
في الذكرى السنوية لليوم العالمي لحقوق الإنسان و الموافقة للعاشر من ديسمبر يطفو السؤال القديم عن المفهوم الحقيقي لحقوق جعلت منها القوى العظمى مشجبا لإسقاط دول ومحو خرائط من على وجه الأرض وكل ذلك باستغلال ورقة حقوق الإنسان لتقويض استقلال الدول وإسقاط أمم برمتها..
حين نتذكر أن العراق تم تدميرها تحت مسمى تلك الحقوق وذلك باستغلال أمريكا لورقة إنسانية لتدمير الإنسان العراقي ذاته وإدخال البلد في أتون صراعات وحروب عرقية وكل ذلك خدمة لمصالحها النفطية، وحين نرى نفس الصورة والسيناريو المكرر والمستنسخ في ليبيا، نفهم أن مفهوم حقوق الإنسان لم يعد له معنى ما دام الذئب هو من يدافع عن “حقوق” الغنم..
ورقة حقوق الإنسان ورغم نبل العنوان إلا أنها تحولت فعلا وقولا إلى سلاح ضد الدول الفقيرة وكل ذلك بسبب أن من يتحكم في تأطيرها ليس إلا الجلاد كما أن موازينها أضحت مختلفة في عرف من يسير العالم وفقا لمصالحه وليس لصالح الإنسان وحتى تكتمل الصورة يكفي أن نعرف أن أمريكا التي تعتبر ما يقوم به جنود الكيان الصهيوني في حق العزل والأطفال الفلسطينيين دفاعا عن النفس، هي نفسها من تعتبر حدثا عاديا عن فض تجمع جماهيري بأحد البلدان العربية تعديا على حقوق الإنسان، وهنا تكمن المفارقة كما تكمن مفارقة أن تبيد أمريكا في بغداد مليون عراقي باسم الدفاع عن حقوق الإنسان والعالم كله يصفق لحروق في ثوب حقوق إنسانية .