بقلم: صالح عوض
للأوطان كما الأشخاص هوية، وأبعاد للشخصية، ومجال حيوي، فلا تتشابه الأوطان، كما لا يتشابه الأشخاص.. نعم تتكامل كما يتكاملون، ولكن مع بقاء التنوع، ليزيد المشهد الإنساني جمالا وإبداعا، ولقد استطاع الجزائريون على مر تاريخهم أن ينحتوا بفعلهم الفذ شخصية وطنهم ويفعّلوا أبعاد الوطن ويتفاعلوا بموقعه الجيواستراتيجي ويتحركوا بجدية والتزام تاريخي في مجالهم الحيوي..
عبثا يفعل نفر من الناس عندما يطرح على بلد هو الجزائر أسئلة وجودية تتعلق بالهوية وأبعادها ومجالها الحيوي.. فالموضوع محسوم، وأصبح كواحدة من مسلمات الكون الثابتة الراسخة فالجزائر عربية إسلامية الانتماء والهوية، ومجالها الحيوي في دائرتها العربية وقارتها الإفريقية.
مغفلون من يظنون ان الأوطان تخرج من جلدها ومزاجها وطبيعة تكوينها النفسي بمجرد ان يصيب الوهن أبناءها فتهيمن على المشهد اللحظة الراهنة كما ظن الوالي الفرنسي في 1930 في الذكرى المئوية للحملة الاستعمارية الفرنسية: “نحتفل اليوم بموت الإسلام في الجزائر”.. او كما يظن بعض المنسلخين من تاريخ شعبهم وضمير وطنهم فيلقون حبالهم على المشجب الفرنسي والأجنبي ظانين أنهم يستطيعون بأكفهم إيقاف نهر التاريخ العرم..
في هذه الإشارات لعناصر شخصية الجزائر وأبعادها تتضح ضرورة الفصل عند الحديث المنهجي بين ثلاث مصطلحات: الشخصية، أبعادها، دورها. وليس فقط من باب الجهل يصار إلى خلط هذه المفاهيم واستبدال بعضها ببعض، إنما يتم ذلك لطمس معالم الشخصية في محاولة من تلك التي يحاولها الآخرون تمهيداً لجعلها ممزقة بين أبعادها أو منحازة لأحد أبعادها متخلية عن شخصيتها الأمر الذي ينتهي بفقدانها دورها ومن ثم ضياعها في خضم الصراعات الإقليمية والدولية.. لقد سبق هذا المقال مقال آخر تحدثنا فيه عن الدور الحضاري من واقع عبقرية موقعها الجغرافي.
الشخصية والهوية:
أجل لقد صبت في الجزائر حضارات مختلفة تحمل أعراقاً بشرية شتى بثقافات متباينة من الفينيقية والزنجية والعربية والإسلامية والرومانية.. ولم يستقر في أحشاء هذه الجغرافيا إلا عناصر تكوين الشخصية العربية الإسلامية، وهنا نقترب من تحديد الجيروسكوب الذي يحفظ على الجزائر توازنها في خضم تلك الأبعاد، إنه بكل جلاء انتماؤها الذي يقاوم شد تلك الأبعاد وضغطها.. إنه عروبة الجزائر وإسلامها، فهو وحده الذي حفظها من دوار الجغرافيا.. فعلى مدار خمسة عشر قرناً هي عمر هذا الانتماء مرت بالجزائر محاولات ضخمة لتنصيرها وتغريب ثقافة أهلها ولسانهم من الحملات الإسبانية إلى الحملة الفرنسية الضخمة التي استمرت قرابة القرن وثلث القرن.. حيث ظن الفرنسيون انهم تمكنوا من السيطرة على كل شيء و لقد حاربوا في شخصية الجزائر كل عناصرها وحاولوا إخراجها عن مسيرتها الإنسانية ورسالتها الحضارية.. و بعد قرن من العمل الدءوب والمنظم وصل إلى أن يتسرب إلى الذهن الاستعماري ان الإسلام مات في الجزائر كما قال الوالي الفرنسي في احتفال جمعت له فرق فنية ومجموعات من المثقفين الغربيين والمتغربين.. ولم يحتج الأمر سوى صرخة يطلقها رجل طاهر أدرك شخصية الجزائر فانفلت ينفخ فيها الروح وإذا بالأعوام القليلة تعيد للجزائر اتزانها وحيويتها بتميزها الحضاري واستقلال هويتها فتلفظ الأجنبي وكذلك كانت صرخة الأستاذ الرئيس ابن باديس:
شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله أو قال مات فقد كذب
أو رام إدماجاً له رام المحال من الطلب
إن اختلال التاريخ تحت وطأة أبعاد الجغرافيا لن يصححه إلا انتماء الجزائر: شخصية الجزائر.. ولا يظن عاقل قط أن أي محاولة لشد الجزائر إلى أحد أبعادها الجغرافية كأن يكون مثلاً البعد الأوروبي الفرنسي الأمريكي، أو البعد المتوسطي، أو البعد الإفريقي، ستنجح لأن ذلك ببساطة ضد شخصية الجزائر.
إن الجزائر بهذه الشخصية ليست حافظة لتوازنها فقط إنما حافظة لتوازن محيطها العربي والإسلامي (تونس، المغرب، موريتانيا، ليبيا، مالي..) وإنها كذلك محددة لهذه المنطقة دورها الحضاري الذي سيختلف عن الدور الحضاري لمصر مثلاً أو الدور الحضاري للعراق وذلك نتيجة تعامل جسمها وكيانها على خطوط الأبعاد الثلاثة التي لا تتطابق مع أبعاد مصر أو العراق فلكل بلد مركزي أبعاده وان اشترك الجميع في المصير والواقع بشكل عام.. مع أن كل واحدة من هذه النماذج الثلاثة تعبر عن التكثيف العالي للشخصية العربية الإسلامية والتي لا تفصل الإسلام عن العروبة وكل منها يعالج نوعا خطيرا من أنواع التحدي للعالمية الإسلامية الثانية.. ولعله من الواضح أيضاً أن هذه النماذج الثلاثة تجمع كل أبعاد الشخصية العربية الإسلامية في تحديها الحضاري. وفي شخصية الجزائر تشترك المذاهب الإسلامية والتي تمثل المالكية أكثرها انتشاراً لتعطي لوناً لهذه الشخصية. كما يشترك من جاؤوا إلى هذه الديار قبل الفتح ومن جاؤوا بعده في ظل امتزاجهم بالمصاهرة والحياة المشتركة تحت راية واحدة بدور واحد في تكوين الشخصية الجزائرية العربية الإسلامية.
وعلى هذا فتكون أي محاولة لإحداث أي شيء خارج وحدة تجانسها وجوهر شخصيتها من قبيل التكتلات او المذاهب في الجزائر إنما هو عبارة عن جزر انعزالية قد تؤذي دور الجزائر لوقت ما.. لكنه محكوم عليها مسبقاً بالاندثار لأن ذلك محض شذوذ تاريخي عارض يقع خارج سياق حركة التاريخ.
الأبعاد الإستراتيجية
ولأن الساحل الجزائري ـ والذي يمكن أن يشمل ساحل تونس ـ هو الساحل الأكثر بروزاً لأكثر من دولة على شمال المتوسط والأكثر إثارة واحتكاكاً به، فإن انتصاره أو انكساره يظل حاسماً في نتائج الصراع على كل محيطه الحضاري “الوطن العربي والعالم الإسلامي” وهكذا تتضح أبعاد الجزائر الرئيسية: البعد الإفريقي وهو بعد ثقافي يتطلب من الجزائر حضوراً على مستوى الثقافة والرسالة محمياً بالقوة الأمنية أحياناً محققاً إيجاد معبر لفضاء اقتصادي.. البعد الأوروبي الغربي: وهو بعد أمني تكنولوجي يتطلب من الجزائر إعداداً متواصلاً يقظاً على الصعيد الأمني والتقني لحماية جملة المصالح الإستراتيجية الاقتصادية والثقافية.. والبعد المتوسطي: وهو بعد اقتصادي يتطلب من الجزائر إدارة تجارة دولية على مستوى ضفتي المتوسط محمية بالقوة أحياناً وحاملة للثقافة كذلك ومجسدة للسيادة والمصلحة الوطنية.
هكذا كانت هذه الأبعاد تفعل فعلها بالجزائر عبر القرون المتتالية حيث لم تعرف استقراراً في الوجهة وتحديد الدور والشخصية إلا بعد أن جاء الإسلام وأحدث انقلاباً جذرياً في دورها حيث كانت دولة العرب الإسلامية هي أول فصل في جغرافيا التحرير ليس على المستوى العقائدي فحسب بل على المستوى السياسي أيضاً حيث حطمت القوى الدولية الغاشمة وأعطت لكل مكان دوره المميز المبدع في خريطة العالمية الإسلامية الأولى.
هذه هي الجزائر وهذه هي أبعادها.. حقيقة أكبر من التحديات الخارجية، وأعظم من الارتباك الداخلي..فبعد الفوضى التي مرت بها سنوات من القهر والإرهاب وسنوات من المسايرة والمهادنة هاهي تسير نحو الجودي كما استقرت بعد كل زلزال توحد ذاتها مع رسالتها عاملة على خطوط أبعادها باتزان.. وهنا يأتي الحديث عن دورها الحضاري الذي يرشحه المكان والثقافة..
ملاحظات مهمة:
الملاحظة الأولى على أبعاد الجزائر في محيطها العربي ليست فقط رأس حربة وخندقا أماميا في مواجهة الحملات العدوانية او إدارة العلاقات الإقليمية والدولية بل هي تمتلك إشعاعا حضاريا يتجسد في تراكم الكفاح عبر عديد من القرون وما ولده من قيمة نفسية للانتصار على الاستعمار ومعرفة دقيقة لنفسيته.. من هنا يصبح العرب بشكل خاص والمسلمون بشكل عام يتنفسون وعيهم وروحهم المعنوية من رئة الجزائر وبصيرتها واقتدارها.
الملاحظة الأخرى، حول محاولة البعض تقييد الجزائر في الإطار المغاربي.. أن الجزائر ـ وإن كانت زعيمة المنطقة ـ فبطبعها ترفض أن توضع في حيز مكاني يحد من دورها ويعبث بترتيبات شخصيتها.. مؤكدة مجدداً عدم إمكانية استحداث إطار يحدد بشكل نهائي شخصية بديلة لشخصيتها.. و تظل محاولة إنشاء إطار ضيق مرفوضة من الجغرافيا وما فيها من مكنون قيمي وما عليها من تاريخ ملهم للأجيال.. وان كانت الجزائر تستقبل هذا الإطار في سياق انتمائها الأكبر العربي الإسلامي فالجزائر وخلال قرون عديدة أثبتت حضورها الفاعل في الأندلس وتأخيرها لسقوطه أربعة قرون كما أثبتته في قضايا الجزء الآخر من الوطن العربي “المشرق العربي” حتى أصبحت دولة مواجهة للكيان الصهيوني و منهمكة في قضايا الأمن القومي العربي جملة.. بل لعلها هي الأقرب للقضية الفلسطينية قضية العرب المركزية رغم بعدها الجغرافي وهنا تظهر مهمات البعد الحضاري ودوره في تشكيل القضايا.
لقد كانت هذه المنطقة مرشحة باستمرار للتوتر فيما حولها وأحياناً ينعكس التوتر الخارجي إلى توتر داخلي وذلك بفعل شد أبعادها وضغطها وبفعل نفاذية المنطقة واستعصائها على الابتلاع.
المجال الحيوي:
تصر الجزائر بضميرها الجمعي وبحسها التاريخي ان تملي على الساسة والمثقفين والأحزاب عقيدتها السياسية في مواقفها في مجالها الحيوي.. فعندما لاتتردد الجزائر عن إعلان أن فلسطين فوق الحسابات فان هذا بلا شك يحرر الجزائر من قيود الحسابات الإقليمية الضيقة وينقل الجزائر إلى لب الهم العربي وجوهر قضاياه.. ولم يتوقف الموضوع عند حدود الضمير والحس بل تمت ترجمته بجلاء عندما أعلنت الجزائر وقوفها الكامل مع فلسطين وكفاحها في أي حالة كانت فلسطين ظالمة آو مظلومة.. وفصّلت هذه الترجمة الى مد الشعب الفلسطيني وثورته بكل ما وفر لتحرير القرار الفلسطيني من سطوة حكام مفرطين، وانتزعت الجزائر قرارات عربية ودولية لصالح فلسطين فكانت هي بحق الراعي الأمين للثورة الفلسطينية.. ويتفرع من هذا الموقف الكبير مواقفها من كل مقاومة ضد الكيان الصهيوني وموقفها في دعم دول المواجهة بالرجال والسلاح والمال والموقف السياسي.. وهذا النهج أتاح للجزائر حضورا قويا ورائدا في تركيب المشهد العربي في مواجهة التحديات..
وبعد تسونامي الربيع العربي الذي أسقط عواصم وعصف بمجتمعات أصبح على الجزائر مواجهة تحديات إقليمية وغربية ناتجة عنه.. والموقف هنا لا يتحرك فقط في دائرة الواجب الأخلاقي والقيمي بل يمتد إلى جوانب المصلحة الأمنية الإستراتيجية للجزائر بعد أن أصبح الجوار ساحة للاقتتال بين أبناء البلد وفق دفع من القوى الأجنبية وبعض الدول الإقليمية لتعفين المشهد مما جلب إلى ساحة الاقتتال أجهزة أمن دولية وصهيونية بالجوار من حدود الجزائر..
وإن خطوات الجزائر نحو الانفكاك من التبعية الاقتصادية والثقافية لفرنسا وانفتاحها على كل الفرص الممكنة لتطوير الاقتصاد وتنوع مصادر التجارة يفرض حالة من الانتباه إلى أن ذلك لن يقابل بترحاب فرنسي.. مما يمنح صانع القرار فرصة ضبط إيقاع الداخل وتوجيهه لقضيته الوطنية بوضوح وشفافية مدعوما من إعلام مسئول، و تدبر الجوار على أنه يمكن أن يكون أحد جوانب الخطورة كما أنه يمكن أن يكون واقيا أمنيا ومجالا حقيقيا لخطط اقتصادية ومشاريع تنمية تنهض بالمنطقة.
إن أوضاع تونس وليبيا بشكل مستعجل أصبحت في دائرة التحدي، لأن هذين البلدين في عمق المجال الحيوي للجزائر، وهما دوما تحت حماية حقيقية ومعنوية من الجزائر منذ كان السنوسيون الجزائريون يتصدون للاستعمار الايطالي في ليبيا، ومنذ كانت الثورة الجزائرية قوة حقيقية لدعم أحرار تونس لطرد الوجود الفرنسي.
الجزائر بلد مواجهات مستمرة ضد المستعمرين و قد أورث هذا في صانع القرار السياسي الجزائري حكمة بالغة ملخصة، وإدارة للسياسة الخارجية متميزة، ويشهد العدو والصديق على سلامة الخط السياسي للدولة الجزائرية في التعامل مع القضايا الخارجية المبني على أسس لا يحيد عنها: تعزز حقوق الشعوب في تقرير المصير وترفض التدخل في شئون الدول الداخلية مما جنب البلد خسائر مجانية وجعلها في منأى عن مواجهات عبثية،
سيستمر تحرك الجزائر في القضية الفلسطينية أي الحضور في قلب العرب وحول المسجد الأقصى حيث تبوءوا موقع الدفاع عن القدس من باب المغاربة.. و للجزائر حضورها أيضا في أمن الإقليم وسلامته واستقراره وهذه مجالات حيوية للدولة الجزائرية تمنحها دور الصدارة والريادة في الوطن العربي وإفريقيا لإعادة ترتيب الأوضاع وتقويتها وتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها الإقليم في أقرب وقت.. والله غالب على أمره.
من الواضح انك نسيت ان الجزائر ارض الحضارة النوميدية ، انت تجهل تاريخ الجزائر فكيف تتحدث عن البعد الهوياتي للجزائر ذات التأسيس الصنهاجي الأمازيغي ، يعد معركة الاشراف التي وقعت في واد الشلف و التي قتل فيها اشراف العرب على يد جيش ميسرة المدغري تأسست المماليك الأمازيغية الإسلامية في شمال افريقيا ، لما لم تكن تلك المماليك عربية التوجه مثلما تقول ، العروبة قرار سياسي جاء اولا على لسان نابليون بونابرت إبان احتلال الجزائر
اتمنى ان تهتم بشؤون بلدك ولا دخل لك فينا يا شرار الارض
بدل الحديث عن هوية الجزائر والتي فصل فيها علم الجينات أنها أمازيغية بأمتياز نرجو أن تلفت للحديث عن وطنك فلسطين الذي تم تهويده بالكامل …
ماذا فعلت هذه العروبة المقيتة لتحرير فلسطين، وانت تعلم علم اليقين انها من باعتها للصهاينة جل من فيها عملاء بالسر و العلن.
على قول الامازغي بن خلدون ،عربت قضية فلسطين فخربت.
تتحدث بالعروبة البعثية الناصرية وهي عندنا كعفطة عنزة لاقيمة لها ،سليلة عروبة بني أمية قتالي ولدي الرسول. عروبة إصطنعتها لكم بني صهيون مسرحا تؤدون فيه دور الزعماء وما انتم كذلك عروية للتنديدات والشجب والنواح.
مالنا والعرب تتحدث عن الجزائر التي تراها في سلطة ما الرتضيناها مذ خرج اسياد هته السلطة.
الجزائر في الاوراس و جرجرة و شنوة و ميزاب و الهڨار. اذهب هاهناك وانظر ان وجدت عروبة.
كان من الاجدر الاهتمام بتحرير فلسطين
كان لك من الأجدر اجراء المصالحة بين فتح وحماس
كان لك من حماية فلسطين من المد الشيعي والتواطؤ الداخلي
كان لك من الأجدر اخماد الفتنة في فلسطين وليس نقلها الى الجزائر
#بقلم الأستاذ الجامعي والصحفي مصطفى كساسي
Mustapha Kessaci
عوضك الله صالحاً يا (صالح) عوض !
ليست هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها السيد عوض في صالحة لا تعينه، و لولا أن تدخله تجاوز الصلاحيات لقلنا أنه يريد إصلاح ذات البين، لكن الواضح أنه لازال على العهد مع المصالح الضيقة التي لو صلحت لخدمت مصالح فلسطين قبل خدمة مصالح العرب و مصالح الجزائريين، كان على صالح أن يعوّض خيرًا و لا يقوض أمرًا لن يعوضه ما فُقد بسبب تبني أمثاله قضايا لا تعنيهم مقابل الغفلة عن جوهر القضية الأساس فصلًا، لأنه كما العديد يدافع عن كيانه الشخصي قولاً بإستغلال قضية الأرض الطاهرة التي لم يجرأ الدفاع عنها فعلا، ليعوض الفعل بالوعض خدمة لمصالح البعض التي لم تكن يوما سلاحا لتحرير الأرض بقدر ما كانت وسيلة إسترزاقٍ محض بيعت من خلالها القضية الإنسانية و ما البائع إلاّ تجار الدين و القومية الذين رهنوا فلسطين باسم فلسطين، تارة لدويلة و أخرى لحركة، حتى فقدنا حلم الدولة من كثرة ” الحركى”.
من أنت لتقول ما قلت، عسى ماقلته يظهرُ من أنت !
لو تتحدث كمختص في التاريخ، قدم لنا الشواهد و الشهادات، الوثائق و المستندات، و تفادى إستعمال الأنا و الذات، معوضا إياها بالمنهجية العلمية و المقاربة التقريبية، لكنك لست بمؤرخ بالعلم بقدر ما أنت مؤرخ بالبلاغة، لتُظهر أنك لست مٌظهرا للتاريخ بقدر إخفائك للذاكرة الجماعية على حساب الذكرى الزائفة بشعارات مسممة و مفرقة العقول و لو كان ظاهرها وحدةُ لمّاعة !
لو تتحدث كمختص في القانون و الدستور، قدم لنا النظريات و المرجعيات و معارف الأمور، لكنك تريد أن تخوض معارك بالوكالة و التستر على الأمور، متجاوزًا كل الأعراف و أخلاقيات الأشراف واقعا في المحظور!
لكنك سيدي تنطق بالأيديولوجيا، و هي منطق الفكر ذي اللامنطق، الذي ينفي أفكار المنطق حول المنطقة التي فتحت لك أبوابها، مستغلًا خلفية سياسية قصيرة و مقصورة لتقدم إدعاءات من الحقيقة مبتورة، ألم تجد من القرآن كلمة حقٍ تصدحُ بها أو سورة، أم أنك تستغل دين الحق من غير حقٍ لتكون للباطل ناصرًا لا بالحجة منصورا، كنت تستطيع يا سيدي أن تتحدث كجزائري، نعم كجزائري، لأن الجزائر كانت قبلة الخلق من كل أنحاء المعمورة،مابالك من كانت جناحهم مكسورة، ممن وقفنا معهم و لازلنا أجساداً وصدورا، لكنك لم تحترم حرمة الديار، بهدمك أعمدة الإعمار، و حفرك حفر الدمار، مدنساً ثوابتنا المتعايشة و لاعبا على التفرقة بين الأوتار.
كيف لإمرأ تجرّع مرارة الإقصاء من الحق في وطنه، أن يتلذذ بإقصاء غيره من أوطانهم، و يستكثر عنهم حقهم في العيش و التعايش، هل هي متوازنة الضحية الذي يقلد الجلاد؟ كيف لفرد منبعهُ أرض الديانات و البشرية، يدعي الدفاع عن القضية أن ينكر على الآخرين( في عقر ديارهم) حقهم في الدفاع على قضاياهم، رغم أن كل القضايا مقصدها الحياة لا الفناء، لهذه الدرجة تريد لنفسك الحياة و لغيرك الفناء، و هو الذي أطعمك و سقاك من نفس الإناء!
ألم تمل من تقديم دروس حول النضال في المواقع، عوض النضال في الواقع، كم من شهيد في الضفتين و سجين و معذب بالمواجع، و أنت رحالة من ديكتاتورية لأخرى تُضاجع، أين أنت من شعوب البلدان العربية في نضالها ضد حكام الغدر باسم القومية تارة و تارة أخرى باستغلال التعاليم الدينية، لم تتحرك يوما ضد الرؤساء و السلاطين الذين باعو فلسطين، لأنك تميل دائما للفئة القوية، لتأتينا اليوم محددا لنا قوام الهوية، من أنت لتحدد لنا معالم الثوابت، من غير كونك متغيراً مسلوب و سالب، من أنت لتزرع بيننا الشقاق و تحدد المغلوب و الغالب، تقف بالأباطيل مع بعض بني جلدتنا ضد بعضها الآخر، و يقف بالمشاعر بعض بني جلدتنا معك ضد بعضنا الآخر، لكن بعضنا سيتعرف يوما على بعضنا لنصبح الكّل و تبقى أنت الآخر، أي قانون يطبق عليك ؟ قانون إثارة النعرات العنصرية و الدفع نحو الكراهية، أم قانون التدخل في شؤون وطنية! لا هذا و لا ذاك من أخلاقنا رغم تراكم سقطات الضيف الأخلاقية.
إن تعثرك في الجغرافيا، سيدي، جعلك خارج التاريخ، فطوال إنتظارك لغيرك ليرسم لك حدود الحرية، تماديت حدود الحرية في غير مقامك، و لم تنل شرف الحرية عندك و لا شرف الإحترام عند غيرك. و الحقيقة تقال، أنت أكثر ضررًا و أقل نفعًا للقضية الفلسطينية لأنك لم تجعل منها القضية بل صنعت منها قضايا هامشية و حروب وهمية أنستك مقصد الحرية، لأنك زينتها بوهم القومية، عوض موضع الحق في العيش و الإنسانية، لكن حقدك و جهلك و إحتقارك و نكرانك لأرضنا، لن يغنينا على الوقوف مع حق الشعب الفلسطيني بإختلاف مشاربه بإستعادة أرضه وصون عرضه لأنَّا لم نعوض يومًا الصالح من قضايانا بالمضرّ بقضايا الغير، فليعوضك الله صالحاً يا صالح عوض !
ملاحظة: يمكن أن نعوض كل هذه اللباقة، بجملة واحدة : واش دخلك ؟؟
مصطفى كساسي.
من تدخل فيما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه?
روح حرر بلادك اذا كنت رجل اما الجزاير عندها ولادها الاحرار لي على بالهم بما ينفعها و ما يضرها?
على مصالح الأمن المختصة أن تحقق في من يقف وراء الصحفي الأجنبي (صالح عوض)، و من يموله والأطراف المتواطئة معه داخليا وكشف مخططهم.
على الدولة وقف جريدة الوسط وفقا لقانون 2020 حول نشر الكراهية والفتنة
إن لم تستح فقل ما شئت.
أصبحنا نأخذ دروسا عن التاريخ و الجيو سياسية من أي كان.
كرم الضيافة الذي استفدت منه لا يجب أن يُنسيك واجب التحفظ. نحن أدرى بأصلنا و فصلنا و لا حاجة لنا لأي كان ليورينا من نحن.
نعود إليك انت… فإذا تنتظر الجزائر لتحرر لك أرضك فما عليك سوى ان تراجع نفسك. القضية قضيتك فما عليك سوى التضحية من أجلها.
يا صالح ، أصل و هوية الجزائر الامازيغية لا نقاش فيهما. قلمك الماجور يجب استعماله من أجل قضيتك فهي في حاجة إليه
الامازيغية منقوشة في صخور الطاسيلي و ممتدة في سهول المتيجي و شامخة في جبال جرجرة و الاوراسي و لا تحتاج الاعتراف من الجواري و العبيد ، او ننتضر خير مقال من العبيد
بكونك جاي عندنا ضيف ولاجئ خليك محتوم ولا تتدخل في امور الجزاير. الجزاير امازيغية اولا وقبل كل شي وجاء العرب اثناء الفتح الاسلامي ومن قال قبل ذالك فهو مغفل وشارب بول البعير بكثره…..اذا تريد ان تنكر الهوية الجزائريه الامازيغية فنحن ننكر اي شي اسمه فلسطين. عدل كلامك قبل ان تطردك من الجزاير.
مثل شعبي قديم يقول :
“كحل الرّاس أكويه ولا تداويه”
نزيد عليه “كحل القلب” لِيَصِحَّ وصف
صالح عوض اللي ياكل الغلّة ويسب الملّة.