
القصف الإعلامي المتبادل بين مقري و جاب الله
بوضياف: تنازع الإسلاميين أذهب بريقهم وأضعف مردوديتهم
انتقد ناشطون سياسيون أداء الأحزاب الإسلامية في الأزمة السياسية الراهنة التي تعرفها البلاد منذ قرابة 3 أشهر، معتبرين بأن الإسلاميين فشلوا في بلورة رؤى واضحة لحل للأزمة التي تعيشها البلاد خاصة بعد موجة الانشقاقات التي مستها والخلاف الذي برز مؤخرا بين أبرز حزبين إسلاميين في الجزائر بسبب سعيد بوتفليقة والجنرال توفيق ،حيث أصبحت تبدو تبدوا وكأنها خارج اللعبة السياسية وأظهرت بأنها لا يمكن أن تكون في مراكز تسمح لها بالتأثير.
تراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعي
ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلاف حاد بين أبرز حزبين إسلاميين، تقاذف و تراشق سياسي عالي الضغط فضحت أسرار مكبوتة وكشفت عن لقاءات مشبوهة يتهم كل طرف فيها الأخر بالتورط لحضور اجتماعات سرية مع رموز النظام مع قوى الغير الدستورية ، ملفات تطرح تساؤلات ما يحدث داخل أسوار الأحزاب الإسلامية المعروفة بخطها المعارض.
تقاذف متبادل
أثار تصريح عبد الرزاق مقري عند حلوله ضيفا على فروم المجاهد التي قال فيه بأن أنّه عرض مبادرته على المعارضة والرئاسة، وأنه التقى سعيد بوتفليقة بعلم الجيش خلافا بين حركة حمس وحزب جبهة العدالة والتنمية، فمباشرة بعد تصريح مقري قام بن خلاف بالرد عليه نافيا قبول حزبه محاورة أي طرف من المعارضة لشقيق الرئيس السابق، سعيد بوتفليقة، مؤكدا أنه رفض فكرة عبد الرزاق مقري في لعب دور الوسيط لإقناع المعارضة بتأجيل الانتخابات لأن الأمر غير دستوري.
برز عقب تصريح عبد الرزاق مقري حول أن لقاءه بشقيق الرئيس كان في إطار مبادرة التوافق الوطني وبعلم من الجيش خلافا بين حزبي حمس و جبهة التنمية و العدالة ،حيث قام بن خلاف بالرد على مقري قائلا ” مقري لم يوضح في البداية من الذي استقبله في الرئاسة، وكلنا نعلم أن الرئيس يُسير البلد من فراشه بزرالدة، وبعد إلحاح منا اعترف أن الذي استقبله هو شقيقه سعيد، وآخرين لم يذكر أسمائهم، كما أن ، بأن جاب الله نصح مقري بأن لا يلعب دور الوسيط بين سعيد بوتفليقة والمعارضة، لأن هذا الأخير انتحل صفة أخيه المريض، كما أبلغه بأن هؤلاء الذين في السلطة لا يؤتمنون فكم من مرة يعدون بإصلاحات عندما يكونون في حالة ضعف ثم ينقلبون عليها.”
في حين رد القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر الدين حمدادوش على التصريحات التي أطلقها رئيس مجلس شورى جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف بخصوص لقاء رئيس “حمس” عبد الرزاق مقري بشقيق الرئيس السابق ومستشاره السعيد بوتفليقة، قائلا ” أذكر بن خلاف بأنّ ما يعيبه علينا بهذه الاتصالات المعلنة والرسمية، تقع فيه قيادات من “جبهة العدالة والتنمية” نفسُها، وبعلم الشيخ جاب الله ذاته، عندما تلتقي – سرًّا – وبدون علم المعارضة ولا مصارحة الرأي العام، مع هذه القوى غير الدستورية (شقيق الرئيس السابق في أكثر من مرّة وباعتراف المعني ذاتُه)، ومع رأس الدولة العميقة، ومع الوزير الأول الأسبق (عبد المالك سلال)، بل وحتى مع ممثل عن “بدوي”، أثناء تشكيله للحكومة الأخيرة – المرفوضة شعبيًّا – بعد الحراك الشعبي.”
وأضاف حمداوش يقول ” لقد توجّهنا بمبادرة التوافق الوطني إلى كلّ مؤسسات الدولة – ومنها الرئاسة، وإلى كلّ مكوّنات الطبقة السياسية – موالاة ومعارضة – وإلى المجتمع المدني والشخصيات الوطنية، ضمن مشروع وطني معلن ومكتوب وموزّع، وأنّ لقاءنا مع مَن يُعتبر الآن من القوى غير الدستورية، كان ضمن سلطة الأمر الواقع، التي كان يذعن لها الجميع، وتتعامل معها جميع الأطراف (مؤسسات رسمية وحزبية ومجتمعية وإعلامية ودولية)، بل إنّ وثيقة مازفران للمعارضة مجتمعة كانت تنصّ على الحلّ التوافقي المتفاوض عليه معها”.
وأشار القيادي الحزبي إلى أن موضوع الاتصالات هو “مشروع التوافق الوطني”، وليس مفاوضات حزبية لصالح الحركة (وذلك مهما كان رأي جاب الله وبن خلاف في المشروع).، مضيفا “علمًا أن ذلك المشروع قد وضعنا له شروطا وطنية، ومنها: موافقة جميع مؤسسات الدولة عليه، حتى لا يكون ضمن صراع الأجنحة، وأن تشارك فيه المعارضة دون إقصاء أحد، إلا من أقصى نفسه.
محمد بوضياف
لا يمكن أن نرى الأحزاب الإسلامية في مراكز تسمح لها بالتأثير
اعتبر المحلل السياسي محمد بوضياف أن الأحزاب الإسلامية تعيش حالة من التشتت والضعف بسبب الصراعات والانشقاقات المتكررة التي عرفتها، موضحا أنه بعد حالة التشتت الذي مس أغلب الأحزاب الإسلامية أصبحت مطمعا لأجنحة السلطة.
أكد محمد بوضياف في تصريح “للوسط” أنه لا يمكن بالمعطيات الحالية رؤية الأحزاب الإسلامية في مراكز تسمح لها بالتأثير، معتبرا بأنه بالإضافة الى ضعف مردودها الاجتماعي المعهود، فهي عبارة عن اصوات من هنا او هناك لا تملأ الفراغ الذي يطبع الساحة على حد تعبيره .
وقال المتحدث “الأحزاب الاسلامية بعد موجة الانشقاقات التي مستها تبدوا وكأنها خارج اللعبة، فهي اقليميا غير مرغوب فيها الا بالقدر الذي يستغله النظام للمساومة، كما أن تنازع الإسلاميين كقوة متجذرة في المجتمع اذهب بريقهم واضعف مردوديتهم”
و اتهم المتحدث أطرافا بمحاولة استغلال الأحزاب الإسلامية كوقود حرب لقلب الطاولة على السلطة، ورياق لمشاركة الأخر حد تعبيره ،مضيفا في ذات الصدد” صحيح أن لكل مبرراته واستراتيجيته سواء في تأكيد قوته وحظوره السياسي بالنسبة للبعض او لترقية التواجد والتجذر أكثر للبعض الاخر لكنهم في المحصلة رهينة للعبة أكبر منهم كلهم ، وقد تجرهم مغامراتهم الى المزيد من الضعف بسبب التصريحات المتناقضة والمضطربة التي ميزت خرجاتهم الاعلامية وتيههم في الغموض الذي يطبع المشهد السياسي