الحفناوي بن عامر
الكل متفق على أن الوضع في ليبيا يشكل تهديدا كبيرالأمن الجزائر ووحدتها حيث أصبحت حدودنا الشرقية غير آمنة مطلقا نظرا لتدفق الأسلحة ثم لبروز نشاط عناصر إرهابية منهم مرتزقة لا يعرف عددهم وعدتهم تحاول بعض الأطراف أن تزج بهم لافتعال مشاكل مع الجزائر. . ثم بروز نشاط لجماعات مسلحة في حدودنا مع تونس والتي كانت عرضة لعديد الهجمات استهدفت عناصر من الجيش التونسي وكانت قاب قوسين من حدودنا مع الجارة الصغرى .
إلا أن يقظة الجيش الوطني الشعبي جنبت البلاد الدخول في دوامة عنف وكانت العين التي تحرسنا. ومن اجل حل المشكل الليبي بعد أن دخلت في حربا أهلية، نشطت الدبلوماسية الجزائرية والدولية ومبادرات أخرى بإشراف الأمم المتحدة من اجل إيجاد حل في ليبيا التي تواجه تهديدا إرهابيا حقيقيا بالإضافة إلى التهديد الصريح للجزائر من طرف فصيل المشير حفتر تصريحا وتلميحا.
وشرقت القضية وغربت إلا أن اهتدى الفرقاء الليبيين مؤخرا في مؤتمرهم بجنيف إلى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة وفاق رحبت به كل الأطراف بما فيه حكومتنا. هذه الأخيرة التي ضيعت مبادرة جمع الفرقاء الليبيين على طاولة مفاوضات جزائرية نظرا لخصوصية علاقتنا من الأشقاء ولما قدمناه لهم .مع مرونة الموقف الجزائري والتساهل مع الأخوة ، خاصة وأننا كنا مترددين كثيرا باعتبار أن دبلوماسيتنا تعتمد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
ولهذا ضيعنا ليبيا كما أضعنا بالأمس فرصة حل مأساة دارفور ولم تنشط الخارجية الجزائر وتضع ثقلها بما فيه الكفاية ،إذ من المفروض أن يكون حل مشكل جزائريا لاعتبارين الأول أن سكان دارفور واغلب الشعب السوداني يتبعون الطريقة الصوفية التجانية و الثاني أن منبع ومنبت ومقر الخلافة العامة للتجانية بالجزائر وتعتبر عين ماضي مسقط رأس سيدي احمد التجاني محجا وعاصمة روحية لهم ،ليختاروا قطر لعقد لقاء الصلح ويخرجون باتفاق الدوحة لإنهاء المشكل في دارفور !.
وليس بعيدا عنا مشكل دولة مالي وقبائلها المترامية الأطراف خاصة الأزواد الذين لهم ارتباط وثيق بتوارق الجزائر وبمناطق جنوبنا الحدودية وقد خسرنا فيها أرواح دبلوماسيينا اللذين اخذوا غدرا وزهقت أرواحهم الطاهرة.فهل يعقل أن نبقى نتفرج على ما يقع من مخاطر على حدودنا ؟ وهل المغرب اقرب من الجزائر حتى يخرج الإخوة في ليبيا سابقا باتفاق السخيرات؟ وأين الخلل إذا لم نتدخل ونجري مسح شامل لمشاكل جيراننا ونعرف دورنا و ماهو المطلوب منا لنوقف الخطر القابع في حدودنا والذي يتربص بنا في كل حين؟وأين حنكة القيادة السياسية التي عرفت كيف تدير وتتعامل مع مشكل الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية؟ المهم مبروك للإخوة في ليبيا الشقيقة ولعقوبة لدبلوماسيتنا بالتحرك.