أ، وليد بوعديلة
مرة أخرى ..تصر فرنسيا الرسمية على عدم الاعتذار من الجزائريين،عن ممارساتها الاستعمارية،وهذه المرة في خرجة إعلامية للرئيس الفرنسي ماكرون،لكن السؤال :هل يبقى الجزائريون في انتظار الاعتذار؟؟
بصراحة..لا داعي للانتظار،وبدل أن نطالب المستعمر الظالم الغاشم بالاعتذار علينا أن نتحرك وتنجز كل عمل فيه وفاء للشهداء ،ونتذكر هنا قصيدة الشاعر محمد العيد ال خليفة عن الشهداء،حيث طالب بالوفاء لهم بدل الاكتفاء ببناء معالم صخرية للاحتفال الفولكلوري في المناسبات الوطنية.
و من جهة أخرى..في المستقبل وفي كل حين..ستتواصل الهجمات السياسية الفرنسية والأوروبية،ولا غرابة في ذلك لأن الجمل يرى حدبة غيره من الجمال ولا يرى حدبته كما يقول المثل الشعبي،وقد تناست أو تجاهلت أوروبا كيف تركت إيطاليا لوحدها في بدايات زمن كورونا،بل سارعت دول الاتحاد لغلق حدودها،و حينها ساعدت الجزائر إيطاليا بما أمكن من دعم طبي،وفق الإمكانات،وهنا أتساءل إن كان الإيطاليون في البرلمان الأوروبي قد ساهموا في التهجم والانتخاب وإعداد وثيقة التدخل في الشأن الداخلي الجزائري??
إني أطالب بتشجيع الدراسات المابعد استعمارية في الجزائر،ودعم الباحثين في المجال وتقديمهم لفضاءات التحليل والنقاش،لأن هذا الزمن هو زمن عودة الاستعمار زمن الوباء ،والعولمة بأدوات ناعمة،فيها الاعتماد على الاتصال والثقافة،وعلينا أن نعرف الجوانب الفكرية والنفسية للغرب الاستعماري،في تفاعله معنا،لأن الجهل به سيحطمنا،وسيجعل من خطابنا خطابا حماسيا عاطفيا فقط.وهذا لا يجدي،ومن هنا لا نحتاج من فرنسا لاعتذارها،ولكن لنكن شرفاء نوفمبريين، في أقوالنا وأفعالنا ولنسمع لنبض قلوب شهدائنا ،بالوفاء لهم.
أخيرا ….
الوفاء ،الوفاء..بالعمل والحركة الوطنية الفعالة،وعدم سرقة أموال الشعب،الوفاء بمشاريع استثمارية توفر مناصب الشغل،الوفاء بتوزيع عادل غير مشبوه للسكن الاجتماعي…الوفاء بالنظر في انشغالات المواطن في الماء والغاز والكهرباء والصحة ،من دون نفاق،و باختصار بتحويل الجزائر لجنة في الواقع وليس في الخيال؟؟!!
اللهم احفظ الوطن..وفق أهله للوفاء للشهداء.