أقلام

صَلْمَعة بن قَلْمَعَة

بقلم: الوليد فرج

 

حقيقة العنوان أعلاه هو مثل يضرب لكل متطاول يتجاوز حده أو ظالم يتعدى طوره ، فيظهر على الناس و يثب عليهم  دون أن يعرف قدره ، و جاهلا لمستواه وزنه.

وصدق القائل :

أصـلمعة بن قــلمعة بن فقع

بقــاع ما حــديثك تزدرينـي

 

لقد دافعت الناس عنك حتى

ركبت الرّحل كالجرذ السّمين .

كثير ما يحتد النقاش ، بين فواعل المجتمع ، حول موضوع ، قد يكتسي ببعض الحساسية إذا تعلق الأمر بإدارة الشأن العام أو بسياسة عامة أو بشخصية عمومية .

مما أجمع عليه علماء علم الاجتماع السياسي قديما من (ابن خلدون) إلى العالم (ملحم شاوول) في  زمننا الحاضر أن الشخص العمومي يتميز باستقطاب لا إرادي للعوام فتجدهم في حوله كالفراش حول مصباح النور بغية الاسترزاق و تجد الوصوليين في تودد و تزلف و تلفي المارقين من النطيحة و المتردية و الموقودة و المنخقة و من بها هزال في غدو و رواح، لنيل مآرب شخصية أو تحقيق فوائد مادية أو معنوية .

إن هذه الفئات من الرعاع المتجلببة برداء الثقافة في زمن الرداءة و نظم التفاهة هي من تفسد موضوعات النقاش و تزري بالنضالات بإثارة اللغط و الفوضى في هوامشه ، لذا عشنا كيف نجح المستبد في تمرير سياسته بتجييش الدهماء و استقطابها كلما كان في حاجة إليها وكيف حاول يوم القاعة البيضوية المشؤوم.

و المؤسف إن شرعنة و أخلقة هذه الظواهر التي تمئسست عندنا ، كان باستعمال أشباه المثقفين ، خرجي الكولي كوبي  وطرق أخرى .

إن الترهل الثقافي هو أبشع و أخطر  ترهل ، قد يصيب المجتمع و الدولة ، فلا ينفع معه أي تجميل ، و جلود الثقافة أن تدّلت لا يشدها أي جرّاح تجميلي او مرهم طبي، و لا يُصلِّح المكياج الثقافي ما أفسدته رداءة التكوين و السياسة.

و ما تغذى النظام الفاسد السابق إلا من تفاهتكم و صمتكم و خنوعكم ، فلا تزايدوا علينا ، فنزايد فوق مزايدة المتزايدين ، وتقينوا أن تحييدكم من الفضاءات العامة و مؤسسات الدولة من صميم نضال أصحاب مشروع النهضة الحقيقي . قف .

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى