الأولى

عقلنة استعمال الماء باتت مسؤولية الجميع

· لابد من تشديد الرقابة على “إهدار المياه”

أكد التقني الفلاحي حمة بوعلام في تصريح خص به جريدة” الوسط” أن أزمة المياه، لا تمس الجزائر وحدها، وعليه فهذه الأخيرة ستكون مقبلة على أزمة مياه عالمية ، مما يستدعي الاحتياط والاعتماد على حلول جدية رغم أنها مكلفة جدا ،مع احتمال ارتفاع في تكلفة هذه المادة الحيوية ،بالإضافة إلى تأثر القطاع الفلاحي تأثرا سلبيا ومباشرا ،وعلى وجه التحديد الإنتاج النباتي و الأشجار المثمرة في ظل شح الأمطار ، مما سينجم عن هذه الأزمة غلاء فاحش للمنتوجات الزراعية في الأسواق.
ومن جهته علق المختص في الشأن الفلاحي، على دعوة وزير الأشغال العمومية والري والمنشآت القاعدية لخضر رخروخ إلى ضرورة الحفاظ على المياه واستعمالها بصفة عقلانية باعتبارها موردا نادرا، كاشفا المتحدث ،أن هذا النداء موجه للمواطنين عامة من أجل الحفاظ على المياه ، وعليه فعقلنة استعمالها، هي عين الصواب في هذا الظرف الحساس الذي يشهده العالم و الجزائر بصفة أخص ومختلف مناطق الوطن بسبب عدم تساقط الأمطار في فصل الشتاء ، وعليه فاقتصاد الماء هو دعوة موجهة للجميع من دون استثناء، ولهذا يتوجب علينا وعلى المجتمع المدني وحتى الجهات والمنظمات والمديريات التنسيق فيما بينها لدرء الخطر، وذلك من خلال تنظيم أيام و أسابيع تحسيسية من أجل “اقتصاد الماء” بمشاركة جميع فئات المجتمع ، مع تشديد الرقابة على “إهدار المياه” لكون هذه المادة أصبحت ضرورية إذ “لا حياة بدون ماء”.
وأشار منتج البرامج الإذاعية حول قطاع الفلاحة بإذاعة مستغانم، إلى أن الموارد المائية هي عبارة عن موارد محدودة، وبالتالي فالإسراف في المياه والمطالبة باقتصاده لا يقتصر فقط على الاستعمالات الزراعية، وإنما يعم جميع الاستعمالات اليومية في الحياة، داعيا في ذلك إلى العمل على إيجاد حلول أو طرق اقتصادية بالنسبة لأماكن المرشات و الحمامات وحتى المعامل الصناعية، وعلى هذا الأساس فلابد من الاعتماد على أجهزة خاصة بتصفية المياه المستعملة ،وإعادة استعمالها فهي تستهلك كميات معتبرة من المياه، وبالنسبة “للجزائرية للمياه” على مستوى ولاية مستغانم أو باقي ولايات الوطن ، وعليه فإذا تتبعنا شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب نلاحظ أن هناك تسربات كبيرة يوميا والتي تطول عدة أيام ، وهذا ما يتطلب إعادة ضبطها وتحديدها وصيانة من خلال إصلاح العطب من طرف الجهات الوصية والمؤسسات المعنية، ولهذا يجب تجديد وصيانة شبكة المياه الصالحة للشرب وجه التحديد.
ودعا حمة، إلى تفادي الإسراف في المياه حتى في القطاع الزراعي، لأن هناك العديد من الفلاحين الجزائريين مازالوا يستعملون الري والسقي بالغمر الذي يتسبب في تبذير المياه وإسرافها بأكثر من 60 بالمائة، رغم أن النبتة تستهلك أقل بقليل من كمية المياه المخصصة لعملية السقي الفلاحي، مبرزا في ذلك أن دعوة الحفاظ على المياه لها أكثر من 14 قرنا، حين نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الإسراف في الماء.
حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى