أقلام

خطة الألف خنجر “الإسرائيلية”

بقلم : راسم عبيدات

 

“إسرائيل” مصابة بعقدة “الفوبيا” الإيرانية،فقادتها ليل نهار ما يؤرقهم،هو إيران ومشروعها النووي ودورها الإقليمي المتنامي ودعمها المستمر لدول وقوى محور ا لمقاومة العربية والفلسطينية وفي المقدمة منها حزب لله في لبنان ،ولذلك لا غرابة بأن كلمة رئيس وزراء “بينت” في كلمته أمام الجمعية العامة في دورتها ال76،ذكر ايران  25 مرة،ولم يتحدث ولو مرة واحدة عن القضية الفلسطينية،وهذا مؤشر على مدى القلق ،والخوف الذي ينتاب دولة الاحتلال من طهران ،وتطور قدراتها العسكرية ،والتكنولوجية والعلمية وأنشطتها النووية،والتي ترى فيها مخاطر جدية على أمنها ووجودها،وخاصة بأن إيران لديها محور قوي في المنطقة المحيطة ب” اسرائيل”،ولذلك هي تقاتل بشراسة من أجل عدم عودة أمريكا إلى الاتفاق النووي مع إيران،دون أن يشمل ذلك تقييد أنشطتها النووية بشكل قاس،ودون الحد من تطوير ترسانتها من الصواريخ الباليستية الدقيقة وطويلة المدى،وكذلك الحد من دورها وتدخلاتها الإقليمية في المنطقة والإقليم.

“إسرائيل” تدرك جيداً بأنها غير قادرة على خوض مغامرة حرب منفردة مع ايران،بدون مشاركة من أمريكا والدول الاستعمارية الغربية،وكل تهديداتها الفارغة والجوفاء،هي من أجل الاستهلاك المحلي وتطمين مجتمعها وجبهتها الداخلية.

ولذلك هي تبحث عن خطة بديلة للمواجهة العسكرية المباشرة مع طهران،تلك المواجهة التي ستجعلها تدفع ثمناً باهظاً،خطة شبيهة بخطة مواجهة قوى المقاومة الفلسطينية لبناء بنية تحتية عسكرية لها في الضفة الغربية،خطة اسمتها ب”جز العشب”،تقوم على كشف وتدمير تلك البنى في  بداياتها ومهدها وقتل واعتقال عناصرها وقادتها،قبل مرحلة النضج والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية ضد اهداف اسرائيلية عسكرية واستيطانية،وهذا ما نشهده من خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة من بعد عملية “نفق الحرية” في منطقة جنين والقدس،حيث جرى قتل العديد من عناصر وكوادر حركات المقاومة الفلسطينية،حيث ارتقى خمسة منهم ش ه د ا ء في جنين والقدس أسامة صبح وعلاء زيود واحمد زهران وزكريا بدوان ومحمود حميدان والفتى يوسف صبح.

زعزعة الأمن والاستقرار

خطة الألف خنجر “الإسرائيلية” لزعزعة أمن واستقرار ايران بدلاً من المواجهة الإسرائيلية المباشرة معها ….تلك الخطة التي تحدثت عنها وسائل اعلام اسرائيلية…تقوم على اشغال إيران وإدخالها في حالة من التوتر والاستنزاف الداخلي والحروب مع دول الإقليم المحيطة بها،وكذلك العمل على زعزعة أمنها واستقرارها من خلال القيام بعمليات إرهابية داخل ايران…..ولعل التواجد العسكري والأمني الإسرائيلي في أذريبيجان،والتي كانت بالأساس أرض إيرانية احتلها الروس بعد حرب عام 1911،تستخدم بشكل كبير جداً من أجل أن تصبح اذريبيجان منصة للاعتداء على طهران،فأذريبيجان أعطت موطئ قدم للموساد الإسرائيلي،وكذلك لوجود قواعد عسكرية إسرائيلية على أراضيها،وقد برز الدور الإسرائيلي في الحرب التي جرت بين أرمينيا وأذريبيجان على إقليم ناغورنا كارباخ،حيث احتلت أذريبيجان جزء من الإقليم،ولعبت المسيرات الإسرائيلية دور بارز في دعم القوات الأذريبيجانية في تلك الحرب،وتحقيقها لانتصار في تلك الحرب،واحتلال جزء كبير من الإقليم،وإسرائيل في علاقاتها وتواجدها العسكري والأمني في اذريبيجان، تستفيد اقتصادياً في مجال الطاقة،فاذريبيجان دولة نفطية،وفي الجانب العسكري تستفيد في حالة اندلاع حرب مع طهران،بأنها تقرب المسافات وتقلل التكلفة مادياً وعسكرياً وتشكل حماية وأمن للطيران الإسرائيلي،ولذلك حذر الدبلوماسي الإيراني السابق امير موسوي من التواجد الإسرائيلي والداعشي في اذريبيجان،حيث أكد وجود أكثر من 1000 عنصر أمن اسرائيلي في اذريبيجان،وكذلك أكثر من 1800 “داعشي”،نقلتهم تركيا من سوريا وليبيا من الجماعات العاملة تحت امرتها..ولعل المناورات البرية الواسعة التي اجرتها طهران على حدودها الشمالية،بحضور قادة أركانها والويتها ووحداتها الهندسية والطائرات المروحية ووحدات الحرب الألكترونية،توجه رسالة واضحة ل” باكو”،بأن طهران لن تسمح بتهديد امنها واستقراراها،واستخدام أذريبيجان منصة للعدوان والتجسس عليها من قبل دولة الاحتلال،وهي لن تسكت على الاعتداءات على سائقي الشاحنات الإيرانية الذين ينقلون بضائعها الى اوروبا عبر ممر كابان الذي يربط ايران بأرمينستا،حيث يجري تدفيع السائقين الإيرانيين الخاوة،وكذلك الاعتداءات عليهم،ولا ننسى أن أراضي اذريبيجان،استخدمت في ادخال الموساد لأجهزة ومعدات تكنولوجية متطورة،من أجل تنفيذ عدد من الاغتيالات بحق علماء نوويين ايرانيين منهم فخري زاده،وكذلك المساهمة في اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني…واسرائيل في تعزيز علاقاتها الأمنية والعسكرية مع أذريبيجان والبحرين،التي ستستخدم كقاعدة عسكرية وأمنية اسرائيلية من أجل التجسس على ايران وحلفائها في المنطقة،وزعزعة أمنها واستقرارها،اسرائيل تريد أن تقلص من الدور الإقليمي لطهران ودعمها لحركات ودول محور ا ل م ق ا و م ة في المنطقة والتي تشكل خطر مباشر على أمنها ووجودها،وخاصة الدعم العسكري والمالي ل حز ب الله وحركات ا لمقاومة الفلسطينية ..وإسرائيل تعتبر أذريبيجان قاعدتها المتقدمة في حربها ضد طهران أمنيا وعسكريا واقتصادياً ..فهي تدرك بان طهران تريد تفريغ العقوبات الاقتصادية الأمريكية من محتواها،بالمتاجرة مع دول اسيا ودول الجوار… اذريبيجان بالنسبة لإسرائيل كلبنان بالنسبة لإيران …إيران تستشعر المخاطر المحدقة بها من التحالفات الأمنية والعسكرية ما بين دولة الاحتلال والبحرين واذريبيجان،البحرين التي زارها وزير خارجية الاحتلال لبيد قبل أقل من أسبوع من أجل افتتاح السفارة الإسرائيلية هناك،وتوقيع 12 اتفاقية تعاون بينهما،وتدشين خط ملاحة جوية من المنامة إلى اللد،وإقامة تحالف امني وعسكري استراتيجي بينهما من اجل ما يسمونه مواجهة المخاطر الإيرانية وزعزعتها لأمن واستقرار المنطقة والملاحة البحرية،ولذلك جاءت مناوراتها العسكرية الواسعة على حدودها الشمالية مع اذريبيجان، للقول لها بأنها لن تسمح بأية تغييرات جيوسياسية في المنطقة تهدد أمنها واستقرارها ،وهذه الرسالة أيضا موجهة لتركيا، التي يطمح رئيسها أردوغان في إقامة امبراطوريته العثمانية على أساس تجمع القومية التركية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى