قبل 122 عاما من تاريخ الأمس وفي الوقت الذي توهمت فيه فرنسا الاستعمارية أنها بسطت يدها على الشعب الجزائري كيانا ومكانا؛ شجرا وحجرا؛ وفي غمرة مقارعة جنرالات فرنسا لأقداح نصرهم؛ استيقظت جزائر الثورة والتمرد ورفض كل كيان غريب على انتفاضة أمير شاب من الغرب الجزائري؛ وبالضبط من ولاية معسكر؛ لتصرخ الجزائر من خلاله وعبر انتفاضته؛ أن الجزائر ليست فرنسا ولن تكون فرنسا حتى لو أرادت ذلك…
الشاب الثائر من الغرب الجزائري والذي سخر الفرنسيس من ثورته؛ ظنا منها أنها مراهقة ومغامرة بلا معنى؛ لم يكن الأمير عبد القادر الجزائري. الأمير الذي بايعه الشعب برنوسا للوطن ليكون المؤسس لدولة حديثة تسمى الجزائر، حيث كان يكفي الشعب الجزائري لأن يخرج منه رجل صادق؛ حتى يلتف حوله مبايعا ومحاربا…
في مثل هذه الأيام من ذلك الزمان وقبل 122 سنة من أيامنا هذه؛ تجرعت فرنسا غطرسة وجنرالات وجيوش هزيمتها على يد رجل كان هو الأمير المؤسس؛ وذلك طيلة 17 عاما من انتفاضة أمة..
الغريب في كل ما سبق أن فرنسا اليوم لم تقرأ الدرس ولم تعه؛ كما لم تفهم أن الرجال في هذه الجزائر يتوالدون في كل ساعة ولحظة..