من المرافقة حتى في الجانب الثقافي والجانب العلمي للأسرة والمرأة .

فارس مختاري : صناع المحتوى يروجون الانحرافات الأخلاقية لأطفالنا

أوضح مدير جامعة الجزائر 1 البروفيسور فارس مختاري، فيما يخص موضوع “مخاطر الانترنت على الطلبة والأطفال في الجزائر “،بأننا نعيش في يومياتنا كأولياء ومربين وكإطارات وكأساتدة باحثين أن الانترنت فيها جزء فيه جانب إيجابي وهناك جزء آخر فيه جانب سلبي ، إلا أن الجوانب السلبية قد طغت في الفترة الأخيرة على هذه المواقع والمنصات الإلكترونية ، مما استدعى الجميع من مؤسسات وطنية وجامعات أكاديمية أنها تتطرق لمثل هذه المواضيع ، مشيرا ذات المتحدث بأن هناك مخاطر علمية وثقافية واجتماعية تتجلى من خلال هاته المنصات ووسائل التواصل الاجتماعي ، وفي سوء استعمالها من طرف الطلبة والتلاميذ والأطفال ، ولهذا فيجب على أولياء التلاميذ أن ينتبهوا لهذه المخاطر قبل فوات الأوان، ولعل ما يروج له الكثير من صناع المحتوى في أمور ليس لها محتوى، بل محتواها خطر مسموم على أطفالنا وأبنائنا، وعليه فهذه الانحرافات الأخلاقية قد تكون انحرافات ووفيات ، ولكن حتى الانحرافات تساهم في انحراف الخلقي بالنسبة لأبنائنا،ولهذا فعلينا أن نحذر جميعا من الرسائل المجهولة عبر البريد الإلكتروني لأن هناك روابط عند الضغط عليها تؤدي إلى سرقة كل المعلومات الموجودة على الهاتف الشخصي والصور الشخصية ، وبعدها تبدأ مرحلة جديدة من الاستفزاز والتعاملات اللاأخلاقية ، وعليه فهذه الندوات التحسيسية تجنبنا من الإشهارات الإلكترونية وصناعة المحتوى ومايروج له في وسائل التواصل الاجتماعي.

مبروك زيد الخير : قصور المنظومات المعلوماتية عن مواكبة التطور

أفاد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور مبروك زيد الخير ، أن دراسة أثر الانترنت كجزء من المنظومة الرقمية التي أصبحت تمثل طفرة كبرى وإشكالية تترتب عنها تداعيات ومحاذير ، ذلك أن علاج التكنولوجيا وآثارها لايكون من المزيد من الطلب عليها ، بل الفجوة الرقمية الحاصلة بفعل الآثار الجانبية لهذه التكنولوجيا آثار سياسية واجتماعية واقتصادية ، ولها أيضا آثار تربوية وتعليمية ، وهنا مكمن الخطر ومعقد الضرر ومناط الداء وتراكم التداعيات ،مؤكدا بأن وفرة المعلومات لم يعد يعني وفرة المعرفة إذ ينتج عن التراكم التقني وزخم المعلومية قصور في الامتصاص المعرفي ، وبالتالي فحرية الانفتاح في الفضاءات الرقمية تطرح إشكالية تتمثل في عدم الموازنة بين المعرفة المستهلكة والمعرفة المنتجة مع ما يلحظ من مشاكل في القصور ، عن الامتصاص المعرفي وتوظيف المعارف في التنمية وتطوير الواقع المعيشي،موضحا أننا ما نعانيه في فضاءاتنا العلمية من عزوف وضعف في الإقبال على الثقافة والمعرفة في أوساط الشباب أصبح هاجسا كبيرا ، بالإضافة إلى قصور المنظومات المعلوماتية عن مواكبة تطور وتدفق وتناثر أمواج المعلومات طفريا ، وهذا جاء بحكم التأخر في الإبداع والتقاصر عن الاختراع الذي يمثل أيضا إشكالية .

يونس قرار : علينا الحذر من المخاطر الأمنية والاختراق

وقدم الخبير الدولي في مجال الرقمنة البروفيسور يونس قرار الاستشاري في تكنولوجيات الإعلام و الاتصال مداخلة حول “مخاطر الانترنت على الأطفال والتلاميذ وفق رؤية اليقظة الرقمية” ، أين حذر من المخاطر الأمنية والاختراق،خاصة ما يتعلق بالبرامج الضارة ،أين قد يتعرض الأطفال لتنزيل برمجيات خبيثة عن طريق الخطأ (مثل الألعاب أو التطبيقات المزيفة، مما يؤدي إلى سرقة البيانات أو تجسس على الجهاز، وهناك أيضا التصيد الاحتيالي التي قد يقع الأطفال ضحية لرسائل أو مواقع وهمية تطلب معلومات شخصية ككلمات المرور أو بيانات البطاقة الائتمانية)،وهناك اختراق الحسابات كضعف المرور أو مشاركتها قد يعرض حساباتهم (مثل التواصل الاجتماعي أو الألعاب) للاختراق، مبرزا بأنه يتم إنشاء صفحات ظاهرها بريء بأسماء معروفة لنشر الأفكار الهدامة والرذائل لتفكيك الأسرة و المجتمع، فضلا عن استعمال الأسماء المستعارة و التستر وراء الشاشة، واستخدام هذه الصفحات و المعلومات الشخصية المتحصل عليها للضغط والمساومة على أصحابها، كما أن الوسائل الجديدة و الهواتف الذكية زادت من حجم هذه التحديات.


يجب تعليم الأطفال أساسيات الأمن السيبراني

واقترح قرار، مجموعة من الخطوات للتصدي و المعالجة، ويأتي ذلك من خلال تجنب الأعمال الانفرادية، المعزولة والارتجالية، التعامل مع آثارها السلبية بذكاء وحكمة و دون صدام و عنف و تشكيك، دراسات ميدانية دورية مبنية على مقاييس عالمية حول مدى النجاح في الاستعمال الحسن وتقليص الأخطار، المحاسبة والشجاعة لتصحيح وتحسين طريقة التعامل المرافقة (الأسرة المدرسة المسجد، الإعلام ، مع اللجوء لوسائل تقنية للحجب و المراقبة الأبوية، مشاركة المعلومات ، و تعليم الأطفال أساسيات الأمن السيبراني مثل عدم مشاركة وتجنب الروابط المشبوهة .

الخدمات الإلكترونية ضرورة لتحسين مستوى حياة المواطن

وأوضح قرار، بأن التكنولوجيات فرضت نفسها، حيث أصبحت الخدمات الإلكترونية ضرورة لتحسين مستوى حياة المواطن، متسائلا: هل نعيش عصرنا أم نبقى على الهامش؟، خاصة وأن التهديدات والسلبيات الإلكترونية من أهم التحديات، ولهذا فلابد من رفع هذا التحدي، بالاعتماد على الكفاءات الوطنية الشابة ،والقيام بمعالجة هذا الموضوع بكل شجاعة و جدية لأن هذه الوسائل تضعنا أمام تحد كبير للمحافظة على تماسكنا و حاضرنا قبل مستقبلنا.

سعاد عبيدي : المدارس مطالبة بالترويج للاستخدام الفعال للتطبيقات التعليمية

ورصدت البروفيسور في علم الاجتماع الثقافي بجامعة الجزائر 2 الدكتورة سعاد عبيدي في مداخلتها “رؤية اليقظة الاجتماعية” لموضوع هذه الندوة ، أين توقفت عند الأسباب التي دفعت أغلب المراهقين الشباب إلى العزوف عن استخدام المواقع والتطبيقات التعليمية، وهذا راجع لأن المحتوى التعليمي ممل أو غير محفز، كما أن هناك الكثير من التطبيقات تقدم المحتوى بشكل تقليدي أو جاف ، ولا تراعي الأسلوب العصري، أو التفاعلي الذي يفضله الشباب ، بالإضافة إلى غلبة المحتوى الترفيهي مثل” تيك توك”، الانستغرام، والتي تقدم محتوى سهل وسريع وممتع، الضغط الدراسي يجعلهم يربطون التعليم بالواجبات والإجبار، كما أن التعليم بات يعني بالنسبة للبعض الواجبات والاختبارات، فيحاولون الهروب من أي شيء يشبه المدرسة ، فضلا عن ضعف التوجيه والتشجيع فهناك القليل من المدارس والأسر التي تروج لاستخدام التطبيقات التعليمية الممتعة ،مؤكدة في ذلك ذات المتحدثة ، أنه لابد من دعم الجانب النفسي للمراهقين الشباب، عن طريق تشجيع الطالب على تتبع تقدمه الشخصي، وليس مقارنة نفسه بالآخرين ،والقيام بمشاركة إنجازاته الصغيرة والاحتفال بها ومساعدته في الربط بين ما يتعلمه وما يحب في الحياة.

حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى