
كمال داود، ربيب فرنسا والمتغذي من فتات لغتها المتهالكة، خرج من جديد مدافعًا عن بقاء الفرنسية في الجزائر، غاضبًا من الخطوات المتسارعة نحو التخلص منها في المؤسسات والمعاملات الرسمية، وقد ادّعى أن الفرنسية باقية ولن تزول، وكأن الجزائر محكومة إلى الأبد بلغة المستعمر.
ما تجاهله “الربيب” أن الجزائر الجديدة لا تسعى فقط لإحلال العربية والإنجليزية محل الفرنسية، بل تتجه نحو قطيعة شاملة مع فرنسا، إن لم تغيّر نظرتها المتعالية وتُدرك أن الجزائر اليوم ليست كما كانت بالأمس.
رهان المدعو داود ومن على شاكلته من المستلَبين على استمرار الهيمنة الثقافية للفرنسية، رهان خاسر. فزمن الخضوع انتهى، والجزائر اليوم تفرض احترامها على الجميع. من لا يعترف بندّيتها، لا مكان له في تعاملها الجديد مع العالم.
تذمّر خدام “فافا” من قرار الخطوط الجوية الجزائرية بإلغاء الفرنسية من التذاكر لصالح الإنجليزية، ليس سوى بداية الانهيار بالنسبة لهم. فهؤلاء، وفي مقدمتهم كمال داود، يعيشون فوبيا الجزائر المستقلة فعلاً، لا شعارًا، فالكابوس بدأ، ولن يتوقف، ما دامت الجزائر مصمّمة على استعادة قرارها ولغتها وهويتها دون استئذان أحد.