
أكد المحلل السياسي البروفيسور رابح لعروسي أن رد وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، حول العلاقات الجزائرية الفرنسية ،يرى أنها تندرج في إطار البحث عن مخارج للمأزق الذي وقعت فيه فرنسا خاصة ما وقع مؤخرا من خلال تهريب التي تدعى بـ ” بوراوي” إلى فرنسا بطريقة غير شرعية واختراق القانون بتواطؤ جهات نافذة في فرنسا.
هناك جماعات تعرقل مسار تعافي العلاقات بين البلدين
وفي سياق متصل قال لعروسي ، إن هناك جماعات لا يعجبها قرب العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة أنها في الفترة الأخيرة عرفت تطورا كبيرا بعد زيارة ماكرون إلى الجزائر وتوقيع على اتفاقيات تعاون و صداقة بين الجزائر وفرنسا، مع محاولة تشويه على زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى باريس في مطلع شهر ماي القادم، وبالتالي أعتقد أن هذا الرد يبرز أن من الضروري أن يعمل كل واحد من موقعه لكي تكون العلاقة بين الطرفين علاقة طويلة الأمد ومفيدة للجانبين، وهذا في سبيل الدفع بالعلاقات الجزائرية والفرنسية إلى الأمام ، مع قطع الطريق أمام كل المتربصين و المشوشين وأعداء الجزائر الذين يشتغلون في لوبيات وصالونات لأجندات خاصة داخل فرنسا، حيث أن الرئيس الفرنسي تحدث في عدة محطات على أنه هناك يتعمد التشويش وتعكير أجواء علاقات التفاهم بين الدولتين.
رد فرنسا موجه للداخل للفرنسي
أوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 لعروسي رابح ، أن الرد الفرنسي هو عبارة عن رسالة موجهة للداخل الفرنسي قبل الخارج، والتي تثبت أن الجهات التي تشتغل اليوم في إطار تشويش العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وتخريب كل ما تم بناؤه في إطار توطيد العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية، وفي الجانب الفرنسي يريد إظهار على أن الجزائر حليف وخيار استراتيجي بالنسبة لفرنسا، ويأتي هذا في ظل أن التعاون بين الجانبين خاصة في الجانب الاقتصادي كبير جدا مع استمرار الاستثمارات الفرنسية في الجزائر ، كما يمكننا أن نفهم من هذا الرد أيضا أن الفرنسيين يبحثون عن مصالحهم ، لأنهم يرون أنه في ظل التنافس الكبير لقوى إقليمية ودولية، على رأسها التواجد الصيني والروسي في المنطقة المغاربية من بينها الجزائر ، أصبح اليوم ينافس التواجد الفرنسي ويشوش على الاستثمارات الفرنسية، حيث أنه أصبح يتنافس على الاستثمار في القطاعات الحساسة، التي كانت في مرحلة قريبة حكرا على الفرنسيين ، وبالتالي يرى المتحدث أن تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية هي رسالة موجهة للشعب الفرنسي لتبين من خلالها فرنسا، على أن التشويش على العلاقة الفرنسية ـ الجزائرية هو تضييع لفرص الاستثمار والمكانة التي يمكن أن تجلبها من علاقاتها مع الجزائر ، وعلى هذا الأساس فمن الضروري أن نفهم أن الجزائر في هذا المكان والتوقيت تحديدا ، أصبحت لا تخدم أجندات معينة من جهة ،وأيضا في المقابل الفرنسيين يدركون جيدا على أن الجزائر اليوم من موقعها الحالي باتت تفكر أيضا في مصلحتها وتدافع عن سيادتها وخاصة في هذا المجال ومن خلال هذه العناصر المتعلقة بالسيادة، كما أن الجزائر اليوم هي موجودة في رواق تعلق بما يسمى “بتعدد الحلفاء الاستراتيجيين ” ، وعليه فمن حق الجزائر أن تقيم علاقات استراتيجية مع أي دولة تراها أنها تخدم مصالحها ، وبالتالي فهذا الأمر أصبح يزعج بعض الجماعات في فرنسا وداخل العلبة السوداء في صناعة القرار الفرنسي.
حكيم مالك