يوما بعد يوم احسب دقات قلبي و عدد الأحرف والجمل والأسطر ، وأنا أهم بالدخول الى حسابي بموقع التواصل الاجتماعي ، من كثرت ما أجد فيه من الفضائح و الصور المريبة و الألبومات المشينة التي انتهكت خصوصياتنا و كشفت سترنا .فانحط المستوى وبرزت عوراتنا إلى العلن ،بعدما هتك عرضنا وحيائنا الذي لم يعد من الإيمان بعدما استبيح علنا . وعند كل دخول أتعوذ بالله من الخبث والخبائث وأنا الذي تأكد من خلال مشاهدته لتلك المنشورات واللخبطات بأنه لم يعد هناك فرقا بين ما يفعله الحوت الأزرق بالأطفال الصغار ، وبين ما فعله الفضاء الأزرق ببعض النخب والمثقفين والإعلاميين والسياسيين .اضحك _ رغم ان شر البلية ما يضحك _ على نفسي أحيانا وأنا انجر وراء تعليقات تافهة وأشارك مواضيع أتفه منها ،بل وأتلقى (الجام) حتى على تتفيه كل أمر عظيم . فمستوى النقاش انحط وأصبح الجميع يتراشق بالكلمات والألفاظ البذيئة . وبرز اللسان الدارج الأعوج و الكلام السوقي الى درجة انك تخجل من دخول الصفحة العامة لما فيها من عيب وريب وحيف وجيف.بل وهناك دعاوى للجاهلية ممثلة في إحياء النعرات والعروشية والقبلية . ولا أدل على ذلك من التعليقات التي أخذتْها الكثير من قضايانا المصيرية مثل قضية الامازيغية واللغة وإضراب الأطباء وفوضى قطاعي التربية والتعليم وأحداث مهمة عالجناها بسطحية وتهكم . فهل يعقل ان يتحول عندنا الفيسبوك وتويتر إلى درجة شن البعض حروبا قذرة بين أبناء الوطن الواحد ، والدعوة إلى التفرقة وإثارة ودغدغة مشاعر الانتماء للجهة ؟ والمؤسف أن المحرك لها من نحسبهم ينتمون الى النخبة ممن نقرأ لهم ونستمع لخطبهم ونشاهدهم يلوكون الأحاديث في الوسائل المرئية والمسموعة وهم يقولون ما لا يفعلون ويكتبون لتظليل رواد الموقع. إضافة الى مجموعات اختارت الأسماء المستعارة وهي كالحمر المستنفرة مرة مع الواقف ومرة تصفق وتطبل ومرة تحتار في أي جهة تصنفها ورغم ان البقر تشابه علينا الا ان الفيسبوك أصبح غير آمنا على حياتنا وأبنائنا ، ولم يعد فضاءا للكتابة والتشاور وإبداء الرأي .بل حان الوقت لنرفع راية الاستسلام ونغادر غير مأسوف علينا . فلمن نكتب أيها السادة والجو مشحون بالأحقاد والسب والشتم والقذف والتعليقات التي نملئها بالكلمات البذيئة وغيرها ؟!