الأولى

علينا الاستعداد لموجة رابعة من كورونا

        يجب تفعيل خلية أزمة صحية وبائية لمتابعة وباء كوفيد 19 

       وضع بروتوكول صحي قبل انتشار الموجة الجديدة

 

قدم المختص في الصحة العمومية الطبيب امحمد كواش مجموعة من الاقتراحات الفعالة والمتمثلة في اللجوء إلى إجراءات وقائية استباقية قبل انتشار الموجة الرابعة من كوفيد 19 في الجزائر ، أين دعا الطبيب والخبير والباحث الدولي في السلامة المرورية إلى ضرورة استعداد الدولة ماديا وبشريا من المتحور الجديد “مو” المنتشر في كل من كولومبيا والإكوادور وأمريكا اللاتينية وأوروبا.

 

بداية، هل استفادت الجزائر من دروس الموجات السابقة للكورونا التي عرفت أزمة حادة في الأوكسجين؟

 

بالتأكيد الموجة الثالثة كانت أشرس وأقوى وأشد مقارنة بالموجة الثانية أولا بفعل الخسائر البشرية التي كانت بشكل كبير جدا والضغط الذي عرفته المستشفيات الجزائرية وحتى بالنسبة لمصالح الإنعاش التي امتلأت عن آخرها وسجلنا فائض كبير بحيث فاقت القدرة الاستيعابية لكل مستشفيات الجزائر مما جعل الكثير من المرضى يستعملون الأوكسجين داخل منازلهم وتحولت أغلبية البيوت الجزائرية إلى قاعات خاصة بالأوكسجين  ولهذا فهل حقا استوعبنا الدرس جيدا من ما عشناه الموجة الثالثة بعد  دخولنا الخانة الحمراء من حيث عدد الإصابات والضحايا ونسبة انتشار العدوى وللأسف الشديد بالنسبة المواطن لم يأخذ الدرس بشكل كبير جدا والأمر واضح من خلال صور الاستهتار التي انتشرت بين أوساط المجتمع خاصة في هذه الأيام مع الدخول الاجتماعي والمدرسي  أين لاحظنا غياب استعمال الكمامة  وفوضى في الأسواق  وعودة إقامة التجمعات العائلية والأفراح والأعراس الخاصة بالأبناء الناجحين في الشهادات المختلفة  في  مختلف الأطوار بالإضافة إلى خيم العزاء التي مازالت موجودة  وهذا ما يبرز الاستهتار الكبير لدى المواطن،ولهذا فعلى  الدولة الاستعداد ماديا وبشريا بواسطة  من خلال إعطاء فرصة للطاقم الطبي لأخذ قسطا من الراحة مادام  نعيش  مرحلة هدنة بالنسبة للإصابات ،ولهذا فلابد من وضع بروتوكولات صحية استعدادا للموجة الرابعة والقيام بعمليات إحصاء مكثفات الأوكسجين المنتشرة  وجمعها سواء على مستوى الدولة أو الجمعيات حتى نتعامل مع الموجة الرابعة في حالة ما  إذا دخلت إلى الجزائر بشكل إيجابي  ونخرج بأقل الأضرار ولهذا فعلى الدولة أن  تستوعب  الدرس من الموجات السابقة للكورونا خاصة الموجة الثالثة  من خلال  اللجوء إلى إجراءات استباقية  المتعلقة بالسرعة في التعامل مع أي  حالة  قد تظهر  في الأيام المقبلة مع المتحورات الجديدة  من خلال  عزل الحالات المسجلة  والقيام بالغلق الكلي والجزئي في حالة انتشار الموجة الرابعة حتى نتجنب ما حدث معنا في الموجة الثالثة .  

 

ماهي اقتراحاتكم لعرقلة مسار انتشار الموجة الرابعة لكوفيد 19 في فصل الخريف؟

 

للأسف فصل الخريف يعتبر من أخطر الفصول من حيث انتشار الأمراض لماذا  لأن هناك تغيرات درجة الحرارة فيه خطيرة جدا، كيف ذلك لأن فصل الشتاء معروف بالبرودة الشديدة ليلا ونهارا ولكن في فصل الخريف نجد العكس  فدرجة الحرارة في النهار 40 درجة مئوية وفي الليل نجد درجة صفر، وبالتالي فهذه التغيرات المفاجئة والخلل في درجة الحرارة يؤثر على الجهاز التنفسي للإنسان ويساهم في انتشار الأمراض التنفسية الكثيرة جدا التي تصيب الجهاز التنفسي أو الجهاز الرئوي وهذه فرصة لانتشار العدوى بين الأشخاص وانخفاض مستويات المناعة وهو فرصة للإصابة بالمتحورات ودخولنا في الموجة الرابعة من كورونا  ، كما نعلم بأن الجزائر قد فتحت المجال الجوي في الآونة الأخيرة وهو بالتالي فرصة لدخول المتحورات كالمتحور الجديد “مو” المنتشر في كولومبيا والإكوادور وفي أمريكا اللاتينية وفي أوروبا وإن لم  نلتزم بالإجراءات الاستباقية المتعلقة بالحجر الصحي والمراقبة الطبية للعائدين من المناطق المشبوهة التي تعرف انتشار الموجة الرابعة من كورونا فهذا يشكل خطر كبير جدا مع ضرورة التزام المواطن الجزائري  بالإجراءات الوقائية  من كوفيد 19 مع التأكيد على ضرورة التلقيح  لأنه مهما كانت الأمور فالتلقيح وحتى وإن كانت موجة رابعة فالمناعة تكون بشكل جيد وتخفف في المستقبل على المستشفيات من حيث عدد الإصابات فإذا التزم أغلبية المجتمع بالتلقيح  عدد الإصابات لا تتضاعف ولا نمر إلى مرحلة الحاجة إلى الأوكسجين وغرف الإنعاش.

 

ماذا يستوجب علينا القيام به لتفادي مشاكل وأزمات صحية أخرى في المستقبل؟

 

إن  المبدأ في الوقاية من الكوارث المختلفة  يعتمد على فكرة توقع السيء تجنبا للأسوأ وبالتالي حتى نتجنب مشاكل صحية في المستقبل نعتمد على مراحل مختلفة للوقاية والمتمثلة في 3 عناصر أي قبل الكارثة أثناء الكارثة وبعد الكارثة وتتمثل  في مجموعة من الإجراءات الوقائية المتعلقة بقبل الكارثة وهي الوقاية الأولية  ويتم هذا عبر  الاعتماد على التدابير الاستباقية أي قبل وقوع الكارثة ووصول الموجة الرابعة وذلك من خلال الاستعداد المادي والبشري  وكذلك  بفرض الصرامة في الالتزام بالشروط الصحية الوقائية  كالتباعد المكاني واستعمال المعقم وارتداء الكمامة وفرض التلقيح على مختلف القطاعات حتى يصبح التلقيح  إجباري مع إلغاء التجمعات مهما كان السبب في مختلف أطوارها مثل التجمعات العائلية والسياسية  مع مراقبة الوافدين من البؤر التي تعرف انتشار للموجة الرابعة من كورونا وهذه تعد إجراءات قبل الكارثة ، وكذلك الاستعداد ماديا وبشريا على مستوى المستشفيات من خلال توفير الأدوية المناسبة ومكثفات الأوكسجين حتى لا نقع في الأزمة ، مع العمل على الوقاية الثانوية  لتجنب الموجة الرابعة  أثناء الكارثة وهي السرعة في التعامل مع الإصابات وكذلك العلاج السريع والغلق الجزئي والكلي  والتي تدخل ضمن  إجراءات الحجر الصحي لتفادي نشر العدوى وبعد الكارثة  سوف يتم إحصاء الأخطاء  لتجنب الوقوع في نفس الأخطاء السابقة، وعلى هذا الأساس فلابد من تفعيل خلية أزمة صحية وبائية تتابع وباء كوفيد 19 تشتغل 24 ساعة على 24 ساعة   تتابع وتتحرى تحرك المتحورات في العالم وهذا كله لمعرفة مدى انتشار الأوبئة وتحديد سرعتها والأساليب المتبعة وتجنب دخوله إلى الجزائر.

حاوره: حكيم مالك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى