
بقلم د.محمد مرواني
تركز المساهمة على ثلاث مرتكزات أساسية وهي “الخبر الصحفي ” و” منصات الإعلام الجديد ” ” جمهور الخبر الالكتروني ” أن صح القول والتوصيف إذ أن الملاحظ ومنذ ظهور مواقع التواصل الاجتماعي عدم اهتمام المستخدمين لمواقع التواصل مع لحظات الانبهار الاولى بنشر “الأخبار ” سواء كانت ” صحيحة ” أو ” غير حقيقية ” بل كان طابع الاستخدام لهذه المواقع يميل نحو تحقيق إشباعات عديدة قد يراها البعض انها ترفيهية وتحركها ميولات فرضتها الوسائط الجديدة ” الفايسبوك ” ” اليوتيوب ” وغيرها من منصات التواصل الاكثر استخدما في بيئتنا المحلية.
فلو عدنا إلى السياق المهني الذي ترتكز عليها ممارسة الصحفي لنشاطه الإعلامي فاننا سنجد أن أي ممارس للمهنة ملتزم بما تطرحه الأدبيات من قيم وممارسات لتأطير نشاطه الإعلامي وجعله اكثر تنظيما ووضوحا وهذه ميزة يجب التركيز عليها باعتبار انها تحدد نشاط الصحفي وعلاقته بمنظومة مجتمعية ،ومؤسساتية أثناء تأديته للمهنة الاعلامية التي لايمكن أن تكون تكليفا يخاطب المزاج أو أداء لإرضاء أطراف وأجندات على حساب القيم المهنية والأخلاقية التي تحدد اعباء وحقوق الصحفي في اي حقل اعلامي يكون ميدانا للاشتغال .
ثم إن الصحفي ملزم أيضا ضمن الأطر المهنية بممارسة العمل الصحفي وفق قيم ومعايير تجعله اكثر مسؤولية اتجاه ما ينشره من أخبار وما يتلفظ به من كلام سواء ضمن البرامج الاذاعية والتلفزيونية أو حتى ضمن انشطة يعرض فيها الصحفي وجهة نظره إزاء موضوع من مواضيع الشأن العام .
ف”الصدق ” قيمة اخلاقية قبل أن تكون التزاما مهنيا يقع على عاتق ناشر لخبر صحفي كما أن ” الموضوعية ” في تناول وتغطية أي حدث لمعالجته ضمن أي قالب صحفي قيمة أخلاقية قبل أن تكون سلوكا إزاء قضية وشكلا نمطيا للتناول الإعلامي .
لذا فإنه يجب التركيز على أن التزام الصحفي بما هو أخلاقي أثناء ممارسة النشاط المهني منه نشر “الخبر الصجفي ” يشكل الاساس المتين لأخلقة العمل الإعلامي خارج اي تشريعات قانونية وسلطات تستهدف تأطير النشاط الإعلامي وتصويب انحرافات وممارسات قد تخل بالممارسة الاعلامية وتدفع بها نحو الفوضى والخروج من سلم القيم والوظائف التي تقع على عاتق وسائل الإعلام في المجتمع .
مهارات الصحفي في منابر الإعلام الجديد
بعد الاشارة المختصرة إلى هذه المعايير التي تحدد نشاط الصحفي والتزماته الاخلاقية والمهنية نجد ان الصحفي ضمن مسار الممارسة يكتسب مهارات مهنية قد تجعله ينفرد بزاوية “معالجة إعلامية ” لموضوع ” يقوي بما يملكه من رصيد مهني كفاءة “النص الصحفي “” والمادة الاعلامية ” يستقطب قطاعا هاما من الجمهور نحو محتوى اعلامي .
وهذه المهارات وبناءا على خبرة مهنية متواضعة في العمل الإعلامي والاشتغال البحثي على الموضوع لا يمكن ان تكتسب في أسابيع أو اشهر بل هي مسار طويل من العمل وامتحان للقدرات وسلطات التقدير المهنية للموجود والمنشود فمثلا تحرير “الخبر الصحفي ” الذي يبقى النوع الصحفي الاكثر تواجدا على صفحات العناوين التي تصنف المحتوى لا يمكن أن يكتسب كمهارة من المهارات التي تحتاجها مهن الإعلام إلا بعد مراحل وخطوات للتدريب لذا ثقافة توظيف “الصحفي تحت التجريب ” أراها من تقاليد العمل الناجعة لتكوين وتدريب الصحفي على “الكتابة الصحفية ” لأن “الكتابة ” لا يمكن أن تكون من فراغ بل يجب أن يكون المهني قارئا جيدا لحركة الأخبار وسرعتها وأن تكون ثقافته الاعلامية في ما هو عام مقنعة تمكنه من أن يجلب الجديد وزوايا المعالجة النوعية ، وهذا المطلوب مهنيا من قبل أي صحفي ممارس .
فالخبر الصحفي الذي يبقى نصا يجيب على أسئلة يحتاج أيضا لرصيد لغوي إعلامي ثري بالمعلومات والجمل الواصفة المعبرة المتناسقة يوظفها الصحفي بعد اكتمال جسم الخبر ليحدد العنوان الأكثر استقطابا وتأثيرا وهذه العملية هي في الأخير جزء من المهارات التي يكتسبها الصحفي عن طريق الممارسة والتفاعل مع الخبرات المهنية النموذجية .
كما أن الصحفي ونحن نتحدث عن المهارات مطالب بأن يمتلك شبكة معتبرة من “المصادر ” وخاصة “المصادر ” التي تشكلت بواسطة ممارسته المهنية للعمل الإعلامي إذ قبل أن تكون هذه المصادر مصادر للخبر هي جزء من كفائته المهنية فشبكة العلاقات التي يكونها الصحفي مع شخصيات ومؤسسات لا يمكن ان نعتبرها أمرا عاديا تفرضه المهنة بل هي مهارة يجب أن توضع في خانة مهارات الصحفي ونجاحه المهني
معطى آخر يجب التركيز عليه ونحن نتناول ظاهرة “الأخبار الكاذبة ” وتأثيرها على النسق الاجتماعي والمهني هي مسألة تحديد ماهية “الصحفي ” الذي وأن عرفته التشريعات القانونية وحددت كيانه الوظيفي والمهني إلى أن المستجد هو انخراط قطاع واسع من المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي في عملية نشر “الأخبار ” وهي جزء من أنشطة الممارسين للعمل الصحفي سواء في منابر الإعلام التقليدي أو نيو ميديا وانخراط قطاع واسع من المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي في عملية النشر الإعلامي للأخبار رغم افتقار هذا النشر والبث لعناصره التقنية والفنية ،والإعلامية يجعلنا أمام تعريف آخر للصحفي الذي يجب عليه أن يتواجد في تقديري عبر منصات الإعلام الجديد ليوسع نشاطه المهني ويحيد في نظري كل الممارسات التي تلغي كيانه فصحافة المواطن التي تبقى واقعا يجب أن يكون الصحفي أحد الفاعلين في ترقيتها ثقافة مهنية .
وأعتقد أن اتجاه الصحفيين إلى نشر أعمالهم الصحفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر ظاهرة صحية ويجب تثمينها لأنها في نظري تتيح بناء رأي عام أكثر حيطة وحذرا من السيل الجارف من الأخبار الغير صحيحة ثم يجعل ثقافة التضليل محدودة .
كما أننا نشاهد ونحن أمام بيئة إعلام جديدة مغايرة تنتشر بها المضامين والأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الدور التحسيسي للصحفي لتوعية الجمهور بظاهرة “الاخبار الكاذبة ” يكاد ينعدم إذ نجد في غالب الأحيان الممارسين في موقع من يبحث عن “صحة ” خبر نشر على مواقع التواصل الاجتماعي ونرى البعض الآخر يتفاعل معه وهذا يؤشر عن عجز مهني ومعرفي للممارس للوظيفة الاعلامية .
تعليق واحد