في واقعة تسجد ما معنى أن تكون ابنا لموقفك الثابت، والجزائر لا تعترف إلا بأن التاريخ موقف إما أن تكون في مستواه وإلا فالتزم بيتك، تناقلت وسائل الإعلام الوطنية والدولية، صور استقبال رؤساء الدول الكبرى لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وذلك على هامش قمة السبعة الكبار، حيث قيمة الجزائر تجسدت في حفاوة الاستقبال الذي حظي به الرئيس من مختلف زعماء العالم..
لكن الصورة الأكثر تداولا، هي تلك التي انحنى فيها رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد على الرئيس، مخاطبا ومحاورا، فيما كان رئيس الجمهورية جالسا في كرسيه، وهي الصورة الانطباع التي كشفت الفرق بين أن تكون رئيسا لجمهورية مخزونها ثورة وتاريخ وبين إمارة بنت وجودها على الدرهم والدولار، والمهم أن ذلك الموقف الذي صنع الحدث، خلف وراءه انطباعا أن الجزائر جزء من تاريخ عريق، لا يساوم في وجوده، حين يتعلق الأمر بالكرامة والهيبة…
خلفية الصدى الذي أحدثته صورة رئيس الإمارات وهو يحني عمامته مراودا جزائر الكرامة، أنها جاءت بعد أزمة بين البلدين، أزمة كانت الجزائر واضحة، حين أشهرت سيف الحجاج في وجه “التخلاط” الإماراتي، لتكون ردة الفعل الإماراتية، أن فهم أميرها، أنه أمام دولة لا تنحني، دولة رأس مالها مواقفها، فما كان منه إلا استغلال فرصة ظهور رئيس الجمهورية في قمة السبع الكبار، ليحاول منحنيا، إذابة جليد التشنج، وخاتمة القول، لقد قالت صورة الأمير المنحني للجزائر، إننا فهمنا الدرس، وأن المسامح كريم بمناسبة العيد الكبير.