
تالله إني لأعجب لأمر الجاهلين …
وحقد الحاقدين …
وغدر وكيد الكائدين …أحقاً نحن كالجسد الواحد ؟! أو هل حقاً نحن كالبنيان المرصوص ؟! أهكذا تكون وحدة الدم والدين؟! …أهكذا تكون العروبة والإسلام؟!
من المخزي جداً أن يغض المسلم طرفه عن دعم قضية فلسطين…
وقد قال الله تعالى في محكم تنزيله : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْيُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ سورة الانفال [72]فالمتمعن في قوله تعالى : ﴿ وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر﴾ أي وجبت علينا نصرتهم ،لأن قدوسية المسجد الأقصى المبارك مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالعقيدة الإسلامية إذ لا ينفك عن قلب أي مسلم، ولا يخفى على قلب كل مؤمن، منذ أن أُسّري بنبينا محمد- صلى الله عليه وسلم- وهنا أقف عند قوله تعالى: ﴿ سُبحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِير ﴾ سورة الإسراء [01] ويتجلى هذا الارتباط الوثيق والمتين والذي يفترض أن يكون حصنا منيع ، بين المسلم و المسجد الأقصى كونه هو القبلة الأولى للمسلمين سابقا لذلك سُمِيَ ب « أولى القبلتين » حيث كان هذا المسجد ثاني مسجدٍ بُنِي في الاسلام ويسمى ب «ثاني المسجدين » بين بناءه والمسجد الحرام 40 سنة
واشتهر بأنه ثالث الحرمين لذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ﴿ لا تُشَدُ الرحال الا إلى ثلاث مساجد، المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى ﴾ متفق عليه
لذلك كان من واجبنا دعم تلك الثلة الأخيار ، التي لن تقبل بالذل والهوان ، وكان واجبا دعم تلك العصبة التي تواجه الطغيان ، همها الوحيد الدفاع عن شرف الأمة ومجدها ، وكرامة أرضها لإخراج بني إسرائيل من ارضهم أذلة
فالغيور على دينه لن يقف ضد شهامة الرجال ، ونخوة الأبطال ، وفحولة الأبرار
فالمسلم أخ المسلم ، فادعموا إخوانكم في فلسطين ولو بالدعاء وليكفي استهانة وتكاسل في حق الشرفاء ولا تخذلوا اهلكم بالحديث الساذج والانشغال بأمر الدنيا التافه ،استيقظوا وايقظوا فنحن مع طوفان الأقصى .
سلسبيل هلال /باحثة دكتواره في العلوم الإسلامية تخصص إعجاز القرآن والدراسات البيانية /جامعة الحاج لخضر باتنة 01