أقلام

رسالة إلى عثمان الخميس: لماذا ترمي سهامك نحو أشرف الحركات؟

رأفت مرّة

تناقلت وسائل الإعلام تصريحاتك التي أدليت بها مرتين، والتي تتهم فيها حركة حماس بأنها “حركة منحرفة”. وهنا أتوجه إليك بهذه الأسئلة‪:‬‬
هل الاتهام بالانحراف أمر مطلق لك، وأنت المخول بإطلاق الأحكام على القوى والحركات أو تبرئتها؟ من منحك الحق في اتهام حركة إسلامية تُعد من أهم وأكبر القوى الإسلامية في المنطقة والعالم، وأكثرها تأثيرًا وشعبية ونفوذًا؟

هل خاطبت حركة حماس قبل اتهامها؟ هل جلست مع قادتها وناقشتهم في اتهاماتك قبل أن تطلق حكمك عليهم؟ أليس من واجبك الدعوي الاستماع إلى “المتهم” قبل إصدار الحكم؟ هل قدمت النصيحة لحركة حماس قبل التشهير بها؟ هل نصحت قادتها وبيّنت لهم ما تعتبره “انحرافًا” أو خللًا فكريًا بالأدلة الشرعية؟ هل الإسلام دين التشهير أم دين النصيحة؟
لماذا تتجرأ أنت وأمثالك على انتقاد الحركات الإسلامية التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، بينما لا نسمع لكم صوتًا ضد أعداء الأمة والدين الذين يعتدون على أراضي وبلاد وأعراض المسلمين؟ لماذا لا نسمع أصواتكم تجاه من يحارب الإسلام، ويعتدي على المقدسات، وينهب خيرات المسلمين، ويحارب القرآن الكريم، ويسيء إلى النبي محمد ﷺ وصحابته، ويحارب الحجاب، ويلغي المناهج الإسلامية، ويعتقل العلماء، وينشر الفسق والرذيلة، ويطبّع مع الاحتلال؟
هل دورك كواعظ أن تعظ المسلمين أم أن تهينهم وتتهمهم في دينهم عبر وسائل الإعلام؟ هل لديك معرفة بالعلماء الكرام الذين ساهموا في تأسيس حركة حماس ووضع أسسها الشرعية والفكرية؟
هل تعرف معنى الإرهاب؟ هل عشت يومًا تحت الاحتلال؟ هل اعتُقلت في سجونه أو طُردت من أرضك؟ هل دُمّر منزلك أو صودرت أرضك؟ هل قتل الاحتلال أبناءك أو دمّر حياتك؟ هل قرأت كتاب القائد الأسير حسن سلامة “خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ” لتفهم معنى الأسر والتعذيب ووحشية الاحتلال التي يعاني منها شعبنا وحركتنا؟ هل زرت قطاع غزة أو الضفة الغربية أو مخيمات اللاجئين لتدرك حقيقة ما تصفه بـ”الانحراف”؟
هل سعيت إلى تشكيل وفد من العلماء والمفكرين المسلمين لزيارة الدول العربية التي تقاطع حركة حماس، وإقناعها بفتح قنوات الحوار معها؟ أم أن التسامح لا يشملها؟ هل تخلصت من جميع القضايا التي تهدد العالم الإسلامي، ولم يبقَ أمامك سوى مهاجمة حركة حماس، هذه “البطة السوداء”؟
هل ترى أن الإساءة السياسية والفكرية لحركة حماس اليوم تعود عليك أو على المجتمع الإسلامي بالخير؟ هل خروجك للإعلام واتهامك لإحدى أكبر الحركات الإسلامية وأكثرها تأثيرًا يتماشى مع أخلاقيات العمل الإسلامي وأصول الدعوة والإرشاد؟
هل تستطيع أن تخبرنا ماذا استفاد العمل الإسلامي من اتهامك لحركة حماس؟ وما الخدمة التي قدمتها لدين الله من خلال هذا الاتهام؟ وما الإيجابيات التي تحققت بفعلك هذا؟
ألم تشعر أنك قدمت خدمة كبيرة لأعداء الدين وخصوم الإسلام وأعداء الأمة؟ ألا تدرك أنك أفرحت المتربصين بديننا وعملنا الإسلامي، حين طعنت هذه الحركة العظيمة في الظهر، وهي تواجه أعتى القوى المعادية لأمتنا؟ إذا كان لديك اعتراض على نهج حماس، فمن الأفضل أن تلتقي بقيادتها وتناقشهم بدلًا من الحكم عليهم عن بعد، وأنت تعيش في عالمك الخاص المختلف. ستجد لديهم ردًّا على كل تساؤلاتك‪.‬‬
لكن من غير الحكمة أن تسيء إلى حركة حماس، وهي التي تتصدى للاحتلال الإسرائيلي وتدافع عن القدس والمسجد الأقصى، في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني مخططات لتصفية قضيته وتهويد أرضه عُد إلى رشدك، وأعمل عقلك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى