
في حوار مع “الوسط”:
أكد الخبير الأمني وأستاذ العلوم السياسية بالمدرسة العليا للعلوم السياسية، علي ربيج في حوار خص به “الوسط”، بأن التنسيق الأمني الموجود بين دول منطقة المغرب العربي كبح جموح تنظيم الدولة الإرهابي من أجل التوسع، زيادة على العمليات الاستباقية التي يقوم بها الجيش الوطني الشعبي، الذي يعمل على حماية حدوده بشكل كامل، وقال ذات المتحدث بأن التنظيم مآله الزوال بالرغم من أنه سيستعمل أسلحة أخرى خلال الأيام المقبلة في كل من العراق وسوريا، مضيفا بأن ما يتم نشره من قبل هذا التنظيم مجرد كلام للكلام.
نتحدث عن سر صمود تنظيم الدولة بسوريا رغم أنه يتعرض لقصف من الروس والاتراك وحتى التحالف.. قراءتكم لهذا الأمر؟
هو ليس قتال جنبا الى جنب، ولكن تم الاتفاق بين الاتراك والروس وروسيا والنظام السوري على ضرورة توحيد الجهود والتركيز على قتا تنظيم الدولة في مدينة الباب، لأن الاتراك والروس أدركا اهمية قتال تنظيم الدولة في المرحلة الاولى من التقارب التركي الروسي، وهي المقاربة التي اضطر النظام السوري والجماعات المقاتلة معه الى تبنيها وبضغوطات روسية، وهنالك نقطة ثانية أين يجب ربط تحرير مدينة حلب والتنازل الذي قدمه الاتراك مقابل ضمانات روسية للأتراك بالسيطرة الكاملة على مدينة الباب الواقعة على مقربة من الحدود التركية السورية، وبهذا يطمح الاتراك الى قطع الطريق على الاكراد والنظام في توقيت واحد ووضع الجميع امام الامر الواقع، ولكن ضمان الروس عدم اصطدام القوات التركية والمعارضة المسلحة المدعومة من طرف الاتراك والجيش السوري وحزب الله من جهة ثانية، امر صعب التأكد منه والحفاظ عليه فبمجرد هزيمة وطرد تنظيم الدولة سيعود الاطراف الى حرب التموقع وفرض الأمر الواقع على الأرض وهنا تكون احتمالية الاقتتال من جديد واردة وقد تخلط الاوراق من جديد.
حسب الواقع هل تنظيم الدولة انتهى ام لازال يشكل خطرا على المنطقة؟
بسبب الحملات العسكرية الروسية والتركية وقوات التحالف في العراق وسوريا يتعرض التنظيم الى ضربات وخسائر في العناصر المقاتلة في صفوفه والمعدات والأسلحة الى جانب تراجعه في الكثير من المناطق من خلال الحملة العسكرية التي تشن عليه في الموصل والرقة ومدينة الباب، وهنا يظهر جليا ان التنظيم يتعرض الى هجومات في اكثر من موقع وبهذا تصبح عملية ادارة المعارك والتنسيق ودعم جبهات القتال بالعتاد والعناصر أمرا صعبا للغاية، كل هذا أضعف قدرة التنظيم على الصمود والمحافظة على المناطق المسيطرة عليها من قبله واتوقع انه سيبدأ في عملية الانسحاب من هذه المناطق وبشكل تدريجي على ان يعيد عملية الانتشار وتنظيم صفوفه وفي نفس الوقت لن بتوقف عن القيام بهجومات تكيكية من حين الى اخر حتى يرسل رسائل تطمين الى مقاتليه أنه بخير ومزال مسيطرا على الأمر، أما بالنسبة لحلم اقامة الدولة الاسلامية فهذا شعار ووعود أراد من خلالها دغدغة مشاعر الناس والعالم لكي يعطي انطباع أنه يسعى الى اقامة الخلافة الاسلامية وهو شعار للإعلام والدعاية اكثر منه مشروع قابل للتحقيق بل التنظيم نفسه ماضي الى الزوال.
التنظيم طور أسلوبه في العراق بالقتال بالطائرات المسيرة، هل مازال هناك أمل في التصدي له؟
بالنسبة للطائرات وبأي الأسلحة التي يعتمد عليها التنظيم هي كلها أدوات وأساليب جديدة لكي يقوم بالتخلص من الحصار المفروض عليه في الموصل والرقة ومدينة الباب، ولا استغرب بأنه سيخرج انواع جديدة من الأسلحة في المستقبل والتي سبق له ان غنمها من الجيش السوري او العراقي ولهذا سيعمد التنظيم لللجوء الى استعمال كل ما يملك من أسلحة في معركة الموصل والرقة ولكن السؤال كم سيصمد التنظيم وليس هل سينجح فب التخلص والبقاء في مواقعه، بل الأمر أصبح امر واقع التنظيم الى زوال خاصة بعد التنسيق المنتظر بين موسكو وواشنطن في مجال مكافحة التنظيم.
هل بإمكان تنظيم الدولة ان ينتقل الى المغرب العربي وبالضبط الى ليبيا وزعزعة أمن المنطقة؟
التنظيم اعلن اكثر من مرة أنه متواجد في بلاد المغرب العربي، ولكن قوة وتأثير التنظيم على ارض الواقع ليس بمثل قوته وتأثيره في العراق وسوريا، الحديث عن انسحاب التنظيم الى بلاد المغرب العربي بعد الخسائر والضربات الموجعة له في العراق وسوريا هذا امر بصعب التكهن به، كما ان التنسيق الامني بين بلدان المغرب العربي وحالة الاستنفار التي يعرفها الجيش الوطني الجزائر يعمل على منع أي عملية اعادة انتشار في المنطقة، أما ليبيا فهي إحدى المقاربات الجزائرية لقتال ومنع التظيم من السيطرة على اراضي جديدة فيها، وهي العملية السياسية في ليبيا زيادة على وقف الاقتتال بين الجماعات المعارضة وبناء جيش وأجهزة امنية قوية توكل اليها عملية حماية التراب الليبي ومكافحة الارهاب.