الأولىثقافة

رمضان كارابولوت كاتب تركي بروح عربية

حاوره :حتان لطرش

 

رمضان كارابولوت مواليد سنة 1973، بمدينة قونية بتركيا، درس اللغة الربية وعلم الاجتماع والإرشاد واللاهوت، واصل مهنة التدريس في مؤسسات ومنظمات مختلفة في قونية واسطنبول، ولا يزال يدرّس العلوم التربوية في عدة مدارس خاصة في اسطنبول، كما يقوم بتدريس اللغة العربية منذ 1995، واصل دراسته الأدبية في مجالات الرواية والقصة القصيرة والتعليم والفلسفة، تم نشر كتابه في مجال العلوم التربوية والذي كان بعنوان   ‘’ biçak sirti ‘’ ظهر السكين” ، عرضت روايته ‘’ebedi uyuyanlar’’ النائمون الأبديون ” على المسرح تحت نفس الاسم بعد سنوات قليلة من نشرها ، له دراسات وقصص حول نقاد الفكر السياسي والايديولوجي والديني وعدة مجالات أخرى.

 

مرحبا بك أستاذ رمضان، نرحب بك في جريدة الوسط، ونبدأ معك حوارنا بسؤال تقليدي إلّا أنّه مهم وهو متى دخلت عالم الكتابة؟

 

بدأت في الكتابة بشكل غير إحترافي منذ الصغر حيث كنت أكتب نصوص التعبير القرائي بشكل يجعل كل أساتذتي يعجبون بها بها ويثنون علي ثم حاولت جاهدا في سن المراهقة كتابة العديد من الكتابات المختلفة ، كنت أشعر دائما أن هناك شئ ما لابد أن أقوم بفعله في هذا المجال،

إلى أن أصدرت أول عمل مكتمل لي سنة 1997 ومنها بدأت في ترتيب أفكاري.

 

مالذي شجعلك على الخوض في هذا المجال؟.

 

الأمر الذي شجعني بالدرجة الاولى هو الإحساس بالموهبة فهي مثل الطاقة التى تجبرك للسير في طريق ما ،ترشدك ،تدلك ،تأخذ بيدك للخروج ،وتجبرك على الخروج،  ومن هنا أعطيت لهذه الموهبة الفرصة للخروج للنور وإذا كانت هذه الموهبة قوية لديك بما فيه الكفاية وقمت بصقلها بالعلم لا بد وأنها ستخلق الفرصة بنفسها لكي تخرج.

ويمكن أن أقول أن حبي الشديد  للقرآن الكريم وثم حبي للقراءة والمطالعات الأدبية والفلسفية جعلني أشعر أن هناك العديد من الأفكار التي يجب أن تتبلور وتظهر خلاصة قناعاتي وأفكاري 

كما أن هناك العديد من أصدقائي وأساتذتي قاموا بتشجيعي منذ الصغر على إنتاج عمل أدبي خاص بي الأمر الذي كان حافزا بالنسبة لي وأعطاني طاقة إضافية.

 

لديكم عدة مؤلفات ، هلا ذكرتها لنا بالتفصيل وفي أي مجال كانت؟

 

الأعراف وهي رواية فلسفية صوفية تتحدث عن الصراع النفسي بين ما هو عالق بالروح والجسد

إضافة إلى رواية  النائمون الأبديون وهي تتكلم عن مشاكل الشباب وما يدور من صراعات بداخلهم في تلك المرحلة الصعبة الحرجة التي يتأسس عليها كل مكتسباته في المستقبل وكتاب ظهر السكين

وهو عمل تربوي خاص بتأهيل المعلمين المحتملين هو بالطبع عمل متخصص أي  ليس عملا أدبيا ولكنه عمل أكاديمي تربوي بحت.

 

ما هو سر اهتمامكم وميولكم  للثقافة العربية بشكل عام واللغة العربية بشكل خاص؟

 

تعلمين أن الأتراك يشتركون مع العرب في ثقافة أساسية واحدة ،مشكاة واحدة يأتي منها ذلك النور العظيم ألا وهو الإسلام والثقافة العربية والتي هي إحدى أهم الثقافات التي من الصعب لأي أديب أو متذوق للفن أن لا يفكر في التعرف عليها ودراستها 

أما حبي للغة العربية فهو ينبع من حبي القرآن الكريم ولما لا وهو أعظم شئ يمكن قراءته على الإطلاق فهو نور يهتدي به الإنسان بشكل عام والأديب بشكل خاص إلى أعلى درجات الفهم ويرتقي به إلى أسمى درجات الصفاء الروحي فهو كلام الله المحكم والرائع.

ومن ثم الأعمال العربية الأدبية والنحوية والشعرية والفلسفية والتفاسير.

 

من هم الكتاب العرب الذين تقرأ لهم أو تتأثر بهم؟

 

أنا أقرأ لعدد كبير من الكتاب العرب في مختلف المجالات ولكن بالدرجة الأولى  في التفسيرمثلا الرازي والأصفهاني  وفي الرواية والأدب نجيب محفوظ و عزة دفزي

 وفي الشعر  المعلقات السبع كما احب  الشعر الجاهلى وفي  الفلسفة  ابن رشد ،الكندي ومولانا إبن العربي .

 

هدفك من الكتابة والنشر؟ هل تريد إيصال رسالة معينة للمجتمع؟

 

أنا أهدف الى إثارة التساؤلات الميتافيزيقية عند القارئ وعن رحلة الروح ,أن يقف الإنسان مع نفسه ويسألها عن معنى الحياة وسر وجوده وهدفه منها, فأحسب أن رواياتي هي كرفيق للقارئ يساعده في السؤال الصحيح عن معنى الحياة وعندما أقول سؤال هذا لا يعني أن أعطي له إجابة لأن الإجابة لديه هو فقط أنا أساعده بشكل صحيح

 

آخر إصدار لك هو رواية أعراف التي لاقت استحسانا كبيرا من طرف القراء، هل تحدثنا عنها أكثر؟

 

كما تعلمين ان الإنسان يعيش في مجموعة كبيرة من الصراعات بين الروح والمادة ,بين الخير والشر ,بين النور والظلام, الإنسان في ظل كل هذه الصراعات يمر بمرحلة إنتظار  من أجل الفهم والإختيار وربما من أجل معرفة النتيجة  وربما الإنتظار لمجرد الإنتهاء من هذة الصراعات حتى ولو بالموت

 

هل تفكر في ترجمة الرواية للغة العربية؟

 

نعم لي صديق مصري أقوم معه بترجمة الرواية وأود أن أشكره على مساهماته معي في هذه الترجمة وهو الاستاذ عبدالله يوسف العركي من عائلة العركي الجهيني العربية المعروفه لديه تذوق رائع للغة العربية راجع لأصوله الجهينية

 

غلاف رواية أعراف غريب قليلاهل تشرح لنا معناه؟

 

بالنسبة للغلاف فهو رمز مجمل لمكان وزمان إنتظار المساجين ، أما عن الباب فهو يرمز للبوابة التى بين عالمين، الروح والمادة، والظلام من خلف الباب يرمز للمجهول الذي نخشاه جميعا ،وكونه مفتوحا يعني أنه دائما يمكنك المرور للإرتقاء إلى أعلى درجات الروح أو النزول لأسفل دركات الرذيله وفي النهاية وحدك من تختار ولكن عليك أولا خوض المعركة مع المجهول

وكذالك الباب يشبه باب السجن لأن الانسان عادة يكون مسجونا  بين أفكاره زمانا ومكانا

 

لاحظنا بأنك تميل في كتاباتك للغة البسيطة وليس المعقدة هل هذا هو أسلوبك عادة أم أنك تريد أن تكون كتاباتك في متناول الجميع خصوصا غير الناطقين باللغة التركية؟

 

نعم وذلك لأني أريد أن تصل هذه الفلسفة بمعانيها الصعبة والقوية إلى جميع فئات القراء ويتفاعل معها كل الناس فتكون وجبة فكرية فلسفية سهلة وبسيطة وخفيفة في نفس الوقت

 هل تفكر في إصدار مؤلف باللغة العربية؟ أو لغة أخرى؟

نعم قريبا ان شاء الله ولكنها ستكون مفاجئة وهي رواية نفس فلسفة وذلك الصراع الذي لا ينتهي بين الروح والجسد وكذلك أفكر عمل باللغة الإنجليزية ولكن لم تكتمل الفكرة بعد.

 

هل تتوفر مؤلفاتكم في الدول العربية أو هل سستوفر قريبا؟

 

 نعم إنشاء الله وأنا أعمل على ذلك 

 

أستاذ رمضان، نشكرك كثيرا لمحاورتك لنا في جريدة الوسط ماهي الكلمة الأخيرة التي تختم بها هذا اللقاء الممتع؟

 

أهدي أعمالى لؤلئك المفكرين الذين يسيرون في طريق الأشواك والظلام حتى ينيروا للناس عقولهم بتضحيات لا يمكن وصفها بكلمات أو شكرها بأي جائزة 

فالإنسان يخوض في حياته الكثير من المعارك قد يخسر بعضا ويكسب البعض الأخر ولكن أهم معركة وأصعبها لا بد وأن ينتصر فيها الانسان هي معركته مع ذاته ولكن إذا ما انتصر فيها أظنه لن يخسر شيئ بعد ذلك أبدا , وأود أن أشكركم على هذا اللقاء الممتع هنا في اسطنبول  وتشريفكم لي في جريدتكم الرائدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى