الأولىالجزائر

خبراء يقرؤون زيارة الرئيس تبون إلى الصين

.زيارة تترجم دبلوماسية تنويع المحاور
.توافق جزائري صيني حول العديد من الملفات

أكد مختصون في تصريحات خصوا بها يومية الوسط أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين بداية من اليوم تأتي تعميق أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ومساهمة أكبر في تعزيز التعاون الاقتصادي، معتبرين أن هذه الزيارة تتزامن وبلوغ الجزائر في السنة الأخيرة مراتب متقدمة في الديبلوماسية الإقليمية والدولية التي لها تواجد فيما يتعلق بالأمن القومي والمنظور الإقليمي والدولي، خاصة موضوع الحلول السياسية للأزمات وإصلاح منظمة الأمم المتحدة.

توافق جزائري صيني حول العديد من الملفات

يرى رئيس جمعية الصداقة الجزائرية-الصينية اسماعيل دبش في تصريح ليومية الوسط زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين هذه الزيارة من الجانب السياسي سوف تجد تكامل بين الطرفين في العديد من الملفات، معتبرا أن تصريحات رئيس الجمهورية المسبقة و نظيره الصيني تؤسس و تؤكد على التكامل في وجهات النظر في القضايا الإقليمية السياسية و في مقدمتها القضية الإقليمية و تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، و قضية الأمن في الساحل الافريقي و الأزمة الليبية، إضافة إلى الوضع في العالم العربي العلاقات الايرانية الخارجية و خاصة السعودية و المصالحة.
وأشار اسماعيل دبش إلى أن هذه تتزامن مع أن الجزائر في السنة الأخيرة أصبحت في مقدمة الدبلوماسية الإقليمية والدولية التي لها تواجد فيما يتعلق بالأمن القومي والمنظور الإقليمي والدولي، خاصة موضوع الحلول السياسية للأزمات وإصلاح منظمة الأمم المتحدة، خاصة أن الجزائر هذه المرة عضو في مجلس الأمن.
وأبرز رئيس جمعية الصداقة الجزائرية-الصينية أن المرتقب من هذه الزيارة تعزيز التبادلات بين الجزائر والصين، وتعزيز أوجه التكامل والتآزر بخصوص مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى الرئيس لديه توجه جديد، يريد من خلاله تجسيد الاتفاق الاستراتيجي الصيني الجزائري الذي تم في 2014، وجسده في تفاصيل واضحة في اتفاق الخماسي الأول والثاني في ديسمبر 2022، هذا الاتفاق يتجسد في الشراكة الجزائرية في المستوى الاقتصادي من خلال الاستثمارات في العديد من القطاعات

العلاقات تضاعفت في الجانب الاقتصادي

أشار إسماعيل دبش إلى العلاقات الصينية العربية تضاعفت في الجانب الاقتصادي، وأن هناك طلب عربي على التعاون مع الصين بما فيها السعودية، حيث أن العلاقات التجارية كانت لا تتجاوز 36 مليار واليوم تجاوز 400 مليار دولار، كما أن الاستثمارات الصينية كانت لا تتجاوز 50 مليار دولار واليوم تجاوزت 200 مليار دولار.

وأكد المتحدث أن الجزائر لها سياسة الحياد الايجابي تتعامل مع جميع الدول وفق المصلحة الجزائرية من خلال التخندق مع المصالح الجزائرية، لافتا أن الرئيس لا يدخل في سياسة المحاور بل في إطار عالم متعدد الاقطاب يخدم الجميع.

تمكين الأهداف المحققة في استراتيجية التعاون الجزائري الصيني

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية سمير حكيم محرز في تصريح للوسط أنه المرتقب من زيارة الرئيس تبون إلى الصين، تمتين الصداقة وستحمل عنوانا آخر شعاره تعزيز الآفاق السياسية وتمكين الدبلوماسية الاقتصادية بين البلدين، حيث ستعالج العديد من القضايا ذات الطابع الاقتصادي والسياسي والأمني.

ويرى سمير حكيم محرز بأن الزيارة فرصة هامة بين الجزائر و الصين من أجل تعميق أكبر للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز التعاون الاقتصادي بالدرجة الاولى و التنسيق الامني والتبادل الثقافي و التفعيل الدبلوماسي ،خاصة و أن الجزائر ترى في الطرف الصيني بمثابة شريك استراتيجي هام اعتمدت عليه في السنوات الماضية باعتبارها أول دولة عربية أقامت الصين معها شراكة استراتيجية كاملة سنة 2014 و ستعتمد عليه بشكل أكبر في السنوات المقبلة.

17 بالمئة من احتياجات الجزائر تأتي من الصين

أكد الخبير الاقتصادي مراد كواشي في تصريح خص به جريدة “الوسط” أن العلاقات الجزائرية الصينية شهدت نسقا متصاعدا في السنوات الأخيرة، حيث استطاعت الصين أن تظفر بصفقات في الجزائر سواء تعلق الأمر بالأشغال العمومية، بالإضافة الى المشاريع الصناعية على غرار مشروع غار جبيلات ومنجم الحديد الذي يعد من أكبر المناجم.
و أشار البروفيسور مراد كواشي أن الصين أصبحت أكبر مورد للجزائر، كما أن هناك مصالح مشتركه بين الجزائر و الصين، حيث تأمل الدعم الصيني من اجل الانضمام الى منظمة بريكس الجزائر، لافتا في ذات السياق إلى أن التوجه الجزائري نحو شرق أصبح واضحا يوم بعد يوم، حيث تم التوقيع على الخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل بين الجزائر والصين، التي تهدف الى تكثيف التعاون في عدة مجالات.
و يرى الخبير الاقتصادي أن الصين مهتمة بالجزائر في اطار مبادرة الحزام والطريق، حيث ترى في الجزائر منفذ نحو القارة الإفريقية، خاصة بعدما تم الانتهاء من إنجاز ميناء الحمدانية في شرشال و الذي سيسهل عملية التبادل التجاري الصين وإفريقيا، مشيرا إلى أن الصين أصبحت أكبر شريك للقارة الإفريقية عن طريق استثمارات عدة، حيث ترى في الجزائر الشمال
و في سياق متصل، قال المتحدث:” شهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا، حيث ساهمت الصين في إنجاز المشاريع السكنية ما قيمته 20 مليار دولار، كما ساهمت إنجاز الطريق السيار شرق غرب قيمته تجاوزت 11 مليار دولار، جامع الجزائر العظيم الذي كلف تقريبا واحد مليار دولار.
و بخصوص الاستثمارات الصينية في الجزائر، استثمرت الصين 7 مليار دولار في قطاع الفوسفات الذي من المتوقع أن ينجز 5.4 مليون الفوسفاط الموجهة للأغراض الزراعية، أما من الناحية التجارية 17 بالمئة من احتياجات الجزائر تحصل من الصين أي ما يعادل 9 مليار دولار .

الصين حليف استراتيجي

من جهته أكد الخبير الاقتصادي عبد القادر سليماني في تصريح للوسط أن الصين حليف استراتيجي تعول عليه الجزائر في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، مشيرا إلى أن الصين أول مصدر للجزائر حيث وصلت المبادلات التجارية فوق 14 مليار دولار، في حين تصدر الجزائر 1.4 مليار دولار.
و أشار سليماني إلى أن الصين في 15 سنة الأخيرة حققت استثمارات في الجزائر بلغت 24 مليار دولار كمشاريع و استثمارات في الهياكل القاعدية، الموانئ النقل اللوجستيك، لافتا إلى أن الصين أول ممول للجزائر و من أكبر المستثمرين، كما أن الجزائر تحتاج الاسواق الصينية للدخول إلى افريقيا بهدف تعزيز التجارة البينية و التحكم في السلاسل التوريد.
وأبرز المتحدث أن الجزائر تنتظر تمويلات بنوك بريكس التنموية من خلال تمويل المشاريع الهيكلية للاقتصاد خصوصا طريق الوحدة الافريقية و السكك الحديدية وحتى المناطق الحرة.

بخصوص القطاعات الاستراتيجية التي يعول عليها، قال المتحدث:” الهياكل البنى التحتية والصناعة البتروكيماوية على غرار مشروع ارزيو 1,7 مليار دولار، المناجم الفوسفاط 7 مليار دولار تبسة ، غار جبيلات الحديد 4 مليار دولار، ميناء الحمدانية الذي يصل إلى 5 مليار دولار”.

إيمان لواس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى