
وداد الحاج
لا يمكن لفرنسا أن تستمر طويلا في مداراة وجهها القبيح ،داخليا وخارجيا و التي كان آخر فصولها إدانتها بارتكاب مجازر قتل فيها عشرات المدنيين شمال مالي تحت ذريعة الخطأ البشري في تقدير الموقف وفي نفس الوقت تقوم داعش بنفس السيناريو ضد طوارق النيجر.
الحكومة الفرنسية تعمل على أكثر من مستوى لخلط الأوراق وزرع الموت ،والدمار في الساحل الإفريقي لكن أم المعارك لديها هي مراقبة الوضع في الجزائر وتحريك بيادقها .
ليس ببعيد عن المقررين الأمميين الذين أدانوا فرنسا من خلال اعتبارهم مشروع قانون الأمن الشامل يتعارض مع قانون حقوق الإنسان،ودعوا باريس إلى مراجعته بشكل شامل.
ما الذي يدفع باريس للسير في هذا الاتجاه التصعيدي نحو بلادنا ،لا يتعلق الأمربمناكفات دبلوماسية محدودة الأهداف لتمرير ما هو أكبر أو الحصول على حصة في السوق الوطنية لكن الأمر أكبر بكثير ووراءه أهداف استراتيجية عين صناع القرار في بلاد الجن ،و الملائكة على إجهاض أي فرصة تمكن الجزائر من تحديد خياراتها الاستراتيجية بعيدا عن محور باريس ،وخصوصا الصين ،وروسيا فصانع القرار في باريس متأكد من خطورة،وأهمية المقاربة الجزائرية المبنية على توثيق الشراكة مع الصين و روسيا اقتصاديا وعسكريا فلابد أن لا نتجاهل الأهمية الاستثنائية لمشروع طريق الحرير الصيني الجزائري و ميناء الحمدانية بشرشال ، بالإضافة لشبكة طرق برية و سكك حديدية من الشمال لأقصى الحدود في الجنوب ، يتضمنها إنشاء منطقة لتبادل التجاري بالقرب من الحدود تضم الجزائر،الصين،روسيا مع دول الساحل و الغرب الأفريقي .