ج.ن
منذ أنْ انطلق قطار التطبيع الرسمي العربي مع دولة الاحتلال، لم تتوقف انسحابات الرياضيين الجزائريين أمام خصومهم الإسرائيليين في بطولات دولية، معبرين عن موقف الشعب الجزائري وحكومته الرافض للتطبيع الرياضي باعتباره لا يقل شأناً عن التطبيع السياسي والاقتصادي بل ويعطي شرعية للاحتلال أمام العالم، وقد يكون في مراحل مستقبلية تكريساً لدخول إسرائيل من الباب الرياضي الواسع إلى بلد الشهداء.
ويغيب متوسط ميدان المنتخب الوطني لكرة القدم هشام بوداوي والمدافع يوسف عطال عن مواجهة فريقهما نيس الفرنسي سهرة الغد عندما يواجه فريقا يمثل الكيان الصهيوني في ختام دور المجموعات من مسابقة الدوري الأوربي، حيث رفض الثنائي الجزائري السفر الى الاراضي المحتلة والتطبيع مع الكيان.
واوضح الموقع الرسمي لنادي نيس الفرنسي ان الثنائي الجزائري كانا قد شاركا في تدريبات ناديهما لكنهما لن يسافرا، بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الجزائر والكيان الصهيوني، حيث يمنع على الجزائريين السفر الى هناك، كما ان التأشير على جواز سفرهما سيمنعهما من دخول الجزائر مستقبلا.
وكان الثنائي الجزائري قد طلبا من ادارة ناديهما تفهم موقفهما، وعدم وضعهما ضمن التعداد الذي سافر سهرة أمس، حيث يرفض الثنائي لعب المواجهة مهما كان الامر، علما ان اللقاء بات شكليا بعد اقصاء نيس رسميا من المنافسة الاوروبية، حيث سيلعب من أجل تفادي المركز الاخير في المجموعة.
ويشرف السويسري الروماني أدريان أورسيا على تدريب الدوليين الجزائريين يوسف عطال وهشام بوداوي في نادي نيس، خلفا للمدرب باتريك فيرا المقال مؤخرا.
وقررت إدارة نيس الفرنسي إقالة المدرب باتريك فيرا بعد شراكة دامت 30 شهرا مع النادي، وأقيل باتريك فيرا بسبب سوء النتائج المسجلة في الدوري الفرنسي في الفترة الأخيرة، التي يحتل فيها المرمز الحادي عشر بـ 17 نقطة.
يذكر أن المدرب السابق لنيس باتريك فيرا، كان وراء التعاقد مع الدوليين الجزائريين عطال وبوداوي.
وكانت آخر مرة، سجلت فيها موقفا مشرفا رافضا للتطبيع مع الكيان الصهيوني، هو انسحاب بطل الجودو فتحي نورين من البطولة العالمية بعد وقوعه في مواجهة مصارع من الكيان الصهيوني، نورين الذي يتنافس في وزن أقل من 73 كيلوغراما، أوقعته القرعة أمام المصارع الإسرائيلي بوتبول توهار، بعد أن كان قد تجاوز في الجولة الأولى المصارع ميتيليوس فيليبي هابل من هايتي بالعلامة الكاملة، لكنه قرر الانسحاب وعدم مواجهة المنافس من الكيان الصهيوني، مع العلم أنها المرة الثانية التي يسجل فيها المصارع الجزائري فتحي نورين مثل هذا الموقف في بطولة عالمية وأمام ذات المنافس لتفادي التطبيع مع الكيان الصهيوني. ويُعد نورين من أبرز لاعبي الجودو في الجزائر وإفريقيا، حيث سبق له الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا للجودو عام 2018، ويلعب في نادي المجمع الرياضي البترولي بالجزائر.
للإشارة، وبالرغم من أن الميثاق الأولمبي يشير بوضوح إلى عدم جواز مقاطعة المواجهات في المنافسات وفق اعتبارات سياسية، إلا أن التجربة تشير إلى أن الرياضيين الجزائريين كانوا يقاطعون المواجهات التي كانت تجمعهم بالإسرائيليين، في كل المنافسات الرسمية سابقا، إلا في حالات نادرة، وحينها كان يتذرع الرياضيون الجزائريون بإصابات للخروج من المنافسات تضامنا مع الفلسطينيين في معركتهم لتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي.