الأولىالجزائر

ذاكرة حية وذكرى للعبرة

بعد مرور 23سنة.. فيضانات باب الوادي 2001

كارثة لم تشهد لها الجزائر مثيل منذ أربعينات القرن الماضي

حلت اليوم الذكرى الـ 23 لفيضانات السبت الأسود التي اجتاحت العاصمة ذات العاشر من نوفمبر سنة 2001، وأودت بحياة أكثر من 800 شخص غرقا في ظرف 120 دقيقة فقط من التساقطات المطرية.
هاجس هذه الكارثة التي لم تشهد لها الجزائر مثيلا منذ أربعينات القرن الماضي حسب تأكيدات خبراء الأرصاد الجوية، وأدت بحياة أكثر من 800 شخصا و1000 مفقود وخسائر مادية قدرت بالملايير وشردت عائلات بأكملها، لا يزال يتملك العاصميين مع حلول موسم الأمطار. فمشاهدها الأليمة التي تسببت في أزمات نفسية للعديد مازالت راسخة في أذهان كل الجزائريين الذين عايشوها.
التساقطات بدأت قبيل فجر ذلك السبت واشتدت في حدود الساعة السابعة صباحا لتتحول إلى سيول جارفة حملت كل ما في مسارها من بشر وحجر ليتحول الحي الذي كان قبل 24 ساعة فقط يئن تحت حرارة لا تطاق، إلى بركة عملاقة تغمرها مياه الأمطار الجارفة المنهمرة من أعالي بوزريعة ومرتفعات سيدي بنور وبوفريزي من الجنوب وأمواج البحر العاتية التي تعدى طولها 8 أمتار من جهة الشمال والتي غمرت طرق واجهة البحر ما عقد من وصول إمدادات العون والإسعاف.
ويروي شهود عيان، كيف كانت السيول تجرف عشرات الضحايا نحو البحر، في مشهد يكاد أن يكون من ضرب الخيال. وخصصت الدولة وقتها غلافا ماليا قدر بـ24 مليار دينار لإعادة بناء ما هدمته السيول، لإصلاح ما خلفته هذه الكارثة. كما خصصت الدولة ميزانية للتعويض عن الوفيات بقيمة 70 مليون سنتيم لكل ضحية قدمت لأهالي الموتى، بالإضافة إلى الهبة التضامنية التي قام بها الجزائريون من خلال الأموال التي تم جمعها خلال عملية “التيليطون” آنذاك الذي نظم بعد الكارثة وقدرت بـ 110 ملايير سنتيم، وسمحت هذه الأموال التي تدعمت بحرص السلطات على إعادة الحياة للحي بتجديد وجه باب الواد ومسح آثار الكارثة. وفي الأخير وما عسانا في هذه الذكرى الأليمة، سوى أن نترحم على أرواح الضحايا. ومن جانبهم، شدد خبراء المعمار وأخصائيو الكوارث الكبرى والأرصاد الجوي خلال كل الملتقيات الوطنية وحتى الدولية التي نشطت مؤخرا على ضرورة تبني مخططات وقائية تراعي خصوصيات كل منطقة جغرافية على غرار ما هو معمول به عبر العديد من الدول، سيما في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وتحذر دراسات عرضت خلال العديد من الأيام الدراسية من كون المنطقة المتوسطية بضفتيها الشمالية والجنوبية أكثر عرضة للتغيرات المناخية المنجرة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ما يتطلب الأخذ بالمعطيات العلمية المنجرة على محمل الجد.

إلهام.س

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى