
لم يعد هناك مجالا للشك، بعد الذي حدث في موسكو من عملية دموية تبناها ما يسمى تنظيم الدولة، أن لعبة داعش التي كثيرا ما ارتبطت بجغرافية الأوطان العربية، قد غيرت ضفتها، لتطال جغرافية بوتين التي كانت محصنة من لعبة المخابر الغربية، لكنها بين ليلة وضحاها، صحت على كابوس، أن داعش التي لعبت ومرحت بالدول العربية، حطت رحالها وتفجيراتها الدموية بموسكو وما أدراك..
ظاهر اللعبة الدموية كعادتها، تنظيم إرهابي يقتل الدمويين ويفجر استقرار الدول، أما باطن الأمر فإن لعبة المخابر الأمريكية والغربية، أخرجت “داعش” من كونه تنظيم إسلامي دموي، إلى كونه جنين مخابراتي معولم، تم تسمينه في الأراضي العربية، ليتحول إلى بعبع معولم، موضوع تحت الحاجة كلما دعت الضرورة إلى ذلك ولا يهم إن كانت جغرافيته سوريا أو العراق أو حتى موسكو..
حين نتذكر اتهام دونالد ترامب لهيلاري كلينتون بكونها من أنشأت داعش، نفهم، أن الصراع العالمي الآن، وبالذات بعد تفجيرات موسكو، قد وصل لسقف الحرب العالمية الثالثة، فليس بوتين من يمكن خداعه بنكتة التنظيمات الإسلامية، ورد روسيا سيكون ضد عش داعش ممثلا في مراكز تسيرها من خلال المخابر الغربية والأمريكية، لذلك، فإن القادم..حرب بلا أقنعة ولا تدعيش للعقل، فالخصم ليس سوريا منتهكة أو عراق محتل ولكنها روسيا معتدى على سيادتها ومع روسيا للعب ثمنه الباهظ.