
- ملف الذاكرة عامل أساسي في إذابة الجيد
اعتبر خبراء سياسيون و أمنيون في تصريح “للوسط” أن جون كاستيكس تأجيل الجزائر لزيارة الوفد الفرنسي بقيادة الوزير الأول الفرنسي دون تحديد موعد لاحق هي إشارة من الجزائر أنها لم تعد في هيكل التبعية القديم وأن تحولات عميقة وإستراتيجية حدثت.
أحمد كروش
تباين في المقاربات الأمنية بين الطرفين
اعتبر الخبير الأمني أحمد كروش في تصريح “للوسط” أن تأجيل زيارة رئيس الوزراء الفرنسي بطلب من الحكومة الجزائرية، يوحي إلى عدم اتفاق الطرفين على الأقل على برنامج الزيارة و على المسائل المطروحة للنقاش في هذا الزيارات التي كانت مرتقبة
أكد المحلل الأمني أحمد كروش أن مواقف الجزائر و فرنسا حول كيفية وضع حد للنزاع في منطقة الساحل تختلف تماما في الرؤية و الحلول، لافتا أن الجزائر ترفض الوجود الأجنبي في منطقة الساحل و هي مع حق الشعوب في تقرير مصيرها .
و أضاف المتحدث:” الرؤية الجزائرية لمكافحة الإرهاب تختلف تماما على الرؤية الفرنسية، الجزائر تجرم دفع الفدية للإرهابيين و تعزيز صفوفهم من خلال إخراجهم من السجون ، بل هي ترافع لحق شعوب المنطقة في تقرير مصيرها و إخراج كل المرتزقة و الجيوش الأجنبية. “
و شدد أحمد كروش أن تعامل فرنسا مع ملف الذاكرة توقف على خطوات رمزية لم ترق إلى خطوات فعلية ، مؤكدا أن الجزائر بعد الحراك الشعبي و التوجه الجديد للقيادة الحالية للبلاد نحو اعتماد الذاكرة مطلبا رسميا للدولة و كل أطياف المجتمع، مستاءة من المواقف الفرنسية فيما يخص ملف الذاكرة الذي أصبح عنوانا في أي تعامل جزائري فرنسي”.
و أكد كروش أن فرنسا الخاسر الأكبر في الجزائر وشمال إفريقيا خاصة أن منطقة إفريقيا هي مصدر نفوذ لها باعتبار أن الاقتصاد الفرنسي متجذر في هذه المنطقة كما لها مصالح تجارية و أمنية و بعد إستراتيجي ، مشددا أن فرنسا لن تجد سوقا أخرى مثل السوق الجزائرية و شمال إفريقيا خلافا على الجزائر التي تملك شركاء اقتصاديين كبار مثل الصين روسيا
و قال أحمد كروش:”أعتقد هناك مسائل مشتركة بين البلدين يجب دراستها، مشاكل في المنطقة تهم الجزائرو فرنسا لأن فرنسا ترى في منطقة إفريقيا و منطقة الساحل نفوذا طبيعيا لها،هي كانت رأس حربة في إسقاط النظام في لبيا و كذلك متدخلة بطريقة مباشرة وغير مباشرة في النزاع في الصحراء الغربية ووقوفها مع نظام المخزن، و عدم إعطائها الشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره
و أكد الخبير الأمني أحمد كروش أن الجزائر تعمل على محاربة الهجرة غير الشرعيةإلى الجزائر، وترافع لوضع حد للتنمية في الدول التي تعاني الهجرة غير الشرعية بدل الذهاب إلى الحروب و الحلول الأمنية التي تعقد الأمور أكثر.
من جهة أخرى، قال المتحدث:” الجزائر تطالب بتطبيق ميثاق السلم و المصالحة بين الماليين الذي عقد في الجزائر في 2015 ،على أساس يضع حدا للصراعات و يعزل الشعب المالي الذي يعيش في الشمال عن الجماعات الإرهابية.
محمد بوضياف
تعثر فرنسا في مراجعة تصوراتها
و قال محمد بوضياف في تصريح “للوسط” تأجيل الجزائر لزيارة الوفد الفرنسي بقيادة الوزير الأول الفرنسي دون تحديد موعد لاحق هي إشارة من الجزائر أنها لم تعد في هيكل التبعية القديم وان تحولات عميقة وإستراتيجية حدثت في هذه المنطقة وتحالفات جديدة تأسست بسبب الإجحاف والابتزاز الحاصل.
و أكد محمد بوضياف أن ما تقوم به الحكومة الفرنسية وحلفاؤها المعلنون وغير المعلنين على تخوم الحدود الجزائرية من كل الجهات بات يقلق ويعرقل أي ديناميكية تعاون، مشددا أن الشرط المحدد لعلاقات التعاون بين البلدين هو الملف الأمني الذي بات يشكل هاجسا كبيرا للمنظومات الأمنية في المنطقة ،لافتا أن حجم التسلح ونوعيته التي باتت تمتلكها الجزائر والتحالف الاستراتيجي مع الثنائي الروسي الصيني أسس لنموذج شبيه بالحرب الباردة
و أشار محمد بوضياف أن تعثر فرنسا في مراجعة تصوراتها مع الجزائر الجديدة سيخرجها من التنافس على بوابة إفريقيا لتترك مكانها إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي يبدو أنها عازمة على مزاحمة التواجد الصيني في القارة،لافتا أن:” العلاقات الجزائرية الفرنسية تعرف توترا منذ أن سقطت منظومة “الكومبرادور” التي كانت ترعى المصالح الفرنسية في الجزائر وفي قطاعات حساسة تسببت للجزائر في خسائر تعد بآلاف الملايير،بالإضافة إلى المناورات الدائمة للفرنسيين الذين مازالوا ينظرون للجزائر ولكثير من الدول الإفريقية أنها مجرد حديقة خلفية تستغلها في تلبية حاجاتها “.
و أكد محمد بوضياف أن الحكومات الفرنسية المتعاقبة دون استثناء سواء كانت يمينية أو يسارية حرصت على طرح مشاريع لا تخدم إلا الشريك الفرنسي.
إيمان لواس