
أشرف رئيس المرصد الوطني للمجتمع الـمدني نور الدين بن براهم بالتنسيق مع وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق و بمشاركة الهيئة الوطنية لترقية الصحة و تطوير البحث،في إطار احياء الذكرى الحادية والستين (61) لعيد الاستقلال على فعاليات الندوة التاريخية حول شخصية الأمير عبد القادر الجزائري، تحت عنوان “الجانب الإنساني في تعامل وسياسة الأمير عبد القادر”.
و سلط الضوء الخبراء من خلال مداخلتهم على مساهمة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، المقدمة للإنسانية، بحيث يعتبر اليوم الأمير عبد القادر كمؤسس للقانون الدولي الإنساني، و كان خلال القرن التاسع عشر أول من استخدم مصطلح الإنسانية والقانون الإنساني في مراسلاته، كما تحدث عن “حق الإنسان الكرامة والحفاظ على تلك الكرامة، كما أنه أظهر خلال سبعة عشر عاما من الجهاد ضد قوات الاحتلال الفرنسي صفات إنسانية استثنائية في عصره، وسن اللوائح الخاصة بحماية السجناء وإسعاف الجرحى، وفرض عقوبات على المخالفين، وتجسدت أعماله في المجال الإنساني طوال مرحلة الحرب ضد الغزاة،و
لعل في هذه الصفات ما نجده بارزا في شخصية الأمير، باقتفاء أثر القيم الإنسانية، وهو ما ترسمه مساعيه الحثيثة طوال مسيرة حياته.
أكد وزير المجاهدين ربيقة في كلمة قراءها بالنيابة عنها ممثل وزارة المجاهدين على أن شخصية الأمير عبد القادر بن محي عالمية الإشعاع، نموذجا فريدا بجهـوده الانسانية التي شكلت مصدر الهام للعديد من الشعوب ناهيك عن مواقفه المتميزة التي اصبحت مرجعا اليوم في التأسيس للقانون الدولي الإنساني ناهيك عن اسهاماته العلمية والسياسية على اعتبار انه مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة.
وشدد الوزير على أن الشـخصـية التاريخية للأمير عبد القادر حظيت بالعناية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال زيارته الأخيرة لفيدرالية روسيا بتدشين نصـب تذكاري وسط مدينة موسكو، يخلد نضـاله ودوره في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860م.
وأشار المسؤول الأول في القطاع إلى أن القطاع عكف بمناسبة ستينية الاستقلال على تثمين مآثر المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وأحداث ثورة التحرير الوطني، وذلك بتسجيل وتجسيد عديد المشاريع والعمليات بالتنسيق مع مختلف قطاعات الدولة والهيئات والمؤسسات الرسمية، وجمعيات المجتمع المدني، للعنايةبـالـذاكرة التاريخية، من خلال طبع وإعـادة طبع الكتـبالتاريخية، انتاج أشـرطة سـمعية بصــرية وأفلام روائية،
وفي سياق متصل، قال ربيقة:” الجزائر أهدت للعالم شـخصـية عظيمة هي شخصية الفارس الأمير عبد القادر وتجلت عظمتها في سـمو ورعه ونبل أخلاقه ، وكمال إنسـانيته، وعبقرية قيادية نالت إعجاب العدو قبل الصديق، كان الأمير عبد القادر الجزائري يؤمن بالتسامح الديني وهو أول من أرسى قواعد القانون الدولي الإنساني، وأول من بادربتدوينه خاصة في مجال حماية أسـرى الحرب، حيث سعى الأمير عبد القادر المتشبع بأحكام الدين الإسلامي الحنيف في التأسيس لأنسـنة الحرب، رغم ويلاتها ومآسيها لم يرتكب ما يسيئ للأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة ، وسجل لنا التاريخ امثلة عن معاملاته الإنسانية.
أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني نور بن الدين بن براهم في كلمة له خلال اللقاء أن المرصد منخرط في تعزيز الهوية الوطنية و تحقيق المواطنة، مشيرا إلى أن المقاربة الجديدة التي تم اعتمادها في المرصد تهدف تعزيز الامتزاج المتكامل بين فعاليات المجتمع المدني و الكفاءات العلمية كتحدي فرض نفسه لإبراز الكفاءات المحلية و ايصال الرسالة المطلوبة لبناء منظومة حوكمية قيادية تستند في معالمها على رموز وطنية لعل أهمها الأمير عبد القادر الذي يعد شخصية جزائرية بصدى عالمي.
تغطية: إيمان لواس