
مرة أخرى يكشف موعد المعرض الدولي الكتاب؛ أن أزمتنا الحقيقية؛ أزمة الأمة تجاوزت البحث عن الكتاب إلى البحث عن القارئ؛ حيث رغم كل الظروف المهيأة ورغم استضافة الجزائر لمئات من دور النشر العالمية؛ وذلك في مختلف المجالات إلا أن الصدمة الحقيقية كانت في إقبال جماهيري على مؤلفين من نوع الإثارة التي لا علاقة لها بأي فكر وهو ما رصدته الأعين حول كاتبة “تيك توك” مصرية؛ أضحت ظاهرة حقيقية بفعل الجماهير التي التفت حول ما سمي “كُتبها” المتعلقة بالتنمية البشرية..
بعيدا على أن الكتاب سوق تتحكم فيه ظروف العرض والطلب؛ إلا أن التوقف عند هكذا مظاهر وظواهر يدفعنا للسؤال عن ميكانيزمات القراءة وهل أنهت التكنولوجيا الرقمية حقا ..عصر الكتاب ليصبح الأمر كله ..عصر كتب الطبخ أو كتب التيك توك ..
أمة اقرأ مهددة فعلا وأمة تفقد قيمة كتابها تفقد قيمتها؛ لذلك فإن الخطر الحقيقي الذي يتربص بالغد فإنه أجيال بلا كتاب؛ فهل ترى المنظومة الثقافية والتربوية تنتبه لحجم الكارثة القادمة عن جيل لا يقرأ وإذا قرأ فإن كتابه مواقع افتراضية وكتاب افتراضيين ؟!