الجزائر

“خيانة” الداخل!!

اثبتت التجارب والاحداث التاريخية ،أن أكبر المعارك والحروب لم تكن هزائمها إلا من “الداخل ” وأن خطر الخيانة الداخلية أكبر من مواجهة أعداء الخارج ، وطبعا، الوقائع أكثر من أن نحصيها في العراق الغريق الذي لم تكن هزيمته أمام العلوج إلا “خيانة” من الداخل، ناهيك عن ما مرت به ليبيا وسوريا من دمار والذي لم يكن الا أيادي داخلية بسطت الأرض للعدوان الخارجي ليدخل بكل أريحية في حروب معولمة أصبحت تحمل عنوان “حروب” بالوكالة، حيث إسقاط الأوطان عمالة داخلية يليها تدخل خارجي..
مناسبة هذا الكلام ما حدث في روسيا من اعلان تمرد داخلي #لمسمى “فاغنر” وهي “ميليشا” عسكرية تشكل جيشا من المرتزقة، وبغض النظر عن مآل ذلك التمرد أو الإنقلاب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بجيش من المرتزقة ، إلا أن الثابت أن “بوتين” الذي وقف أمام العالم كله واستطاع لما يقارب سنتين من الصمود من تركيع أوربا وأمريكا، وجد نفسه بسبب “الخيانة” الداخلية في مأزق يسمى الحرب من الداخل وهي أخطر المعارك التي حاصره بها الغرب في محاولة لتغيير معادلة الصراع ونقل لساحة الحرب من الخارج إلى الداخل..
أخطر المعارك هي الخيانات من الداخل، وهذه الاسترايجية تبنتها المخابر الأورامريكية على مدار سنوات وأثبتت نجاعتها، كونها بلا تكلفة كما أنها فعالة في تقويض الأوطان، والرهان الذي يواجهه بوتين اليوم ليس عدوا خارجيا تمكن منه ولكنها حرب “سوسة”
مدسوسة إذا اقتلعها فقد كسب حربه العالمية واذا فشل فيها ،فقد كل شيء، ومجمل القول حكمة عظيمة مختزلها : كثيرة هي الأمم التي خسرت معاركها بطعنات الظهر وليس بمواجهة مباشرة مع عدو ظاهر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى