ثقافة

” صنعة الكتابة وصناعة الرسالة… هي جوهر الكاتب الحقيقي”

الكاتبة الواعدة قومري إنصاف لجريدة الوسط: 

أيقنت وكثيرا بعد تجربتي الروائية الأولى أن الكتابة هي صنعة وجب إتقانها وكم كان جميلا ذلك الحظ حين وجدت الحروف تطل من بين أصابعي تبتسم وكثيرا وأنا أقوم بعجنها و نحتها كتحف فنية أصيلة.

– تنغمس اللحظة في اللحظة ولايعود الوضع محسوبا من الزمن، في ضيافة الكتابة التي تعطينا الفرصة لقراءة حوارات النفس الشيقة مع نفسها… أن تعرف تفاصيل كثيرة لاتستطيع أن تسأل عنها.

– كل صنعة للكتابة هي صناعة لرسالة ما تختلف في مضامينها وتتوحد في أهدافها و أي شيء دونما ذلك هو هامش للكتابة فقط.

 

سيرتي الذاتية: 

 قومري إنصاف من مواليد 22/12/1993 بمستغانم ذات الأصول الأمازيغية.

*متحصلة على ماستر في نظم المعلومات والتكنولوجيات الحديثة.

*رئيسة مصلحة تسيير الأرصدة الوثائقية بالمكتبة الجامعية بمستغانم.

*لي مشاركات في ملتقيات وطنية ودولية حول الوساطة الثقاقية،تنمية المقروئية،ترميم المخطوطات،منهجية البحث العلمي،التنمية المستدامة وتسيير المكتبات.

*متحصلة على شهادة مشاركة في دورة تدريبية كندية حول RDA عن وصف و إتاحة مصادر المعلومات الرقمية.

*عضو منتسب لمركز فاعلون للبحث في الأنتروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية بالجزائر.

*ممثلة مسرحية سابقة (مسرح الطفل).

 

بداياتي مع الكتابة: 

كثيرا مالا تعقد البدايات قرانها مع النهايات فلاتشبهها و لاترتبط بها هكذا كانت الكتابة نهاية لبداية جديدة معي… ليس لي خواطر أبدا في صغري أو محاولات للكتابة الأدبية لكن عقلي كثيرا ماكان يكتب بداخلي قصص و روايات لاتنتهي وعبر.

كانت لي تجربة مع الكتابة العلمية الأكاديمية الممنهجة أكثر من خلال المشاركة الكثيفة في الملتقيات الوطنية و الدولية في مواضيع متنوعة كثيرة.

لمن أقرأ: 

أؤمن أن الكاتب الجيد هو قارئ جيد وإلا لن يكون قادرا على نسج الأفكار و تضمينها المعاني الحقيقية ،حصيلة قرائاتي الواسعة ساعدتني في كل المجالات تقريبا كما ساعدني أن أكون أعلى معدل في كلية العلوم الإجتماعية و الأولى دوما على الدفعة في كل السنوات.

عن روايتي الأولى: 

عنوانها: كاات و كعنوان فرعي لها : النداء الأخير للمسافرين المتوجهين إلى بلد النسيان.

وهي رواية إجتماعية رومانسية ب200 صفحة عن دار المثقف للنشر و التوزيع.

تجربة شعورية فريدة فيها الكثير من المحاكاة والمفارقات تحبس الانفاس ،هكذا كانت رواية كات والتي اختارت لها الكاتبة عنوانا مميزا ينم عن اشياء كثيرة تحدث في كواليس حياتنا هناك مشاهد تستحق ان تكتمل واخرى لا دوما يجب ان نردد كاااات.

تعالج الرواية قضايا كثيرة بداية من الموقف من الوطن خاصة ماحدث في الآونة الأخيرة وكيف اصبحنا نعيش حياة مهددة في وقت ينبغي أن تؤخذ حياتنا محمل الجد.

ايضا الهجرة وكيف تبني شخصية حديدية قوية بعيدا عن الإتكالية ،كيف نتعامل مع غربة النفس التائهة في دروب الحياة.

كيف نخلق فرصا لأنفسنا وكيف نحفر الامل بداخلنا حفراااا ،كيف نصنع القرارات في لحظات الحياة المباغتة التي تفترسنا في إجتياز ساخر للخيبات التي تجر إبتساماتنا في عز حزننا.

المرأة وكيف يجب أن تكون رمزا للقوة، ايضا للضعف الإيجابي الذي يزورنا في فترات ليخبرنا أنه الوقت لنتحرك ونثبت العكس… كذلك الإنتظار يجب أن نتقن الإنتظار وكأننا نعيش على الحافة لكن لن يطول هذا التوجع، التمدد ،لن يبقى هذا الجسد مثقلا بالوجوه والاحداث.

أبعاد الرواية : 

كثيرة هي القضايا التي تحملها رواية ” كاات” بدءا ب: 

البعد الثقافي وماتعكسه تمازج الثقافات مما يجعل النص غنيا 

* هناك حضور بارز للموروث الثقافي نظرا لأن الاحداث في الرواية تدور بين ثلاثة بلدان “الجزائر تركيا ولبنان “ولك أن تتوقع ماتحمله هاته المعالم من جينات التميز من خلال تسليط الضوء على أغاني نوح الشاويات المألومات في إسقاط لوصف ظاهرة الهجرة المشروعة عن الوطن.

في الميل الآخر نجد معالم إسطنبول الساحرة من خلال جماليات المناظر والتاريخ العريق، من خلال الأحداث التي ستكون هناك بإعتبار بطلة العمل قد هاجرت من الجزائر إلى تركيا.

أيضا رقي فن بيروت نظرا لوجود شخصيات أبطال من هناك إستوحيت من فن عائلة الرحباني للموسيقى 

 صورة العالم العربي والحديث عن الأوضاع في دولنا العربية و التي قد رمت بشبابنا إلى بلدان حاضنة بعيدا عن أوطانهم الأصلية سيكون قضية جوهرية.

* اضافة الى البعد السياسي الذي يتجلى في صورة الوطن بين مشاعر الإحتقان وغريزة التعلق وشغف الثأر منه إنها سكيزوفرينيا الموقف إتجاه الوطن لماذا حدث كل ماحدث وكيف حدث الذي حدث.

* هناك أيضا مقاربات سوسيولوجية عن الفتاة التي تهاجر وكيف تتحمل مسؤوليتها وكيف يجب ان تصنع صورة نموذجية.

* فيه بعد فلسفي أيضا من خلال الرؤية الى الحياة بشكل مغاير لما نراه بشكل أعمق وأدق في التفاصيل التي تسكننا وتحركنا وتصنعنا، بالنسبة لي أعشق الجانب الفلسفي المختلف المجنون في تصوير الأشياء.

سنتحدث كذالك ولابد عن الحب كل شيء يحركه الحب ،حب الوطن حب الذات حب النجاح ثم يأتي دور الأفراد او الآخر في حياتنا .كيف يجب أن نتعامل مع الرجل خاصة الشرقي بحكمة وتوازن نظرا لتأثير العلاقات في السلوك السوي للشخص.

 

تصميم الغلاف: 

كان من توقيع المصمم زكرياء رقاب ،أعطيته الفكرة حيث أردت الغلاف غامضا يعكس الشغف الكبير فيها والتفاصيل الشيقة إلى نهايتها ،في وسط الغلاف هناك لوحة الكات وهي تستخدم في كواليس التصوير، نظرا لأن البطلة ستهاجر وحب مخرج أفلام شرقي سيكون الحب هنا غريبا في مشاهده و سينايروه فالبطلة فنانة و البطل مخرج.

 

كلمة أخيرة: 

شكرا كثيرا على المنبر المفتوح و الصدر الرحب ،دوما في خدمة الشباب المبدع و الثقافة ، كلمتي الأخيرة هي سنكون يوما مانريد ولسنا الكلام فقط مانجيد بل زمن الحرف الأصيل سنعيد.

تحياتي الخالصة .شكرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى