
سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر تزور ولايات بالجنوب
ترتكز رؤية الحكومة الجديدة على ضخ استثمارات ضخمة بالصحراء الكبرى وتحويلها إلى قطب اقتصادي وتنموي كبير، للخروج من عباءة الذهب الأسود كمصدر دخل وحيد اعتمدت عليه البلاد على مدار عقود.
دخلت الجزائر مرحلة تحول استراتيجي لجعل الصحراء سلة غذاء ومصدر ثروة حقيقة وصمام أمان للأمن الغذائي، وذلك بفضل المشاريع الجادة والعملاقة التي انطلقت مع وصول رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون إلى سدة الحكم.
وبهذا الشأن أبدت العديد من الدول الأجنبية اهتمامها بالاستثمار بهذه المنطقة، خاصة ما تعلق منها بالزراعات الإستراتيجية وفي مقدمتها زراعة الحبوب.
ومنذ سنوات برزت أقطاب إنتاجية بصحراء الجزائر على غرار ولايات وادي سوف، وبسكرة وتقرت والمنيعة وغرداية وأدرار.
هذا، وأبدى مستثمرون أمريكيون عن رغبتهم في تجسيد مشاريع مشتركة في القطاع الفلاحي، لاسيما في المجال الزراعي بالمناطق الجنوبية.
ومؤخرا التقت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، اليزابيت مور أوبين بوالي ولاية الوادي السعيد أخروف، حيث تحدثا عن تمور الوادي الشهيرة التي شقت طريقها نحو الأسواق. وحسب بيان للسفارة الأميركية، فقد تمت أثناء اللقاء، مناقشة مواضيع مختلفة مثل التنمية الزراعية في الصحراء، وزراعة البطاطا في الوادي والإمكانيات السياحة بالولاية.
وقد تم تسطير ورقة طريق متعددة القطاعات تتضمن تدابير إضافية لفائدة المستثمرين في مجال تطوير الزراعات الإستراتيجية في الولايات الجنوبية، لاسيما ما يتعلق بتوفير الطاقة، وفتح المسالك الطرقية، وتوفير خدمات الاتصالات.
جاء ذلك خلال اجتماع تنسيقي انعقد بمقر وزارة المالية، للاستجابة للحاجيات المتعلقة بمشاريع تطوير الزراعات الإستراتيجية بالولايات الجنوبية، وذلك بحضور كل من وزير المالية، لعزيز فايد، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، يوسف شرفة، ووزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، لخضر رخروخ، ووزير الري، طه دربال، ووزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، كريم بيبي تركي.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، ذكر شرفة بالأهداف التي حددها رئيس الجمهورية بخصوص تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب وتطوير الزراعات الإستراتيجية، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل تسريع عملية ربط المستثمرات الفلاحية بالكهرباء وفك عزلتها.
ورغم تسجيل عدة صعوبات، أشار الوزير إلى انطلاق تجسيد الاستثمارات على مستوى 94 مستثمرة فلاحية في الولايات الجنوبية، وأن بعضها فعليا دخل مرحلة الإنتاج.
ولتذليل الصعوبات المسجلة، كشف الوزير خلال المناقشات التي عرفها الاجتماع، أنه تقرر إعطاء الولايات الجنوبية الأولية في المخصصات المالية الموجهة لربط المستثمرات الفلاحية بالطاقة.
أما بخصوص القروض البنكية، فذكر شرفة أن جلسة عمل جمعته، الأحد، بكل من وزير المالية والجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المهنية، تم خلالها الاتفاق على إشراك كل البنوك العمومية في تمويل الاستثمارات الفلاحية، حيث سيركز كل بنك على منطقة معينة من المناطق.
كما سيتم إشراك جميع شركات التأمين العمومية في عملية تأمين المستثمرات الفلاحية، لافتا إلى أن كل هذه الإجراءات سيشرع في تجسيدها خلال الأسابيع القادمة. ومن شأن ذلك -يقول شرفة- بعث رسالة ثقة للمستثمرين مفادها بأن الدولة تضع الإمكانيات اللازمة لإنجاح برنامج الزراعات الإستراتيجية.
أما وزير المالية فأكد في كلمته رصد اعتمادات مالية معتبرة لفائدة قطاع الفلاحة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، لاسيما ما تعلق بترقية الاستثمار الفلاحي عن طريق استصلاح ومنح الأراضي في إطار الامتياز، الكهرباء الفلاحية، شق الطرقات والمسالك الفلاحية، توسيع المساحات المسقية، وكذا حشد الموارد المائية الضرورية.
في هذا الإطار، أشار الوزير إلى أن الولايات الجنوبية استفادت من أغلفة مالية معتبرة في قطاع الطرقات، وذلك من خلال برنامج جاري لإنجاز 103 مشاريع. وعرف الاجتماع تقديم عرض من طرف وزارة الفلاحة حول المشاريع الكبرى في مجال تطوير الزراعات الإستراتيجية، حيث تمت الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى مشروع “بلدنا” لإنتاج الحليب المجفف، ومشروع المجمع الإيطالي “بي اف” لإنتاج الحبوب والبقوليات، تتواجد حاليا عدة مشاريع مهيكلة أخرى في مرحلة الإطلاق.
إلهام.س