كنت منذ مدة و قبل جائحة كورونا – عفانا الله و إياكم من كل داء-، قد قدمت سلسلة “رجال و نساء خدموا الإسلام” بأقلامهم وأعمالهم عربا وعجما في ديار الغرب، وها أنا ذا تجدني أعود في المدة الأخيرة للموضوع هذا الشهر، مع أحد المعاصرين ، ” المفكر الطبيب الجزائري هبري بوسروال – رحمه الله – (1945-2021)، سيرة و مسيرة، الذي ألف لوحده بلغة فرنسية راقية في جل فنون الثقافة العلمية والإسلامية” مما يحتاجه المسلم المعاصر اليوم في الغرب، بل قل مكتبة كاملة شاملة فيها ما يربو عن 35 كتابا ، منها على سبيل المثال، العناوين الملهمة التالية:
العلماء المسلمون المنسيون في التاريخ Les savants musulmans oubliés de l’histoire
ماذا يقول الإسلام والعلم عن التبغ والكحول Ce que disent l’Islam et la science sur le tabac et l’alcool
إِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ Ce ne sont pas les yeux, c’est le cœur qui devient aveugle
و غيرها من مؤلفاته الشرعية والعلمية العميقة … لا يكفي ان تقرأ، بل يجب ان تفهم ما تقرأ و تعمل بما تيسر..
طبعا حرصت محرضا شبابنا على القراءة والمطالعة لهذه الكتب المتميزة لشبابنا الناطقين بالفرنسية خاصة، والقراءة عموما بالعربية إن أمكن، أو بما توفر من فنون المعرفة وبما توفر من اللغات، علما أننا نعيش في بلد مثل سويسرا ، له أربع لغات رسمية معترف بها !!..
طبعا عملا بقول أحد اقلامنا المعاصرة ( الزميل الإعلامي عبد العزيز غرمول) بقوله: ” لا يكفي أن تقرأ، يجب أن تفهم ما تقرأ.. لا تقرأ كي تقتل الوقت، ولا تقرأ لتتبع الأخبار، ولا تقرأ لتنال شهادة عليا، ولكن اقرأ لتفهم نفسك وتوسع مساحة حياتك وحضورك ” .. فالقراءة ليست نظريات وتراكم معلومات، بل هي تفاعل مع الواقع وانخراط في الحياة.. أن تفهم ما تقرأ، وتربط ذلك بحياتك، فأنت إذن قادر على التطور والارتقاء بحياتك من مستوى الفذلكة والصعلكة المعرفية، إلى مستوى الإنسان !! ليس صحيحا في نظرية الارتقاء أن البقاء للأقوى، بل البقاء للأصلح.. انقرضت الديناصورات، ولكن النحلة التي رافقت وجودهم لا تزال تنتج العسل !!
لا أتحدث عن المثقف العضوي ذلك بعيد المنال، بل عن القارئ العضوي الذي يقرأ بانتباه، ويحلل ويميز ويربط ما يقرأه بمدى تأثيره في حياته، ويطمح من خلال معرفته ووعيه وذكائه بالمساهمة في بناء وتطوير عصره. وذلك ما نحن في حاجة إليه اليوم و كل يوم !!
وفي ذات السياق، بعد أن كتبنا الأسبوع الماضي مقالا مقتضبا عن سيرة ومسيرة، استاذنا الراحل التونسي الدكتور أحمد المناعي – رحمه الله – ، ورغم أن سيرته ثرية متنوعة و كتاباته منشورة ومنتشرة باللغتين إلا أن كثيرا من المهتمين بالفكر والحريات والثورة الجزائرية والتاريخ المغاربي والعربي عموما، لا يعرفون عنه إلا القليل، بل فيهم من سمع به فقط يوم نشر موقع ” منتدى الدراسات الحضارية” خبر وفاته بتلك الكلمات التأبينية المؤثرة، وتساءل بعض الأفاضل والفضليات، هل حقا هذا الأكاديمي المرحوم المناعي فعلا صهر الشهيد العقيد عميروش، وكيف تعرف على العلامة الشيخ البشير الإبراهيمي في بداية الاستقلال؟ وهل هو حقا من أول طلبة مالك بن نبي، علما أننا لم نسمع عنه أنه من أول جيل طلبته، لقد عرفنا وسمعنا عن الدكتور عمار طالبي وعبد الوهاب حمودة ورشيد بن عيسى و .. و من التوانسة سمعنا عن الشيخ الغنوشي أنه كان يتردد على مالك بن نبي أم الدكتور المناعي فلم نسمع عنه شيء ..!!
إن ما أوحي إلي في الواقع بكتابة هذه الفصول هم بعض الأفاضل والفضليات، الذين يراسلونني قصد تزويدهم ببعضها، مع إحساسي برغبة جامحة في تقصيري في طبع ما جمعته وما كتبته في هذا الباب منذ عقود وهي حوارات مع كتاب و مؤرخين ومشايخ بعنوان “شخصيات استوقفتني”، الجزء الأول كان “رجال بلادي” و الجزء الثاني ” رجال ..أولئك الذين خدموا قضايانا الإسلامية و الإنسانية”
شخصيات و أقلام جزائرية خدمت القضية الفلسطينية
واستجابة لرغبة بعض الأفاضل والفضليات من القراء الأكارم و بتوجيهات وتشجيع من بعض أساتذتنا منذ مدة، وبعد أن أمطنا اللثام هذه الأشهر الأخيرة عن شخصيات جزائرية خدمت القضية الفلسطينية حتى النخاع بأقلامها وأفكارها وأموالها، أمثال الشيخ العلامة ابن باديس والإمام البشير الابراهيمي، والمفكر مالك بن نبي، و الإمام فضيل الورثلاني، والمؤرخ أبو القاسم سعد الله، والمشايخ الشعراء أمثال المرحوم محمد العيد آل خليفة، أحمد سحنون، مفدي زكرياء وغيرهم كثير، و بعض المعاصرين ، سنشرع في كتابة سلسلة أقلام عربية وأجنبية خدمت الأصالة والمعاصرة وفق أركانه الثلاثة التي رفعها العلامة بن باديس “الجزائر وطننا والإسلام ديننا والعربية لغتنا” راجيا أن تنفع من يهتم بتاريخ الجزائر وعلماء الجزائر وثورتها المجيدة، بل والأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء.
شهر رحيل العلماء وكتاب التاريخ
في مثل هذه الأيام من السنوات العشر الأخيرة قد يلحظ كل مهتم بالشأن الثقافي عموما، توالي رحيل العلماء والكتاب خاصة منهم الذين أرخوا للجزائر وثورتها المباركة، يرحل الواحد تلو الآخر في صمت إعلامي مطبق أحيانا كثيرة، إذ رحل في نفس السنة شيخ المؤرخين الجزائريين الدكتور أبو القاسم سعد الله، تلاه زميله المؤرخ عبد الكريم بوصفصاف من جامعة قسنطينة، ثم المؤرخ والإعلامي زهير إحدادن من منطقة القبائل، فالمؤرخ بوعلام بلقاسمي من الجيل الثاني الذي وافاه الأجل خارج الجزائر، هناك في سلطنة عُمان وهو يؤدي دوره العلمي في جامعة مسقط ، رحل عنّا وهو في قمة العطاء الفكري، رحمة الله على الجميع، وقد نشرت أيامها كلمة مقتضبة أو تأبينيه تعريفا بكل واحد منهم .
فارس سلسلة ” جهاد شعب الجزائر” يترجل،
وها هو يرحل في مثل هذه الأيام من عام 2018، بل يترجل فارس آخر من فرسان القلم عن صهوة العطاء للجزائر، علما أنه ليس من أبنائها ولم يولد بترابها، بل هي ملاحم أرض المليون ونصف شهيد جعلته في أعلى رتب مجاهدي الثورة بقلمه وفكره، رحل هذا الفارس السوري لترتفع روحه الطاهرة الى بارئها سبحانه وتعالى، و ليلحق بركب الشهداء والصديقين الذين أفنى عمره يحكي لنا عن أمجادهم ويؤرخ لتضحياتهم.
نعم ترجل – في مثل هذه الأيام – الفارس الكاتب المؤرخ بسام العسلي، السوري الأصل، ليضيف عنوانا جديدا لأجيال الأمه وفرسانها عن معاني البطولة الحقه، ومعاني التضحية في سبيل القيم والمبادئ التي آمن بها واحترق كشمعة منيرة لدروبها، كتب عن الثورة ولها، كما كتب عن غيرها من المقاومات، ولا تربطه بها الا وشائج العروبة و الإسلام ومقارعة الظلم و الظالمين !!
والأستاذ بسام العسلي (1929-2018م)، الذي عرفه كاتب هذه السطور والشعب الجزائري والعربي عموما- منذ عقود – من خلال سلسلة كتبه النفيسة الشهيرة، بعنوان “جهاد شعب الجزائر” في 15 كتابا. أنتهى مشوار عطائه بقدر محتوم، فوافاه الأجل بمسقط رأسه بدمشق، عن عمر ناهز 89 سنة، والمرحوم متعدد اللغات ( عربي- فرنسي – إنكليزي ) وخريج الكلية الحربية عام 1952، أوفد إلى فرنسا فتخصص في أعمال المظليين وكان من مؤسسي سلاح المظلات في سوريا،
عمل في الكونغو تحت قيادة هيئة الأمم عام 1960، ثم ملحقا عسكريا في لندن عام 1963.
أحيل إلى المعاش مبكرا تعسفا، فتفرغ للكتابة وأصدر ما يزيد عن مئة كتاب ..احتك بالكثير من الثقافات الغربية، وأكثر الثقافات التي تعلمها هي الثقافتين الانكليزية والفرنسية خاصة مع إقامته في فرنسا لفترة دراسته تأثر بها كثيرا وظهر هذا في أدبه وكتابته، وإتقانه للغتي فولتير وشكسبير جعل منه مترجما موسوعيا، أحيل إلى المعاش مبكرا فتفرغ للكتابة وللتأليف، فأصدر ما يزيد عن مئة كتاب بين تأليف وترجمة منها خصوصا:
ـ فن الحرب الإسلامي (5 أجزاء) – الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية
– رجال ومواقف تحت راية الإسلام – الحرب والحضارة – جيش العدوان الصهيوني
سلسلة مشاهير قادة الإسلام (15 كتاباً) -
سلسلة مشاهير الخلفاء والأمراء (10 كتب)-
سلسلة مشاهير قادة العالم (15 كتاباً) -
سلسلة جهاد شعب الجزائر (15 كتاباً)-
مؤلفاته مكتبة متنقلة، تحوي تاريخ الأمة منذ أن أضاءت الدنيا وأشرقت برسالة الاسلام ..
كل هذه المؤلفات تعد لوحدها مكتبة متنقلة، تضم موسوعات تاريخية تفتح لنا أبوابا عن تاريخ الأمة العربية والاسلامية وأعمال الفتوحات العظمى التي عاشتها على امتداد أزيد من أربعة عشر قرنا من عمر الزمن، هو تاريخ الأمة العربية الإسلامية منذ أن أضاءت الدنيا وأشرقت برسالة الإسلام وحتى يوم الناس هذا.. تبرز الحنكة العسكرية والإدارية التي تميز بها القائد المسلم بحسه العربي الذي فطر عليه في تطبيق مبادئ الحرب في الاستراتيجية والتنفيذ في ميدان المعركة، وفي فن القيادة وكفاءتها والروح المعنوية العالية للمقاتلين سواء بسواء في الحروب النظامية أو الحروب الثورية الداخلية وقمع الفتن بإيمان راسخ من الله وتأييده.
صدرت كتبه عن أكبر دور النشر العربية، تتقدمهم كل من دار الفكر و دار النفائس، حيث يتناول الكاتب في مؤلفاته بنظرته الاستراتيجية العميقة، وأسلوبه السهل الممتنع سبل معالجة حياة وشخصية الشعوب والأمم وعظمائهم الذين غيروا مجرى التاريخ، فيفتتح المشهد بإعطاء فكرة عامة عن الشخصية موضوع الدراسة بلغة سهلة، وأسلوب شائق، يجعل القارئ يعيش معها ويتابعها في أعمالها، لينطلق في دراسة الماضي بعظمته إلى المستقبل المنشود بالتوفيق بين فن الحرب في عهد وسائل القتال البدائية، وفن الحرب في عصر الوسائط المتقدمة، مبرزا التكامل والتطور في عقيدة القتال عند العرب المسلمين من خلال منجزات قادتهم. والبرهنة على قدرة هذه العقيدة على تكوين قاعدة سياسية، واستراتيجية تتوافق مع متطلبات العصر ومع طبيعة التحديات مهما كان مصدرها أو شكلها أو زمانها، ثم تحليلها والخروج منها بالعبر والعظات، وهو ما يسمى بالتعبير العسكري بـ “الدروس المستفادة”، مبرزا التفاعل بين عقيدة القتال عند العرب المسلمين، وبين مجموعة الظروف التي أحاطت بكل منهم في الإطارين الزماني والمكاني.
دراسة تاريخ أمتنا يكشف شراسة الأعداء
أما حول الخمسة عشر كتابا التي تعرض تاريخ الجزائر من يوم ولادة الجزائر وحتى الاستقلال وقيام الدولة الحديثة، مزودة بالصور والخرائط والوثائق التي حصل عليها المؤلف من مصادرها، وعن الحوافز لنشر هذه الكتب، يقول العسلي، منها ” قلة الكتب التي تتناول جهاد الشعوب العربية والمسلمة في العصور المتأخرة، وانصباب التركيز كله على عهد الفتوحات الإسلامية الأولى، ربما لكثرة الأيام المشرقة في عهد صدر الإسلام وكثرة الأيام الحالكة في العصور التي تلته”، مضيفا بقوله “إن دراسة تاريخ أمتنا يظهر لنا بوضوح شراسة الأعداء وتصميمهم على استئصالنا من الوجود، وتنوع أساليبهم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة”. كذلك يبين لنا بوضح أيضا أنه “لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها”، موضحا ذلك بقوله ” ما ارتفعت راية الجهاد مرة، وتوحد المسلمون تحت لوائها، منذ عهد محمد صلى الله عليه وسلم إلا وكان النصر حليفهم، وما استكانوا وعطلوا الجهاد، وشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم إلا تسرب الوهن إلى صفوفهم وظهر عليهم أعداؤهم فأذاقوهم مرارة الذل والاحتلال والاستعباد..” مذكرا أن بلاده سوريا او بلاد الشام عموما، كانت يومها ملاذا ومنفى لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه من زعماء المقاومة وعلماء الجزائر إبان الاستكبار الفرنسي، “بدءا من ملاحم الأمير عبد القادر الجزائري (1818- 1883) ورجال الشيخ المقراني وطاهر الجزائري إلى عائلة المبارك أي المعاصرة كل من الدكتور محمد المبارك – رحمه الله – و مازن المبارك – حفظه الله – و القائمة طويلة”، كانت يومها سوريا الشهباء المضيافة بلد اللجوء والصمود والمقاومة بكل معانيها، وتفاصيلها للعرب والمسلمين !!
الدموع والمداد وحدها لا تغسل جراح الأمة
مسقط رأسه، رحمه الله كان بدمشق عام (1350 هـ – 1929 م) ، سورية الأمس كانت فعلا حكاية فخر للأجيال، أما سوريا اليوم، التي رحل عنها ” بسام العسلي” في مثل هذه الأيام وأقلام عديدة أخرى واعدة لازالت تئن في المهجر كشيخنا الجليل عصام العطار- حفظه الله وشفاه- ، وقد أصبحت سورية في العشريات الأخيرة حكاية الحاضر المر يصعب عليه وعلى غيره الكتابة عنها وعن جرحها، ولا حتى عن مستقبلها المنظور.. فسوريا اليوم، لكل شبر من أراضيها رواية مؤلمة، وفي كل بيت جرح نازف، وأحياناً جراح كثيرة متعددة، وفي كل قرية قصص تدمى لها القلوب، هجرة و تمزق و تشرد لشعب برمته.. وبكلمة واحدة نزيف سورية اليوم قصة أمة مكلومة مشتتة تروي حكايات أغرب من الخيال.. حكاية تاريخ شهيد اختار أقصر الطرق نحو رحاب المجد والخلود، حكاية آهات طفل يرقب عودة أبيه كل مساء، حكاية يوميات أم مفجوعة بفلذة كبدها، حكاية تاريخ زوجة ودعت شريك عمرها، حكاية أخ، وحبيب، وصديق لوّعهم الفراق، نعم رغم كل الآلام، والأوجاع، لا يسعنا إلا أن نترحم، على موتى سورية الشقيقة، داعينا الله أن يفرج كربهم عاجلا غير أجل، وما ذلك على الله بعزيز.
من باب الوفاء لفضل وجهد العلماء
ومن باب الوفاء لفضل علماء سوريا عموما على الجزائر، و لفضل صاحب سلسلة “جهاد شعب الجزائر” خصوصا، الذي خدم وطننا الاسلامي الكبير بعلمه وجهده وخص الجزائر بعلمه و فكره، أن تسمى مؤسسة تربوية أو ثقافية تابعة لوزارة التربية أو الثقافة أو المجاهدين باسم المرحوم ” العالم المؤرخ المجاهد بسام العسلي.”
ومن باب الإنصاف له أيضا أن ينظم المركز الوطني للدراسات التاريخية بالاشتراك مع جمعية العلماء المسلمين، أو اي منبر إعلامي، ندوة تكريمية علمية، تتجدد كل سنة للأجيال، حول جهود المرحوم بسام العسلي في إماطة اللثام عن تاريخنا الاسلامي، يشارك فيها أصدقاؤه وتلاميذه من الجزائر وخارجها ـ وهم كثيرون-، ولله الحمد..
داعينا الله تعالى في الختام أن يرحم عبده المجاهد العالم العارف بسام العسلي ويلهم تلاميذه وإخوانه الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجازيه خير الجزاء عما قدمه للإسلام والمسلمين طيلة حياته المليئة بالمآثر، وصادق الله العظيم القائل في محكم تنزيله : ﴿ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ رِجَالࣱ صَدَقُوا۟ مَا عَـٰهَدُوا۟ ٱللَّهَ عَلَیۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن یَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُوا۟ تَبۡدِیلࣰا ٢٣ لِّیَجۡزِیَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِینَ بِصِدۡقِهِمۡ وَیُعَذِّبَ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ إِن شَاۤءَ أَوۡ یَتُوبَ عَلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورࣰا رَّحِیمࣰا ٢٤﴾ [الأحزاب ٢٣-٢٤] و ” إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ” .
محمد مصطفى حابس: جنيف / سويسرا