
خلال حرب التحرير
وافق المجلس الدستوري الفرنسي الخميس الفارط على منح المعاشات التقاعدية لضحايا العنف خلال الحرب في الجزائر لجميع المقيمين في البلاد مهما كانت جنسياتهم حسب ما نقلته صحيفة ” لوفيغارو ” الفرنسية .
وجاء في الصحيفة أن ” عبد القادر.ك”يعيش اليوم في بوردو ، ولكن في الثامنة من عمره عام 1958، أصيب برصاصة في البطن أثناء هجوم في معسكر ، جنوب غرب العاصمة الجزائرية ، أين كانت آنذاك الجزائر مقاطعة فرنسية تضيف الصحيفة ، حيث يعتبر هذا الشخص مواطن فرنسي ،حيث خسر عبد القادر منذ ذلك الوقت الجنسية ، مما يمنعه من الحصول على المعاش التقاعدي لضحايا الحرب في الجزائر و المخصصة حصرا لحاملي بطاقة الهوية الفرنسية .
ويضيف ذات المقال على صحيفة “لوفيغارو ” أنه في نوفمبر الماضي ، توجه هذا الشخص إلى المجلس الدستوري من خلال طرح مسألة دستورية ذات أولوية ، حيث يتحدى المادة 13من القانون المؤرخ في 31جويلية 1963 الذي وضع برنامج تعويض للمواطنين الفرنسيين ضحايا الأضرار المادية بالجزائر بين31 أكتوبر و 29بتمبر، 1962ومواعيد بداية النزاع و تشكيل الحكومة الأولى في الجزائر المستقلة .
وتضيف ” لوفيغارو ” أنه بعد أكثر من 55عاما من صدمة الحرب الجزائرية ، قرر المجلس الدستوري الفرنسي يوم الخميس الماضي أن المدنيين الجزائريين الذين تعرضوا لضرر مادي نتيجة العنف المتصل بالنزاع ، يمكنهم الآن المطالبة بمعاشات تقاعدية أيضا ،تدفعه فرنسا ، حيث أقر المشرعون على عبارة ” الجنسية الفرنسية ” التي احتفظت حتى ذلك الحين بهذه المزايا للضحايا الوحيدين الذين يحملون الجنسية الفرنسية بعد استقلال الجزائر ، مستشهدين بمبدأ ” المساواة أمام القانون ” الذي يكفله الدستور ، حيث يمكن ل” عبد القادر.ك” أيضا المطالبة بهذا المعاش .
وأعتبر المشرعون أن الاختلاف في المعاملة بين الضحايا الفرنسيين و الأجانب لم يعد مقبولا بالنسبة للمستفيدين من الضحايا المتوفين ، وقال جينيفير كامبلا ، المدعي العام لوكالة فرانس برس ” هذا قرار قوي جدا لكنه منطقي تماما ” كان من الصعب فهم الاختلاف في المعاملة لأن جميع الجزائريين كانوا فرنسيين خلال الحرب الجزائرية ” حسب ذات الصحيفة.
جنيفر كامبلا، محامية مقدم الطلب ” كان من الصعب فهم هذا الاختلاف في المعاملة لأن جميع الجزائريين كانوا فرنسيين خلال الحرب الجزائرية ، لذلك لم يكن من الإنصاف أن نفكر في الفرنسيين وحدهم يمكن أن يستفيدوا من هذا الحق في المعاشات التقاعدية ” ، مشيرة إلى نهاية معركة قانونية طويلة .
وتضيف ذات الصحيفة أنه في مارس 2016، كان المحامي قد حصل بالفعل على انتصار أول ، وحتى ذلك الحين يقتضي حكم من القانون نفسه أن يكون فرنسيا في تاريخ صدوره لكي يكون مؤهلا للحصول على معاش تقاعدي ، وهو حكم أصدره المجلس الدستوري ، حيث يقول المحامي ” موكلي شريف شريف الذي أصيب بعيار ناري خلال الحرب الجزائرية لكنه حصل على الجنسية الفرنسية فقط بعد أن حصل هذا القانون على معاش تقاعدي قيمته 150يورو شهريا ” .
وبالنسبة للمحامي فإن ” الأشخاص المعنيين ، الذين يصعب تقدير عددهم ، ينتظرون اعتراف فرنسا بوضع الضحية ، لأن المعاشات التقاعدية لا تمثل الكثير من المال “، ويمكن للضحايا أو ممثليهم المطالبة بحقهم في اللحاق بالسنوات الخمس السابقة لقرار المجلس الدستوري ، كما تقول الصحيفة .