
تواصل المصالح القنصلية الفرنسية بالجزائر حملة رفض منح التأشيرة للرعايا الجزائريين بما في ذلك النخبة والمثقفين غير المرشحين للهجرة غير الشرعية مع تشديد الإجراءات وعدم وجود مواعيد إيداع الملف بطريقة عادية مافتح المجال لوسطاء وسماسرة ينهبون جيوب الجزائريين للحصول على موعد، يحدث هذا رغم حملات الود الذي أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للجزائر عقب فوزه بولاية رئاسية ثانية بعد دعم الجالية الجزائرية له أمام منافسة شديدة من قبل زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف ماري لوبان.
رغم تلاشي الأزمة في العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا بعد تصريحات مستفزة أطلقها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في نهاية عهدته الرئاسية الأولى وما أعقبها من اتخاذ للسلطات الفرنسية من إجراءات مشددة ومعقدة في منح تأشيرة شنغن للرعايا الجزائريين بداية من شهر ديسمبر الفارط إلا أن هذه الإجراءات زادت تعقيدا رغم حملات الود التي أطلقتها رسميا عن طريق رئيسها ايمانويل ماكرون نحو الجزائر وحديث عن زيارة دولة سيجريها قريبا.
ومن مظاهر زيادة تعقيدات الحصول على تأشيرة شنغن بالجزائر هو غياب مواعيد في منصة مؤسسة في “أل أس ” المكلفة باستلام ملفات الراغبين في الحصول على التأشيرة على أن تعيد هي بدورها إيداعها لدى القنصلية العامة بفرنسا ,وأمام هذا الوضع المعقد تستمر ظاهرة شراء المواعيد في السوق السوداء بمبلغ يتراوح بين 6 و 10 آلاف دينار الأمر الذي يطرح سؤال من يقف وراء هؤلاء السماسرة لنهب جيوب الجزائرية , ولم تتوقف تعقيدات تأشيرة شنغن من مصالح القنصلية الفرنسية عند هذا بل تم اشتراط وثائق لم تكن معهودة في الملف كتذاكر الطائرات ونسخة عن الحساب البنكي بالعملة الصعبة حتى بالنسبة للمواطنين العاديين من العمال الأجراء .
والأكثر ارتفعت مدة دراسة الملفات وإرسال الرد لأصحاب ملفات التأشيرة من 10 أيام على أقصى حد كما كانت سابقا إلى أسبوعين أو أكثر حسب ما صرح به العديد من المعنيين ل” الوسط ” الذين أكدوا أن جل لطلبات منذ 3 أشهر تقابل بالرفض خاصة في الأسبوع الأخير , وذلك بالرغم من صحة الملف والمعلومات الواردة ودفع التكاليف ولم يعد الرفض مخصص للبطالين أو المسبوقين القضائيين أو فئة قليلة من الأشخاص لا ترغب فيهم فرنسا بل امتد ليشمل صحفيين ،وإطارات ،وأساتذة جامعيين الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال من جدوى النية التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في إعادة ود العلاقات الثنائية مع الجزائر.
باية ع