الأولىالعالم

علاقات فرنسا مع مالي خارج سيطرة الإليزيه

اهتمت الصحافة الفرنسية الصادر أمس الثلاثاء بقرار المجلس العسكري في مالي الذي أمهل سفير فرنسا مهلة 72 ساعة لمغادرة البلاد في سابقة أولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين، ووجهت وسائل إعلام فرنسا أصابع الاتهام لعديد من الأطراف الأجنبية بالضغط على مالي لاتخاذ هذا القرار المفاجئ الذي وضع الاليزيه في وضع حرج الأمر الذي يجعله في حتمية البحث عن دعم أوروبي والأنظمة العسكرية الموالية له من دول غرب إفريقيا لإعادة مياه العلاقات بين فرنسا وباماكو إلى مجاريها.

وعادت الصحافة الفرنسية باهتمام كبير لقرار المجلس العسكري بمالي القاضي بطرد سفير باريس من أراضيها على خلفية تصريحات غير ودية من قبل وزير الخارجية الفرنسي أيف لودريان الذي وصف الوضع في مالي بغير المطاق , حيث أجمعت الصحف والمواقع الإعلامية الفرنسية انه بهذا القرار أصبح وضع العلاقات الفرنسية المالية خارج سيطرة الاليزيه بعد قرابة 10 سنوات من الوجود العسكري الفرنسي بالأراضي المالية , وفي هذا الصدد قالت صحيفة جون أفريك أن قرار مالي بطرد السفير يجعل من السياسية الخارجية الفرنسية محل انتقادات حادة لفقدانها السيطرة على الوضع بعد وصول المجلس العسكري للحكم , وأكدت في ملف موسع حول العلاقات الفرنسية المالية ان رئيس الحكومة الانتقالية بمالي شويغل مايغا يريد احراق الحلفاء في إشارة إلى فرنسا .

وحسب القناة الفرنسية فرانس 24 فإن قرار السلطات العسكرية بمالي بخصوص طرد السفير الفرنسي فقد أشغل حرب تصريحات بين المتنافسين على رئاسة فرنسا في الانتخابات القادمة ووجد فيه البعض من المرشحين انتقادات للسياسية الخارجية التي تبناها ماكرون في الساحل الافريقي معتقدين أن استمرار الوجود الفرنسي في الساحل الافريقي واجب كما جاء على لسان فاليري بيكريس  وفي نفس السياق علقت جريدة لوموند عن الحدث بالتأكيد على أن الدبلوماسية الفرنسية مطالبة بالعمل بجهد أكثر لإعادة حميمة العلاقات التي كانت سائدة بين فرنسا ،ومالي منذ سنوات الستينيات ونصحت هذه الجريدة باستعمال كل الوسائل المتاحة بما فيها العقوبات الاقتصادية التي قد تدفع بالمجلس العسكري حسبها لمراجعة قراره وسياسته تجاه فرنسا .

أما موقع فرانس أنفو الواسع الانتشار فقد علق على قرار مالي بطرد السفير الفرنسي بالاعتقاد أنه بهذا القرار “تكون مالي قد استبدلت فرنسا بروسيا، وانتقد هذا الموقع بعدم عمل فرنسا على تغيير الأوضاع الصعبة بمالي منذ 9 سنوات من وجودها العسكري هناك الأمر الذي دفع بالماليين إلى الاستنجاد بأطراف اجنبية أخرى لحماية بلادهم من الجماعات الإرهابية.

وبت الصحف الفرنسية في مجملها إلى الاعتقاد أنه بهذا القرار يكون التواجد الفرنسي بمالي قد وصل مرحلته الأخيرة ونهايته باتت وشيكة بعد ساعات، ودفاعا عن المصالح العليا لفرنسا من تواجدها بمالي التي تعتبر بوابة الساحل الافريقي وشمال افريقيا وجه الاعلام الفرنسي أصابع الاتهام لأطراف أجنبية تنافس الامتداد الفرنسي بمالي منها حسب ما أوردته هذه الصحف روسيا.

وأمام هذه الازمة غير المسبوقة في العلاقات الفرنسية المالية التي بلغت أوجها شددت الصحافة الفرنسية على ضرورة بحث باريس عن دعم أوربي لإعادة المياه الى مجاريها بمالي لاسيما وأنها ترأس الاتحاد الأوروبي حاليا الى جانب التعبير الصريح من ألمانيا الرافض لقرار المجلس العسكري بمالي، كما نصحت أيضا بضرورة الاعتماد على علاقات فرنسا مع دول غرب افريقيا التي فرضت عقوبات على مالي بقيادة المجلس العسكري واصفة هذا التوجه بمفتاح لإعادة وضع العلاقات الفرنسية المالية الى حاله الطبيعي.

 

باية ع 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى