
قال أنها فوتت فرصة نادرة للعب دور الرقم المهم
اعتبر المتابع لشأن حمس رياض بن وادن أن الحركة فوتت على نفسها فرصة التموقع، لتصل لمرحلة خسارة السلطة والمعارضة والشعب، معتبرا أن مقري أغرقها في منطق التسرع بداية من دعوته لتدخل الجيش والتي قطعت ما تبقى للحركة من صلة بالمعارضة، وصولا لمبادرة التوافق ثم طرح المشاركة في الرئاسيات، في حين أبقى فرص هذا الأخير الأوفر في المشاركة في الرئاسيات كممثل عن الحركة.
أكد المتابع لشأن حركة مجتمع السلم رياض بن وادن في تصريح لـ”الوسط” أن متابعة مسار حركة مجتمع السلم منذ تولي الدكتور مقري رئاستها يسجل عليها طابع التسرع، مستشهدا على ذلك بأنها أرادت أن تُمارس السرعة من خلال التنويع في المبادرات، معتبرا أن ذلك التسرع أوقعها في تناقضات كبيرة، تجلت على وجه الخصوص عقب خروج الدكتور مقري من المستشفى العسكري بعد إصابته في حادث مرور، ليتوجه مباشرة بدعوة المؤسسة العسكرية كي تكون فاعلا رئيسا في عملية الانتقال الديمقراطي، والتي فتحت أبواب التساؤلات بحسب محدث “الوسط” حول الهدف من هذه الدعوة، مؤكدا أنها مثلت قطعا للشعرة التي كانت ما تزال تربطها مع أحزاب المعارضة، لتتلوها المبادرة تلو المبادرة مثل الدعوة إلى التوافق عبر التمديد، وهي ما مثلت دعوة منه للقفز على الدستور، ليأتي الدور الأخير على عقد النية حول خوض غمار الانتخابات، معتبرا أن حجم التخبط السابق للحركة من طرح لآخر جعلها تسير بخطوات متسرعة لم تسمح لها بالتفكير العميق في مشاركتها في الرئاسيات المقبلة ودراسة الحلول التي تناسب هذا الظرف، خاصة أن التنافس قائم على منصب رئيس الجمهورية وليس على رئاسة بلدية من البلديات.
واعتبر بن وادن أن حمس فوتت على نفسها فرصة التموقع، مؤكدا أنها الخاسر الأكبر لأنها كانت تستطيع أن تكون رقما قويا لو أحسنت صناعة تحالفات قوية خاصة وأنها حزب جاد ولها رغبة قوية في صناعة التغيير.، قائلا أن حمس في عهد مقري خسرت ثقة السلطة بتصريحاتها في البداية بأن هناك أزمة سياسية وشغور في منصب رئيس الجمهور، تلتها خسارتها للمعارضة بدعوتها الجيش للمساهمة في السياسة وبسبب اللقاءات التي جمعتها مع مستشار الرئيس، كما خسرت الشعب الذي هو أصلا منسحب من العملية بسبب دعوتها للتمديد.
مجلس الشورى سيرجح كفة مقري على أبو جرة
أما بخصوص التنافس على من سيمثل الحركة في الرئاسيات فرجّح محدث “الوسط” بدوره كفة مقري، قائلا أنه بخصوص مسألة العودة لقرار مجلس الشورى الوطني الذي سينعقد بعد يومين يوم 25 و 26 من هذا الشهر فإن الأمر محسوم لصالح رئيس الحركة الحالي، مرجعا ذلك إلى الأغلبية المريحة التي يتمتع بها داخل مجلس الشورى الوطني، وكذلك لأسباب أخرى، حددها فيما وصفه بـ : “القرارات غير “الأخلاقية” إن صح هذا التعبير لبعض أعضاء المكتب الوطني بأنهم سيدعمون رئيس الحركة في الترشح”، ناهيك عن ، التحرشات التي تُمارس من مختلف الفاعلين في الحركة للضغط على قرار مجلس الشورى.
من جانب رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني والذي صرح بأن له نية في الترشح فاعتبر أن هذا الأخير سيحتفظ بترشحه إذا سارت الأمور كما يرغب، ما عدا في حالتي: إذا رشحت حمس رئيس الحركة الدكتور مقري، أو إذا كانت هناك عهدة خامسة للرئيس الحالي، معتبرا أن أبو جرة أكثر الاسلاميين تناسقا مع أفكاره وطروحاته، لأنه صرح بأنه لا يليق أن يترشح شخصان من حزب واحد. كما أنه صرح كذلك بأنه في حالة ترشح الرئيس بوتفليقة لا أحد يمكنه منافسته.
أما في ما يخص انعكاس العملية الانتخابية عموما على أصوات الحركة؛ فقال أن حمس في الانتخابات القادمة لن تجد إلاّ أصوات مناضليها، لأنها خسرت المعارضة، كما أن الإسلامين في الأحزاب الأخرى سيسلك كل حزب وطريقه بين التزكية والمقاطعة، عائدا للتأكيد على أن تلك المعطيات هي ما جعلته يؤكد بأن حمس ستكون الخاسر الأكبر، مضيفا أنها إذا لم تتدارك الأمور في هذه الأشهر المقبلة ستجد نفسها لا هي نصرت زعيمها ولا هي وقفت حجرة عثرة ضد الاستئصاليين الذي يتحركون بذكاء.
سارة بومعزة