في رسالته الموجهة لدول عدم الانحياز وذلك في المؤتمر الذي حضره الوزير الأول بن عبد الرحمن نيابة عن الرئيس، اختار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن يذكر الحضور بأن مبدأ عدم الانحياز يتجاوز مفهوم الوقوف في منتصف الأشياء إلى التأثير الإيجابي والمساهمة في تفكيك الألغام الدولية وذلك دون الانحياز لضفة ضد أخرى، حيث “عدم الانحياز” في التصور الحالي، ليست الاستقالة بحجة الحياد ولكن المتوقع المؤثر لتقريب وجهات النظر وطرح البدائل لوقف أي مواجهة أو انزلاق دولي في عالم أصبح بمثابة “القرية” حيث لا يوجد حياد في عالم اليوم ولكن عدم انحياز يؤطر للخروج من الانسدادات الدولية التي قد تحدث في صراع عنوانه “المصالح” والبقاء للأقوى..
رئيس الجمهورية وفي رسالته الموجهة لدول عدم الانحياز، استشهد بالصراع الروسي الأوكراني وما أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية من اختلال في العلاقات الدولية وخاصة بعد انقسام العالم إلى ضفتين، ضفة مع المعسكر الغربي وأخرى مع المعسكر الشرقي ممثلا في روسيا والصين، وهنا ووسط ثنائية الصراع فإن دول عدم الانحياز، ليست الحياد ولكنها الكفة والضفة التي تصنع التوازن وتقرب وجهات النظر لوقف الانفجار العالمي وخاصة مع كابوس التأجيج والتلويح بحرب عالمية يمكنها أن تأكل الأخضر واليابس..
ما هو ثابت في تدخل رئيس الجمهورية أن الجزائر لن تدخر جهدا وذلك من خلال دول عدم الانحياز من السعي لإمالة كفة السلام العالمي والتوسط بين الأطراف المتنازعة، كون الجزائر لا تنحاز إلا لعالم مستقر ومتعايش وآمن، والمهم في الرسالة، أن عدم الانحياز لا يعني منتصف الأشياء ولكن قوة التأثير دون المتوقعمع ضفة ضد أخرى وذاك هو الهدف والمبتغى، حيث استقلالية القرار تكمن في دور الوساطة الإيجابية وعدم “الاحتواء”.