تشهد ظاهرة الإنتحار استفحالا كبيرا بين مختلف فئات المجتمع على مستوى ولاية البويرة خلال الآونة الأخيرة مست حتى فئة الأطفال والمراهقين ما يستدعي دق ناقوس الخطر من كابوس هذه الظاهرة التي تحصد الأرواح وتخلف أحزانا لدى العائلات البويرية، حيث أحصت مصالح الحماية حسب تصريح المكلف بالإعلام الملازم “يوسف عبدات” ليومية “الوسط” 11 حالة انتحار منذ بداية السنة الجارية 2021 لأشخاص تتراوح اعمارهم ما بين 16 و 64 سنة منهم 3 مراهقين يبلغون 16 سنة آخرها حالتين خلال يومين تتعلق بإمرأة من سور الغزلان تبلغ 58 سنة و مراهق من أولاد راشد في 16من العمر ، فيما سجلت ذات المصالح في السنة الفارطة 14 حالة انتحار ما يؤكد أن الظاهرة استفحلت بشكل رهيب بين أوساط المجتمع البويري، وفي السياق تقربت “الوسط” من الأخصائية النفسانية الأستاذة “دراجي فتيحة” لشرح وتشخيص هذا الكابوس فقالت (إن ظاهرة الانتحار أصبحت من الظواهر التي يمكن وصفها بالخطيرة و الجادة، إذ أنه تتعلق بأثمن
شيء يملكه الإنسان وهو روحه ونفسه التي وهبها له الله عز وجل
وبناء على النتائج التي توصلنا إليها فإن هناك بعض العوامل التي تساهم في مرور الفرد للفعل الانتحاري، نذكر منها المشكلات الاقتصادية كالفقر والبطالة على الرغم من الشهادات والمؤهلات الجامعية، ضف إلى ذلك البيت المحطم والمشاكل الاسرية وغياب الاتصال داخل الأسرة كذلك غياب الوازع الديني فالمنتحر يلجأ الى اي شيء يمكنه من القضاء على حياته نهائيا) وعن الحلول والإقتراحات الممكنة من أجل محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع الجزائري تشدد المتحدثة على ضرورة إجراء دراسات مكثفة وعميقة حول الظاهرة للوصول لمسبباتها والعوامل المؤثرة فيها، و وجوب توجيه الأسرة خاصة الوالدين بخطرها وتسليط الضوء على العوامل المؤدية إليها لتفادي وقوع الفرد في الإقبال عليها، إضافة إلى دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية وفي مقدمتها الأسرة والمدرسة الذي يعتبر حاسما في توفير عامل الحماية للشباب والمراهقين وكذا إنشاء مراكز الاستقبال والاستماع تعتني بمشاكل كل الأفراد وتهتم بالكفالة النفسية لذوي الميول الانتحارية.
أحسن مرزوق