أقلام

رؤى و مقاربات.. الوعي السياسي وتأثيره الإيجابي على المجتمع

يعتبر الوعي السياسي ذو أهمية كبيرة في وقتنا هذا, والجزائر تشهد تحديات كبيرة, نظرا لما يفرضه الواقع الجيو استراتيجي الدولي والتموقعات بتكتلاتها القطبية السياسية , كما أن الأحداث الأخيرة خير دليل على ذلك والتي كانت فرنسا وأذنابها ومن يدور في فلكهم أبواق فتنة القصد من ورائها إيقاع الجزائر في شراك الفوضى, ولكني لا أريد الخوض فيها لأنها كانت عاصفة هوجاء على صفحات التواصل الاجتماعي, كما أن الجزائر قوية بسياستها ودبلوماسيتها وأجهزتها العسكرية والأمنية, وهي تستطيع أن تسكت نباح الجراء ومن يسعون لكب البنزين على النار من عملاء الداخل والخارج, وستبقى الجزائر قوية بمرجعيتها الثورية ووصية الشهداء الذين سالت دماؤهم من أجل حرية هذا الوطن بكفاح مسلح حقق الاستقلال, كما أن أسود الجزائر المرابطين على الحدود يقومون بواجبهم في حمايتها, وإسقاط الطائرة المالية يعتبر ردا قويا لكل من تسول له نفسه اقتحام عرين الأسود.
لكن ما لفت الانتباه بعد هذه الأحداث هو وعي سياسي جديد بنكهة خاصة وبشرعية دينية تجعله كالبلسم, وهو دخول علماء الجزائر على الخط, وأحسن مثال ما كتبه البروفيسور كمال العرفي, أستاذ التعليم العالي في الشريعة الإسلامية, تخصص الفقه وأصوله بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة, حيث قال ” مع وطننا ومع جيشنا الشعبي الوطني ضد كل عبث أو استفزاز, أمن الوطن خط أحمر”, كما تكلم عن القرارات المصيرية التي تخص الوطن بأنها من اختصاص الدولة وجيشها وأجهزتها الأمنية وفقط , منبها أصحاب المنشورات والتعليقات باحترام هذه القاعدة على صفحات التواصل الاجتماعي,لأنه يعرف أن فوضى التعليقات قد تحدث شرخا في الرأي العام ويكثر هرجها ومرجها, وبالتالي يتداخل حلوها ومرها, وتضيع نكهة وطنيتها وسط هذا الزحام الذي لا تتحكم فيه ضوابط ولا قوانين.
هذا النوع من الوعي يعتبر في مثل الظروف التي يمر بها الوطن من تربص عدائي خارجي, تشجيعا وحثا على توحيد الكلمة والصف, وترسيخ التكاتف المجتمعي للعمل على زيادة الحفاظ على الاستقرار الأمني للبلاد, باعتباره أحد الأساسيات التي يرتكز عليها الوضع العام للبلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا, كما يعتبر من المغذيات الفكرية للأجيال الصاعدة لمعرفة أهمية الحفاظ على الوطن, لتتواصل وتمدد أهميته لتشمل الأجيال جيلا بعد جلل, وهنا يكمن سر تسليم المشعل للحفاظ على المكتسبات الثورية, ففلسفة الوعي السياسي هي فكر شمولي يسقى بالتقطير والمواضبة من علماء وشيوخ وأئمة مساجد واستاذة, كل في موقعه لتكتمل هالة هذا النور, ويعم خيره الوطن, كما أن الواجب يحتم على الأسرة التربوية أن تكون من المعنيين بهذا الفكر الذي يجب أن يتبناه الجميع.
كما أن البروفيسور كما العربي كان من السباقين في الخوض في موضوع المرجعية الدينية وأثرها في التماسك الاجتماعي, محاربا في جميع تدخلاته سواء المسجدية أو الأكاديمية, الفتاوي الدخيلة على أمتنا, والتي يبث سمومها جهلة وعملاء على صفحات التواصل الاجتماعي, والمراد منها ضرب استقرار بلدنا وتشكيك الناس في دينهم ومرجعيتهم التي لها فضل في استقرار الجزائر, كما كان من السباقين في شرح مفهوم دور المسجد وأهميته في تحصين الشباب, وهذا ما يجعل منه رجل الوعي الفكري بامتياز, لأنه ينشر قيم الوسطية والاعتدال, ونبذ التطرف بكل أنواعه.

بلخيري محمد الناصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى