
توجه أمس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلى مدينة نيويورك للمشاركة في أشغال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، ورغم أن ظاهر الرحلة نشاطا وموعدا دوليا سيضم العديد من رؤساء الدول إلا أن حضور الرئيس شخصيا، يحمل بين طياته رسالة أخرى ،على أن الجزائر كدولة محورية في افريقيا، ليست جزءا من صراع توجهات ولا معسكرات متناحرة وخاصة أن بعض الأبواق والتحليلات ،فسرت علاقتها المميزة بروسيا بكونها طرفا في الصراع الروسي الغربي وبالذات الأمريكي منه ، لتكون هذه الرحلة بمثابة أن الجزائر جزءا من منظومة دولية أممية الأهداف تسعى من خلالها لأن تكون أداة جامعة دون تموقع أو انحياز ..
مشاركة رئيس الجمهورية في دورة الأمم المتحدة، ستكون فرصة لوضع النقاط على الحروف، فيما يتعلق بالتحولات في القارة السمراء وما يجب أن يفهمه العالم، عن افريقيا كرقم يجب إعادة الاعتبار له وتجاوز نظرة الاستعلاء الاستعمارية القديمة اتجاهه، وذلك بعيدا عن صراع القوى العالمية واعتبار افريقيا مناطق نفوذ غربية وفقط..
المتضرر الأكبر من الحضور الجزائري بشخص الرئيس، هي ممالك وأنظمة القرون الوسطى، ممن لا زالت تراهن على حشد الرأي العام الأممي، لمواصلة ضغوطاتها على المجتمع الدولي، ووقف حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن قضية الصحراء الغربية إلى قضية القدس، فإنها الفرصة الأممية لتجدد الجزائر مواقفها التاريخية بصوت مرتفع من منبر أممي، على أنها لن تحيد عن دفاعها على الشعوب المستضعفة والقضايا العادلة، وذلك كالتزامات غير قابلة للمقايضة ولا للنقاش..