شدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ليلة الخميس، على أنّ “الجزائر مرت إلى مرحلة أخرى وصارت فوق كل اعتبار”، مبرزاً أنّه إن حُظي بتزكية شعبية للعهدة المقبلة، فإنّ الأخيرة ستكون محطة “تسمح بترسيخ أكبر لما جرى الشروع فيه منذ العام 2019”.
برسم اللقاء الإعلامي الدوري الذي بُثّ سهرة هذا الخميس على القنوات التلفزيونية والإذاعية، طمأن الرئيس تبون الجزائريين بالتأكيد: “خرجنا من عنق الزجاجة، وتجاوزنا ضياع الفرص واختلاسات النظام السابق”، مضيفاً: “نحن في الطريق السليم، والشعب يمايز بين الديماغوجية والواقع، وكلمة الجزائر اليوم صارت مهابة في كل الميادين”.
وتابع رئيس الجمهورية: “حضوري قمة السبع مؤخراً بإيطاليا، يعتبر مؤشراً على استرجاع مكانة الجزائر، كما أنّ دفاعنا عن الشعوب المستضعفة والمقهورة صار محل اعتراف دولي”، ولفت الرئيس إلى أنّ “الجزائر تتعامل بندية وتحرص على تبادل المصالح وقوة الداخل تنعكس على الخارج”.
وبشأن ما طبع الاحتفالات بالذكرى الـ 62 لعيدي الاستقلال والشباب عبر عواصم العالم، سجّل رئيس الجمهورية أنّ “ما قامت به الجزائر نحو مغتربيها في زمن الكوفيد لم تقم به أي دولة، كما أنّ سفاراتنا وقنصلياتنا غيرت كثيراً من طرق التعامل مع المواطنين، لذا صار جزائريو الخارج يدركون جيدا أن ورائهم الدولة، ويتشبعون بالروح الوطنية إلى درجة الشوفينية”.
الجزائر الجديدة لا تقبل التصرفات القديمة
جدّد الرئيس تبون رفضه لممارسات العهد البائد، وصرّح في يقين: “ولّى عهد الصور الكبيرة وإطارات المنصات، والجزائر الجديدة لا تقبل التصرفات القديمة”.
ولاحظ رئيس الجمهورية أنّ “الشعب انتصر على الثورة المضادة رغم الرواسب والبقايا والمندسين”، جازماً أنّ “المدارس القديمة لخلق اللااستقرار والطابور الخامس فشلا”، وأبرز أنّ “الكثير من الدول تهاب استقرار الجزائر لأنّ ذلك سيدفع لتعميق اتجاهات القوة، وهو ما لا يروق لمن لا يريدون للجزائر خيراً”، واستطرد: “سفير سابق من جماعة الطابور الخامس تمنى المصائب لوطنه!”.
الشعب هو من حقّق جميع الانتصارات ولست أنا
نوّه الرئيس تبون إلى أنّ “الانتصارات كلها لم تكن انتصاراتي بل انتصارات الشعب”، وقال: “إن زكى الشعب مسعى العهدة المقبلة، فإنّ الأخيرة ستشهد ترسيخاً أكبر لما شرعنا فيه قبل خمس سنوات”، محيلاً على أنّ أزمة الكوفيد استهلكت الكثير من وقت العهدة الأولى، ما يجعل المرحلة القادمة أوسع نطاقاً.
وعاد رئيس الجمهورية ليجدّد القناعة المتكرسة في الجزائر: “لدينا مبادئ ولن ننبطح وذاك ليس من شيمنا والجزائري سيظل واقفاً”.
وفي مقابل تأكيده: “فخور بما وصلنا إليه بفضل جهود الجميع”، أبدى رئيس الجمهورية “امتنانه للثقة التي منحها له الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وعموم الشباب”.
وانتهى الرئيس تبون إلى معاتبة “من يغضون الطرف عن الحقائق إرضاء لأسيادهم”، قائلاً: “السيد يبقى هو الشعب الجزائري”، وبشأن مؤدى رئاسيات السابع سبتمبر المقبل، ركّز رئيس الجمهورية على أنّ للجزائريين “الحقّ في القبول والرفض، والسيادة ستظلّ للشعب”.