بعيدا على أن حجم الفاتورة التي دفعتها غزة الصمود بلغت سقفا من التضحية لم تبلغه أي حرب، إلا أن الثابت أن غزة انتصرت نيابة على أمة خانعة، ارتبط وجودها بالتبعية والعمالة والخيانة، ودليل انتصار تلك الرقعة الجغرافية التي رفع صمودها أسهم الأمة العربية، أن حكومة الكيان الصهيوني، ممثلة في جزارها نتنياهو، هي من تبحث اليوم على مخرج من المستنقع ومن وراء بحثها ذلك، أمريكا ذاتها، والتي أصبحت اليوم، أكثر المهرولين باتجاه أي مبادرة سلم تحفظ لها ولإسرائيل ماء وجههما، بعد أن تحولت حربهما إلى نكسة إنسانية لا يختلف عليها اثنان.
أخر الأخبار المسربة، أن إدارة البيت الـأبيض، ضاقت ذرعا باستمرار حرب قذرة، استنزفت مكانتها، كما أن تداعياتها تهدد نسيجها الاجتماعي، وهو ما دفعها لفتح باب لسلام مع حماس، بحثا عن خطة خروج للمستنقع، فمن خلال ما تسرب من مفاوضات تقودها إمارة قطر، لوقف الحرب، فإن النتيجة، أن المقاومة انتصرت وأن المهزوم والمنكسر ليس إلا تحالف دولي شيطاني، انتهى أمره إلى البحث عن مخرج بأي طريقة كانت..
المشكلة الوحيدة في انتصار غزة على قوى الشر، أن بعض ممالك الخنوع، دخلت على الخط وبدلا من الاستثمار في انتصار غزة، راحت تساوم المقاومة على الاستسلام، وهي الضريبة التي يراد لها أن تختم الملحمة، لكن مقاومة الرجال، أنهت زمن وساطة العمالة، والتفاوض اليوم، عنوانه الندية، لا الاستسلام، ومجمل القول، أن غزة انتصرت ليس فقط على الكيان وأمريكا وأوربا ولكن على خونة الأمة من حكام الخنوع والذل العربيين.