ككل سنة تعتمد الوصاية جملة من التحضيرات بمختلف جوانبها البشرية والمادية والإجرائية والأمنية بهدف إنجاح ظروف اجتياز مترشحي الإمتحانات الرسمية ،هذا على غرار التحضير البيداغوجي والتربوي الذي يتم داخل المؤسسة التربوية من فرض نظام داخلي يسري على جميع المتعلمين ، ومتابعة تنفيذ المقررات الدراسية ، والساعات الضائعة الناجمة عن تغيبات المعلمين ، وبرامج الدعم المدرسي سواء المبرمجة كساعات رسمية في إطار تكملة الحجم الساعي للمعلم ، أو تلك المبرمجة أمسيات الثلاثاء وفترات عطلتي الشتاء و الربيع..
كما لا ننسى الدور الأساسي والأكثر أهمية لمستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني ،وهو دور إعلامي إرشادي عبر رزنامة معدة ومضبوطة جيدا والمخصصة لتلاميذ أقسام السنة الرابعة متوسط ، والرامية إلى توعية هؤلاء المتعلمين بأهمية احترام الأستاذ والتركيز معه أثناء الحصص الدراسية ، والإهتمام بتحضير الدروس وحل مختلف الواجبات المنزلية ، والتحضير الجيد لمختلف أنواع التقويم خلال الفصول الدراسية ، كنوع من التحضير لإمتحانات شهادة التعليم المتوسط.
هذا من جهة ومن جهة أخرى المتابعة النفسية التي يقوم بها مستشارو التوجيه للمتعلمين خاصة تلك الحالات الخاصة المسجلة من قبل الأساتذة داخل القسم ، أو ادارة المؤسسة ، فهذه العملية لها أهمية قصوى على تحصيل التلميذ ، وتعتبر بمثابة تحضير نفسي للمتعلم للإمتحان الرسمي.
إن مختلف هذه العمليات البيداغوجية لها التأثير الإيجابي الكبير على التحصيل العلمي للمترشحين للإمتحانات الرسمية ، وهو ما يمكن أن نستنتجه من خلال نتائج شهادة التعليم المتوسط لدورة هذه السنة 2024 ، حيث بلغت نسبة النجاح 62.85% ونسبة 73.27% بالنسبة للتلاميذ المقبولين في السنة الأولى ثانوي ، مع العلم أن عدد المترشحين الحاضرين للإمتحان هذه السنة هو 799612 تلميذ ، نجح منهم 502521 تلميذ ، بالمقارنة مع السنة الفارطة حيث سجلنا فيها نسبة نجاح 60.97% ، وبلغت نسبة التلاميذ المقبولين في السنة الأولى ثانوي 65.13% ، كما تم تسجيل 781960 مترشح حاضر للإمتحان ، منهم 476760 ناجح ، وهذه الأرقام مأخوذة من بياني الوزارة لهذه السنة والسنة الماضية.
سجلنا أيضا هذه السنة إعتبار كل مترشح لشهادة التعليم المتوسط ناجحا كل من تحصل على معدل يساوي أو يفوق 10.00 من 20 ، على خلاف السنة الفارطة 2023 ، فقد تم اعتماد معدل يساوي أو يفوق 09.50 من 20.
وعليه يمكن القول أن نتائج هذه السنة ارتفعت نوعا ما مقارنة مع السنة الماضية ،وبالنظر لعدد المترشحين الحاضرين والناجحين منهم ، وبالنظر كذلك إلى المعدل المعتمد.
بقلم الأستاذ: عومر بن عودة